ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – جائزة “ايمي” يستحقها بينيت وليس مسلسل “طهران”

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 24/11/2021

” جائزة “ايمي” التي حصل عليها مسلسل “طهران”، الذي حاول فهم عقلية المواطن الايراني الذي يقف من وراء الاشخاص الذين نقوم بمحاربتهم. وهو مسلسل يناقض الطريقة التي يتعامل بها بينيت مع التهديد الوجودي الايراني الذي يحرص على تخليده. لذلك، هذه الجائزة يستحقها بينيت بسبب جهوده هذه “.

أنا أهنيء منتجي مسلسل “طهران” على فوزهم بجائزة “ايمي” الدولية. هناك فقط مشكلة واحدة في خطاب الفوز للمنتجة والمخرجة، دانا عيدن. فقد شرحت بأن المسلسل “يتناول فهم الناس الذين يوجدون خلف من يعتبرون أعداءك… أنا اعتقد أن هذا يعطي الأمل، وأنا آمل أن يستطيع الاسرائيليون والايرانيون أن يسيروا في القدس وفي طهران مثل اصدقاء وليس أعداء”.

العفو، يا سيدة عيدن، ألم تبالغي قليلا؟. منذ عقود ونحن نتعهد التهديد الوجودي الايراني؛ نقوم باغتيال علماء ايران وندخل الفيروسات في منشآتها النووية ونقصف مواقعها في سوريا ونعتلي المتاريس ضد كل من يحاول جرنا الى اتفاق نووي، نسرق المليارات من اجهزة التعليم والصحة والرفاه من اجل التسلح اكثر بصواريخ ضدها، وأنت تحلمين بمسيرة ايرانية – اسرائيلية في القدس وطهران. في نهاية المطاف بدون تهديد وجودي ليس لنا وجود.

من حسن الحظ أنه غداة الفوز انبرى رئيس الحكومة نفتالي بينيت وسارع الى اعادتنا الى ارض الواقع. “في العقد الاخير تظهر ايران من كل نافذة في دولة اسرائيل، في الجهة الشمالية الشرقية تظهر المليشيات الشيعية في سوريا، وفي الشمال حزب الله، وفي الجنوب حماس والجهاد الاسلامي.

هكذا يقومون ببناء العدو. ولكن توجد مشكلة صغيرة في العرض المرعب لبينيت. فقد نسي أنه من النافذة  تظهر ايضا مصر والاردن واتحاد الامارات والبحرين والمغرب، التي وقعت على اتفاقات سلام معنا. في الشمال الشرقي، في سوريا، يحكم الاسد، في الواقع بدعم من ايران. ولكن بالاساس بفضل روسيا، حليفة اسرائيل، التي “تستضيف” الطائرات الهجومية الاسرائيلية في أي وقت. في الشرق التهديد ليس ايران، بل انهيار السلطة الفلسطينية اقتصاديا. في الغرب في القطاع تحكم حماس، العفو، هي المنظمة التي تجري اسرائيل معها مفاوضات غير مباشرة حول تهدئة طويلة المدى وحول اعادة اعمار الاقتصاد وحول اعادة الاسرى والمفقودين.

هذه الجبهات التي تجري فيها حرب دائمة، التي حتى الآن قتلت مواطنين اكثر من أي عملية لايران، ستواصل وجودها حتى لو نجحت اسرائيل في تدمير جميع المنشآت النووية في ايران.

بينيت يقول إن اسرائيل، في عهد نتنياهو بالطبع، “غفت اثناء الحراسة” بعد الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في 2015. ايضا من هذه الاقوال يمكن الاستنتاج بأن فقدان الذاكرة هو مرض سياسي عضال. ما الذي جعل الولايات المتحدة تنسحب من الاتفاق النووي؟ ومن الذي شجع ترامب على فرض العقوبات الاستثنائية الشديدة على ايران؟ من الذي قام بضرب اهداف نووية وعسكرية لايران؟ ربما أن اسرائيل فعلت كل ذلك وهي مخدرة؟. الحقيقة هي أن هذا محتمل جدا، وإلا لا يمكننا تفسير كيف حدث أن هذه المبادرات فقط زادت قدرة ايران النووية.

ما الذي يقترح بينيت فعله الآن؟. “اذا كانت عودة الى الاتفاق النووي فان اسرائيل هي ليست طرفا فيه وهي غير ملتزمة به”، هدد وهو محق في ذلك. فاسرائيل ليست طرفا في الاتفاق لأنه لم يقم أي أحد لدعوتها من اجل المشاركة في النقاشات. بينيت مرة اخرى يعاني من فقدان الذاكرة. فقد نسي كم حاولت اسرائيل أن تكون طرفا في المفاوضات، على الاقل من اجل اسماع انجازاتها والتأثير على تغيير بنود حاسمة في نظرها وليس جميعها. وقد تم القاءها من فوق الدرج. وبسبب الالاعيب والجلبة السياسية المعادية لايران سئمت الولايات المتحدة وحلفاءها من “صوت اسرائيل”.

وحول عدم الالتزام بالاتفاق، هنا استخدم بينيت كل الوقاحة والغطرسة والغباء المسموح بها لدولة وجودها يرتبط بالدعم الدولي الواسع، بالاساس دعم الولايات المتحدة. من المثير ما الذي ستفعله اسرائيل اذا استخدم الرئيس الامريكي جو بايدن هذا المبرر وقال إنه هو ايضا لا يلتزم بالتفاهمات التي تم التوصل اليها في العام 1969 بين غولدا مئير وريتشارد نيكسون في الموضوع النووي الاسرائيلي، وطلب منها التوقيع على ميثاق منع نشر السلاح النووي. وماذا اذا فقط اكتفى بتأخير صفقات الشراء الاسرائيلية؟. بايدن فعل ذلك في السابق مع عدة دول اعتبرت حليفة للولايات المتحدة. عندها، بينيت يمكنه القول بأنه قد تحدث اثناء النوم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى