ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – بعد الاتفاق النووي الجديد مع ايران ، قد تنفجر الساحة العراقية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 2/8/2021

” مشكلة ايران هي أن المليشيات المخلصة لها اصبحت جسم مستقل يهتم ببقائه الاقتصادي. وايران ستعود كما يبدو الى المفاوضات حول المشروع النووي، لكن المليشيات التي تؤيدها في العراق يمكن أن تشوش على هذا الاتفاق من خلال نشاطاتها المناوئة لامريكا “.

“لا يمكن للمفاوضات مع ايران أن تستمر الى الأبد”، هذا ما قاله وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، في يوم الخميس الماضي بعد انتهاء اللقاء بينه وبين نظيره الكويتي، احمد ناصر الصباح. كلمة “الأبد” هي مفهوم مجرد، لكن من المفروض أنه عند تتويج ابراهيم رئيسي رئيسا لايران في هذا الاسبوع فانه سيتم استئناف الجولة السابعة من المفاوضات. 

في الاشارات التي تنشرها مصادر ايرانية قيل إنه في منتصف شهر آب القادم سيعود طاقم المفاوضات الايراني الجديد الى المحادثات في فيينا، وأن ايران متمسكة بالعملية التي بدأت في شهر نيسان الماضي. الزعيم الاعلى، علي خامنئي، اشار الى أن مطالبة الولايات المتحدة بأن تضيف الى الاتفاق بند يضمن اجراء مفاوضات اخرى حول برنامج الصواريخ الايراني، ورفضها اعطاء ايران ضمانات بأنها لن تنسحب من الاتفاق الجديد الذي سيتم التوقيع عليه، هما نقاط الخلاف اللتان بقيتا بين الطرفين. والاشارة الى هذه المسائل يمكن أن تدلل على أن المواضيع الاخرى، مثل فترة تطبيق الاتفاق وطرق الرقابة ورفع العقوبات وعودة ايران الى الوضع الذي ساد قبل خرقها للاتفاق في 2019، قد تم الاتفاق عليها. هدف ايران هو عدم اعطاء الولايات المتحدة أي انجاز يجتاز ما ينص عليه الاتفاق النووي الاصلي. الاستعداد للتفاوض حول مشروع الصواريخ يعتبر بالنسبة لها تنازل يمس بسيادتها وأمنها الوطني والخطوط الاساسية للاتفاق الاصلي.

في لقاء مع حكومة حسن روحاني قبل انتهاء ولايته، عبر خامنئي عن أمله في أن الحكومة الجديدة ستتعلم من أخطاء روحاني، التي الاخطر من بينها هي الثقة التي اولتها للادارة الامريكية بشكل خاص وللغرب بشكل عام. الدرس هو، أوضح، أنه يجب على ايران أن لا تثق بأي مفاوضات مع امريكا لأن كل ما تريده هو المس بها. يصعب القول اذا كان يقصد ايضا المفاوضات الحالية. ولكن الالهام الذي اعطاه لاجراء المفاوضات والدعم الذي اعطاه يمكن أن يدلا على نية استكمالها والتوصل الى اتفاق.

جو بايدن يواصل في هذه الاثناء الظهور بأنه طويل النفس. “نحن لا نريد تصعيد الوضع مع ايران”، أوضح بلينكن. في الوقت الذي تراكمت فيه في الاشهر الاخيرة اسباب كافية للتصعيد. هجمات المليشيات الشيعية في العراق على اهداف امريكية يمكن أن تقدم السبب لرد امريكي. ولكن واشنطن تفضل في هذه الاثناء التعامل معها كشأن عراقي لا يرتبط بالمفاوضات حول الاتفاق النووي. والخوف هو أن رد عسكري شديد ضد المليشيات، رغم أن الولايات المتحدة عملت ضدها في السابق، سيورطها ليس فقط مع الحكومة في العراق، بل ايضا مع ايران. 

إن اعلان ايران بأن الهجوم على السفينة التي تشغلها شركة بملكية ايال عوفر هو رد على هجمات اسرائيل في سوريا، يوضح للولايات المتحدة بأن عملية ضد توابع ايران في سوريا والعراق تعني المس بها. النتيجة هي أن الساحة العراقية والساحة الايرانية تلزم الولايات المتحدة بالسير بشكل حذر في حقل الالغام هذا، وأن المفاوضات حول الاتفاق النووي يمكن أن تتحول الى رهينة لسياستها في العراق.

ايران، التي تعمل بشكل حازم على ضمان فوز مؤيديها في العراق في الانتخابات التي ستجري في شهر تشرين الاول القادم، توجد الآن في فخ لا يقل تعقيدا عن ذلك. اذا سمحت للمليشيات الشيعية بمواصلة العمل ضد الاهداف الامريكية، بحيث تضطر واشنطن للرد، فان هذا سيؤدي الى تأجيج الشعور بالعداء لايران الذي انعكس فعليا في المظاهرات والاحتجاجات على خفض ايران لحصص المياه والكهرباء التي تزودها للعراق. 

ايضا المليشيات الشيعية المؤيدة لايران منقسمة فيما بينها. بعضها يعتبر بالذات حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، مصدر للمرجعية والتوجيه والصلاحيات، وبعضها يمتثل لقائد “قوة القدس” الايراني، اسماعيل قاءاني، وبعضها يفضل الامتثال لقادة وسياسيين محليين. ايران التي قلصت نطاق مساعداتها المالية لمليشياتها في العراق، تطمح الى ضمان أن أي حكومة عراقية سيتم تشكيلها بعد الانتخابات ستستمر في تمويل ودعم المليشيات التي تحظى بشريحة مهمة في الميزانية بمبلغ مليار دولار في السنة.

في نفس الوقت، يجب على ايران أن تحرص على أن هذه الحكومة ستنفذ التفاهمات التي تم التوقيع عليها في هذا الشهر بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة، والتي بحسبها جميع القوات الامريكية المقاتلة ستخرج من العراق حتى نهاية السنة. مواجهات عنيفة بين المليشيات والجيش الامريكي يمكن أن تشوش حسابات ايران وتحول العراق الى ساحة قتال، بالذات في الوقت الذي هي فيه بحاجة الى الهدوء، على الاقل حتى شهر تشرين الاول القادم.

مشكلة ايران هي أن المليشيات المخلصة لها اصبحت جسم مستقل يهتم ببقائه الاقتصادي. التفسير السائد هو أن هذه العملية وجدت عند اغتيال قاسم سليماني، قائد “قوة القدس” في كانون الثاني الماضي، ولأن وريثه قاءاني لا يعتبر بالنسبة لهم شخصية موثوقة يمكنها اخضاع نشاطاتهم لاملاءات ايران. ولكن هذا التفسير يتجاهل التطورات في العراق، لا سيما الصراعات الداخلية، التي تؤثر على مكانة المليشيات الموالية لايران. لذلك، من غير المعروف اذا كان حتى زعيم يتمتع بالشعبية مثل سليماني لن يواجه الآن صعوبات مشابهة. الاتفاق النووي الجديد، عند التوقيع عليه، ربما سينهي الفصل النووي للغرب امام ايران، لكن عندها يمكن أن تنفتح بكل القوة الساحة العراقية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى