ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – حدود المستعمرة اليهودية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 20/10/2021

” عندما يعتقد رئيس الحكومة نفتالي بينيت أننا نفقد الدولة فانه لا يمكنه رؤية أن الدولة وبحق قد فقدت، ليس لأنها لا تستطيع اجتثاث اعمال الشغب في منطقة الجنوب أو لأن يد الشباك مقيدة، بل لأن دولة اسرائيل عادت لتكون مستعمرة تسيطر عليها الدولة العظمى للمستوطنين الذين استقروا في الحكومة والكنيست والمحكمة العليا “.

عندما يصرخ رئيس الحكومة “نحن نفقد الدولة”، ووزير العدل يعلن “نحن نوجد في حرب”، وعندما يتعلق هذين التصريحين بعدد عمليات القتل في المجتمع العربي وعجز الدولة في كبح الجريمة العنيفة التي أدت الى قتل مئة مواطن عربي قبل انتهاء السنة، بقي علينا فقط أن نضحك. لا توجد دولة يهودية، مثل دولة اسرائيل، في طريقها للضياع. 

الدولة اليهودية حية وتتنفس يوميا قتل العرب وتنكل بممتلكاتهم وتقوم بالسطو المنهجي على اراضيهم وتمس بحقوق الانسان ومليشيات مسلحة مستقلة تقوم بادارة مناطق بقوة الذراع، كل ذلك برعاية الدولة وحمايتها. هذه الدولة اليهودية تتقوى فقط. لا أحد اعلن الحرب على هذه المليشيات، رجال الشرطة لا يمكنهم الدخول الى بيوتها، هم لا يحتاجون الى شراء السلاح بسرية أو تهريبها من معسكرات الجيش، كل ذلك يتم ضمن موافقة وصلاحيات. 

وزير ومفتش عام للشرطة ورئيس اركان أو رئيس الشباك لا يمكنهم حتى الحلم بأن يساعدهم حتى جيران المشاغبين في جهودهم، ويقدمون شهادات في الشرطة أو يبادرون الى نشاطات اجتماعية من اجل وقف اعمال الشغب. ومثلما يحبون أن يصفعوا العرب، هذه ثقافة، ثقافة السلب.

اذا كان في الجزء الغربي للدولة اليهودية رؤساء الجمهور العرب يخافون على حياتهم أو نسيج حياتهم اذا قاموا بخرق مؤامرة الصمت، فانه في الجزء الشرقي للدولة لا يوجد للقيادة ما تخاف منه. فهي جزء لا ينفصل عن العصابة. العفو، عندما يحتدم النقاش في اسرائيل حول اشراك الشباك في تعقب المجرمين في اسرائيل، والمقالات المتقدة تطالب بوقف هذه الخطوة الغبية خوفا من المس بحقوق الانسان والديمقراطية بشكل عام، فان الخوف الحقيقي هو أن يمس هذا القرار ايضا المواطنين اليهودي في اسرائيل. من المؤسف أنه لا يمكن سن قانون يسمح للشباك بالعمل في المجتمع العربي فقط؛ لأنه عندها الخوف سيتلاشى وسيتحول الى ثرثرة معتادة حول التمييز.

هذا الصمت الذي تملك قيادة المستوطنين عند سماع هذا الاقتراح، مسلي وغير مفاجيء، الذي يمكن ايضا أن يمس بحرية عنفهم وزعرنتهم ايضا. أي أنه حسب الاقتراح هم ايضا يتوقع أن يتعرضوا لزيارات مفاجئة لرجال شرطة ومسؤولي شباك وحتى جنود يبحثون في بيوتهم عن “ادلة” على تنفيذ جرائم. في نهاية المطاف ايضا عندهم توجد آلاف قطع السلاح، منها المرخص ومنها غير المرخص، حتى في جواريرهم بالتأكيد توجد خطط عمل وصور وافلام فيديو قصيرة ومذكرات واقراص صلبة. يبدو أن هذه هي اللحظة التي فيها كان يجب على زعران التلال والقتلة في المجتمع العربي أن يشكلوا معا تحالف اخوة من اجل شن نضال لا هوادة فيه ضد نوايا الحكومة الخبيثة. هنا لم يسمع أي صوت من جبال الخليل أو من المناطق القفراء في السامرة ضد هذا الاقتراح. المليشيات اليهودية تعرف جيدا بأنه حتى لو كان القانون الذي سيتم سنه هو مساواتي، فانه في النهاية سيساوي مكانة العرب واليهود الذين يعيشون في الدولة التابعة لها والتي تسمى اسرائيل. هي نفسها ستكون في حل منه. واذا اخطأ شخص في الشرطة أو في الشباك وفكر أنه من الآن سيكون بالامكان العمل بنجاعة اكبر ضد من يطلقون النار على الفلسطينيين، أو أن يقتلع حقولهم ويضرب اولادهم، فهم سيعرفون كيفية التوضيح له أين يمر خط الحدود بين دولة اسرائيل ودولة اليهود، كما يقول شعار “ما يحدث في اسرائيل يبقى في اسرائيل”.

عندما يعتقد نفتالي بينيت أننا “نفقد الدولة” بسبب المئة عربي الذين قتلوا فانه هو نفسه يقوم برسم خط الحدود بين الدولتين. النقطة العمياء التي يعاني منها تمنعه من رؤية أن الدولة قد ضاعت. ليس لأنه لا يمكنها العثور على القتلة أو اجتثاث اعمال الشغب العنيفة في الجنوب، وليس لأن يد الشباك مقيدة، بل لأن دولة اسرائيل عادت لتكون مستعمرة، هذه المرة بسيطرة الدولة العظمى للمستوطنين الذين استقروا في الحكومة وفي الكنيست وفي المحكمة العليا. هم يسمحون لها، بسخاء منهم، بالانشغال بالامن الداخلي فقط.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى