ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – تهدئة مع شبيبة التلال

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 24/2/2021

المفاوضات التي اجراها قائد المنطقة الوسطى مع ممثلي “شبيبة التلال” هي نوع من الترتيب الداخلي الذي يبدو أنه لا يلوث الحكومة بادارة مفاوضات مع الارهاب، ولا يلقي مسؤولية على مجلس “يشع” للمستوطنين، الذي يعتبر التوجه اليه لضبط “شبيبة التلال” مثل طلب المساعدة من السلطة الفلسطينية من اجل ضبط “.

عندما يلتقي قائد المنطقة الوسطى، الجنرال تمير يدعي، مع “شبيبة التلال”، سكان البؤرة الاستيطانية “معوز استر” من اجل “ايجاد تفاهم وتهدئة الاجواء”، حسب مصدر عسكري (“هآرتس”، 22/2)، فانه يجري مفاوضات مع نشطاء ارهابيين. عدد من هؤلاء “الشباب” لم يعودوا فتيان، بل اشخاص بالغين يتحملون مسؤولية جنائية من ناحية قانونية، وشاركوا في مظاهرات منفلتة العقال ضد رجال الشرطة بعد أن قتل أحدهم هو اهوفيا سانداك خلال مطاردة لرجال الشرطة. اصدقاؤه الذين هربوا معه في سيارة بعد أن قاموا برشق الحجارة على فلسطينيين، متهمون بالقتل بالاهمال وتعويض حياة شخص في محور حركة على خلفية قومية متطرفة، عن طريق رشق الحجارة على فلسطينيين والتآمر لارتكاب جريمة. كل هذه بنود معروفة من لوائح اتهام يتسلمها الفلسطينيون. البؤرة الاستيطانية غير القانونية اعلن عنها كمنطقة عسكرية مغلقة، التي كان من شأنها أن تهدم قبل يومين من الحادثة. لو أنه كان هناك قرية فلسطينية لما كانت حاجة الى استخدام تعبير “من شأنها”.

يدعي تحدث في السابق، في شهر كانون الثاني، مع ما يسمى “ممثلو التلال”، حاخامات وشخصيات عامة، من اجل تهدئة الوضع، بعد أن قفز عدد عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين بصورة حادة منذ موت سانداك. من ناحية “ممثلي التلال”، مفهوم جيوسياسي جديد، الذين التقوا مع يدعي في يوم الاثنين وفي الشهر الماضي، فان هذه اللقاءات هي استعراض للقوة، ليس قوة الجيش بل قوتهم.

“نحن نقدر جدا الاستعداد للقاء والحديث من نفس المستوى. مع ذلك، نحن غير مستعدين لأن نطرح في النقاش خطاب يمكن أن يفسر كتراجع أو تنازل عن ارض اسرائيل. ونحن سنواصل بكل القوة العمل الايجابي. ضد اتفاقات اوسلو خرجنا الى الشوارع، والآن نخرج الى البؤر الاستيطانية من اجل التمسك بأرضنا. سنقوم برمي اوسلو في مزبلة التاريخ”، هذا ما قاله “الممثلون”. المفهوم المهم هنا هو “بنفس المستوى”، الذي يعني أنهم والجيش الاسرائيلي في نفس المستوى والمكانة، وهذا خاطيء.

“الممثلون” هم الذين يجرون المفاوضات ويحددون القواعد، وهم الذين يقررون متى يذهبون الى النشاط الارهابي القادم، وهم الذين يطالبون الجيش الاسرائيلي بالتفهم وقبول دوافعهم، وأن يعتبرهم جسم شرعي ليس أقل منهم. واذا أراد الجيش الاسرائيلي تهدئة مع “التلال” واذا كان يتوسل كي يتوقف هؤلاء الزعران عن رشق الحجارة على الجنود أو احراق سيارات الشرطة، يجب عليه دفع ثمن سياسي. أو مثلما بيبي اعتاد أن يعد حماس، “الهدوء سيتم الرد عليه بهدوء”.

الجيش الاسرائيلي، حسب رأي “التلال” يجب أن يتوقف عن ملاحقة العصابات، وعدم تدمير البؤر الاستيطانية، وبالاساس الحفاظ على الوضع الراهن الذي تجذر خلال عشرات السنين، الذي بحسبه الاعتداءات على الفلسطينيين هي أمر داخلي يتعلق بالعلاقة بين العصابات والفلسطينيين. هذه هي شروط الهدوء. الجيش الاسرائيلي لا يسيطر عليهم حقا. فقد تحول منذ فترة الى وسيط بين المستوطنين والحكومة، وبينهم وبين القانون. عندما لا تستطيع الحكومة، وبالاساس لا تريد، أن تواجه المستوطنين، وأن تطبق القانون وتدافع عن الفلسطينيين من اعتداءات عنيفة، فهي ترسل الجيش لاجراء المفاوضات.

من ناحية تكتيكية يدعي على حق. فهو لا يستطيع اجراء مفاوضات، سواء مع مجلس “يشع” أو مع اعضاء كنيست يوفرون الحماية للمليشيات المسلحة في المناطق، ضمن امور اخرى، بسبب أنهم غير قادرين على السيطرة على تصرفاتهم حتى لو كانوا يريدون ذلك، وهم لا يريدون. والتوجه لمجلس “يشع” هو مثل طلب المساعدة من السلطة الفلسطينية من اجل السيطرة على حماس. اسرائيل فهمت في السابق أنه يمكنها الحصول على نتائج فقط عن طريق الحديث مع حماس، ويدعي بالاجمال، يطبق هذه النظرية مع منظمة ارهابية يهودية. نوع من الترتيب الداخلي، ولا نقول الشخصي، الذي كما يبدو لا يلوث الحكومة باجراء مفاوضات مع الارهاب ولا يلقي مسؤولية على مجلس “يشع” وعلى حاخاماته.

ماذا بوسع قائد منطقة في الجيش الاسرائيلي، الذي هو ايضا صاحب السيادة في المناطق، أن يفعل أمام ثلاثة جدران محصنة تحمي “التلال”؟. أمام الحاخامات ومجلس “يشع” والحكومة. حتى تطعيمات كهدية هو لا يمكنه أن يعرض عليهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى