ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – ايران والكورونا – الفيروس ضد الثورة

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 9/3/2020

في ايران، التي أصيب فيها العدد الاكبر من اعضاء الحكومة بفيروس الكورونا، تم اخفاء المعلومات، الامر الذي تسبب بزيادة الاضرار. والآن يمكن للنظام أن يشكر الفيروس الذي يمنع المظاهرات الكبيرة في الشوارع  “.

البيانات عن المصابين بفيروس الكورونا في ايران تتزايد باستمرار. رسميا أكدت الحكومة على أنه حتى الآن يوجد 124 مصاب بالفيروس، و4747 شخص اعتبروا حاملين للفيروس. في منظمة مجاهدي خلق، المعارضة والتي تعمل خارج ايران، قالوا أمس إن عدد الموتى قفز الى اكثر من 1800 شخص وعشرات آلاف الاشخاص تم فحصهم. ومصادر حكومية أوضحت في نهاية الاسبوع بأن عدد المصابين يمكن أن يرتفع الى 450 ألف شخص، وأن الكثيرين منهم يمكن أن يموتوا بسبب المرض. ايران هي البؤرة الرئيسية في الشرق الاوسط لانطلاق المرض الذي تسبب بعزل الدولة بصورة اكبر مما طمحت الى تحقيقه العقوبات الامريكية. المواطنون الايرانيون منعوا من الدخول الى تركيا ودول الخليج، وهم تسري عليهم قيود مشددة اثناء الدخول الى العراق. المدينة المقدسة قم التي يوجد فيها الكثير من الدورات الشيعية الهامة، تقع تحت حصار باشراف الشرطة والجيش وحرس الثورة. جميع سكان المدينة الذين يريدون الخروج منها يجبرون على المرور عبر الحواجز التي وضعت على مداخل المدينة واجراء فحوصات طبية في سيارة صحية عسكرية مغلقة قبل الحصول على الاذن بالخروج.

هذه هي المدينة التي انطلق منها فيروس الكورونا في شهر كانون الثاني الماضي، وانتشر من هناك في ارجاء الدولة. خلال فترة قصيرة امتلأت المستشفيات في المدينة، وحسب تقارير ايرانية لم يبق أي سرير شاغر لاستيعاب المرضى. الحكومة اعلنت قبل بضعة ايام بأنها ستقيم 14 مستشفى ميداني يمكنها استيعاب آلاف المرضى، لكنها تجد صعوبة في تجنيد القوة البشرية المهنية لتشغيل هذه المستشفيات.

ويجب عليها ايضا التصادم مع رجال الشريعة الذين قالوا إن الفيروس هو “ارهاب بيولوجي” يتم التحكم به من قبل اعداء الدولة. وطلبوا من المؤمنين بالصلاة في المساجد من اجل اجتثاث هذا الوباء الذي “استهدف الفصل بين المؤمنين وبين الخالق وعزل الدولة”. الكثير من المؤمنين ينشرون افلام قصيرة يظهرون فيها وهم يقبلون الزخارف في المساجد كوسيلة لمنع الاصابة، في الوقت الذي تحذر فيه السلطات من التجمعات الكبيرة. وقد تم اغلاق المدارس والجامعات.

ايران تعتبر الدولة التي أصيب فيها العدد الاكبر من اعضاء الحكومة وأبناء النخبة. على الاقل 23 عضو في البرلمان اصيبو، واثنان ماتا. نائب وزير الصحة، المستشار الكبير للزعيم الاعلى علي خامنئي ونائبان للرئيس حسن روحاني أصيبوا ايضا. وفي نهاية الاسبوع توفي حسين شيخ الاسلام، الذي كان نائب وزير الخارجية ومستشار روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني وخامنئي لشؤون الشرق الاوسط.

موت شيخ الاسلام اثار اهتمام خاص بسبب أنه كان من بين المخططين والمنفذين للسيطرة على السفارة الامريكية في طهران في تشرين الثاني 1979 واحتجاز الدبلوماسيين الامريكيين مدة 144 يوما. في نفس الوقت كان هو الوجه المعروف في العالم لحركة الطلاب الذين سيطروا على السفارة والذي أبلغ بصورة منتظمة في مؤتمرات صحفية عن وضع الـ 52 دبلوماسي وعن مطالب الطلاب.

الى جانبه في العادة ظهرت معصومة ابتكار، نائبة الرئيس روحاني لشؤون النساء والبيئة، التي اصيبت هي ايضا بالفيروس. شيخ الاسلام درس قبل الثورة في جامعة بيركلي في كاليفورنيا، وقد اوقف الدراسة من اجل المشاركة في الثورة، وقد كان خبير شؤون الشرق الاوسط في الحكومات الايرانية المتعاقبة. وفي الثمانينيات هو واربعة نشطاء ايرانيين منهم فريدون فردينزاد (الآن هو رئيس وكالة الأنباء الايرانية الرسمية) وحسين تقان واحمد وهيدي (كلاهما شغل منصب وزير الدفاع) وعلي اكبر محتشمي  وضعوا البنية التحتية لاقامة منظمة حزب الله. وبعد فترة تم تعيين شيخ الاسلام سفيرا لايران في دمشق ومن هناك اشرف على نشاطات حزب الله. وقد عاد الى ايران بعد ست سنوات من الخدمة في دمشق وكان مسؤول، ضمن امور اخرى، عن رسم سياسة ايران في الدول العربية الى جانب قاسم سليماني. ويمكن التقدير بأن اسم شيخ الاسلام قد محي في نهاية الاسبوع من قائمة المطلوبين لاجهزة استخبارية كثيرة.

التقارير القليلة للنظام والمعلومات غير المؤكدة التي انتشرت في الشبكات الاجتماعية تبرهن على أن ايران تجد صعوبة في مواجهة انتشار الفيروس الذي تحول الى مسألة سياسية مهددة. خبراء ومواطنون يتهمون النظام باخفاء المعلومات والنقص في الأسرة والادوية. وايضا يتهمونه بالفشل في منع انتشار الفيروس في بدايته. وقد قالوا إنه كان يمكن تقليص حجم الاضرار لو أن الحكومة قامت بعزل مدينة قم وحذرت المواطنين في الوقت المناسب. لقد خشي النظام من تأثير هذا التحذير على عدد الناخبين الذين كانوا سيصلون الى صناديق الاقتراع، الامر الذي كان سيتسبب بالاضرار بصورة النظام والمس بشرعيته، التي تستند الى نسبة التصويت المرتفعة.

ادعاء آخر وجه ضد قرار تصدير أكثر من مليون كمامة للصين، وهو الامر الذي أدى الى نقص الكمامات في الدولة. ايضا النقص في الادوية يثير الخلافات: امام ادعاءات النظام بأن العقوبات هي العامل المباشر للنقص، قال خبراء في ايران بأن سياسة “الصمود” في وجه العقوبات هي التي تسببت في العدد الكبير من الموتى. ويبدو أن النظام يمكنه الآن فقط شكر الفيروس الذي يمنع الجمهور من الخروج الى الشارع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى