ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – جبل الهيكل يسير في مسار جبل ميرون

 هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 10/5/2021

يبدو أن الحرم يسير في طريق جبل ميرون. هو مكان مقدس حقا، لكنه مكان يمنع السماح له بالتشويش على النظام السياسي في المنطقة “.

“الزعماء العرب انقذوا القدس. هذا هو لب المشكلة الفلسطينية، العربية والاسلامية. المسألة ليست بحاجة الى مؤتمر قمة أو تصريحات تنديد، مثلما تعودنا واكتفينا بذلك، بل هي بحاجة الى العمل من اجل وقف اقتحامات اسرائيل المدعومة بصمتكم. السلام، لا أقول الحرب، بحاجة الى الكشف عن الأنياب التي توجد في الوجوه التي لا تبتسم، إلا بعد الانتصار أو بعد تحقيق السلام”، هذا ما قاله رئيس حكومة قطر السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، في تغريدة له في تويتر في يوم الجمعة الماضي.

الشيخ حمد في الحقيقة لا يتولى منصب رسمي في الحكومة، لكن يده تطال كل شيء. تأثيره الاقتصادي والسياسي كبير وهو عضو في مجلس ادارة شركات تجارية كبيرة في قطر، منها شركة الطيران الوطنية وهو مستشار في معهد بروكينغز، وصاحب فريق كرة القدم “باريس سانجرمان” وفريق “هورودوس”، وهو أيضا يمتلك شركات تجارية كبيرة جعلته أحد أثرياء العالم. وعندما يغرد يستمعون له ايضا في واشنطن وفي الدول الاوروبية والدول العربية.

قبل اسبوع تقريبا “اقترح” حمد على محمود عباس التنازل عن الرئاسة بسبب “الظروف والسن”. “الظروف” كانت قرار عباس تأجيل الانتخابات و”سنه” الكبيرة. لذلك، سارعوا في فتح الى الرد بغضب. “أي نصيحة تأتينا عبر وسائل الاعلام هي عبوة ناسفة توجد خلفها اهداف. شعبنا يوجد تحت الاحتلال ورغم ذلك قام باجراء انتخابات وشكل قيادة منتخبة. ولكن عند غيرنا (قطر) لا توجد انتخابات ولم يتم اجراءها في أي وقت فيها. زعيمها يجلس على كرسي فرض نفسه عليه”، كتب منير الجاغوب، رئيس مكتب الاعلام في مفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لحركة فتح.

قطر ليست صديقة مقربة للسلطة الفلسطينية أو عباس. هي الدعامة الاساسية التي تستند اليها حماس، الى جانب الدعم الذي تحصل عليه من تركيا، الحليفة المقربة لقطر. الدولتان شريكتان في عدد من المشاريع في الشرق الاوسط مثل التعاون في ليبيا ضد الجنرال خليفة حفتر، ودعم المليشيات الاسلامية المتطرفة في سوريا وعلاقتهما العدائية مع السعودية ودولة الامارات.

خلافا لتركيا، توجد لقطر علاقات وثيقة وتعاون عسكري مع الادارة الامريكية، في حين أن تركيا تشبه الآن الطالب الذي ينتظر في الرواق تلقي العقاب من الرئيس جو بايدن. وقد بدأت كل من تركيا وقطر في الاستعداد للانتخابات في السلطة الفلسطينية التي شكلت هدف مشترك آخر. بالنسبة لهما، فوز حماس في الانتخابات لا يعطيهما فقط مقابل سنوات الاستثمار التي قامتا بها في تعهد الحركة، بل ايضا سيوجه صفعة مدوية لمصر والسعودية، وبالطبع لاسرائيل.

بشكل رسمي، علاقات قطر والسعودية والامارات عادت الى مسارها بعد اتفاق المصالحة في كانون الثاني الماضي. قبل اسبوعين تقريبا دعا ملك السعودية، الملك سلمان، حاكم قطر، الشيخ تميم، لزيارة المملكة. زيارات متبادلة لوزراء خارجية الدولتين جرت وايضا العلاقات بين السعودية وتركيا بدأت تظهر دلائل على الحياة. ولكن في كل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، القصة مختلفة ومعقدة اكثر. قطر، بموافقة اسرائيل ومصر، تواصل تحويل عشرات ملايين الدولارات لحماس من اجل تمويل الادارة اليومية ودفع رواتب موظفيها. وفي شهر شباط اعلن حاكم قطر عن تخصيص جديد بمبلغ 360 مليون دولار سيتم تحويلها لغزة في العام 2021. وحماس تتشاور مع قطر في كل قراراتها السياسية، حتى أنها دعتها للمشاركة في الرقابة على الانتخابات. بعد اعلان عباس عن تأجيل الانتخابات، بسبب معارضة اسرائيل اجراءها في شرقي القدس، سافر رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، الى الدوحة من اجل الطلب من حاكم قطر الضغط على عباس لتغيير قراره. حتى الآن لم تعمل قطر بشكل علني في هذا الاتجاه، بالاساس لأنها تدرك أنه في هذه المرة، خلافا لانتخابات 2006، عباس يخاف من المعارضة في فتح بدرجة لا تقل عن خوفه من فوز حماس.

ولكن منذ أن بدأت المواجهات الشديدة في القدس والتي اوضحت بأنه ليس فقط اسرائيل لا تسيطر على الاحداث، بل ايضا عباس يفقد القدرة على التوجيه. اذا كان عباس في احداث سابقة في الاماكن المقدسة كان يستطيع استدعاء دول عربية، على الاقل من اجل الضغط على اسرائيل أو على الولايات المتحدة، الآن يتبين له أن هذه الورقة تقريبا غير موجودة. الردود الخفيفة والتنديدات الواهية التي اسمعتها الدول التي وقعت على اتفاق السلام مع اسرائيل تدل على أنه باستثناء الاردن، الذي يخاف من فقدان مكانته في الحرم لصالح السعودية، فان الدول الاخرى تكتفي بطرقعة اللسان. مصر يكفيها التوسط بين اسرائيل وحماس، وقد ابعدت نفسها عن الحرم. السعودية تنظر من الجانب برضى كيف أن الاردن لا ينجح في تهديد اسرائيل. وزير الخارجية المغربي تمت استضافته في مؤتمر “الايباك” وتحدث عبر “الزوم” عن العلاقات الآخذة في التوطد مع اسرائيل وعن أمله في توسيع التطبيع معها. وسفير الامارات في اسرائيل، محمد الحجة، نشر في “يديعوت احرونوت” مقال، ضمن امور اخرى، امتدح فيه الاسرائيليون لأنهم يجعلونه يشعر وكأنه في بيته. يبدو أن الحرم يسير في طريق جبل ميرون. هو مكان مقدس حقا، لكنه مكان يمنع السماح له بالتشويش على النظام السياسي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى