ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – الفراشة الكردية تفرش أجنحتها

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 26/7/2021

” إن سيطرة بافل طالباني على حزب الاتحاد الوطني الكردي تعزز نفوذ ايران في الاقليم الكردي. العلاقات بين ايران ولاهور جيدة، لكن ايران تفضل بافل لأنها تقدر بأنه من الاسهل التحكم فيه “.

بافل طالباني ليس أحد الزعماء الذين تظهر صورهم على اغلفة المجلات الدولية. فهو ليس رئيس حكومة أو حتى عسكري معروف، لكنه من النشطاء الذين يحدثون تأثير الفراشة. حركته، حتى لو لم تكن ملموسة، يمكن أن تحدث هزات غير متوقعة. حتى بداية هذا الشهر كان رئيس شريك مع شقيقه لاهور طالباني في حزب الاتحاد الوطني، وهو حزب العائلة الذي أسسه والده جلال طالباني. في هذا الشهر سيطر بافل على الحزب وعين نفسه الرئيس الحصري له. كلمة “حزب” هي تعريف مقلص لتنظيم يسيطر على الجزء الشرقي للاقليم الكردي في العراق. يوجد لقيادته قوة عسكرية وهو يسيطر على حقل الغاز الوحيد الموجود في شمال العراق اضافة الى آبار النفط التي تضخ حوالي 10 في المئة من اجمالي النفط الذي ينتج في الاقليم. هذا التنظيم له علاقات خارجية وتجارية وثيقة مع ايران، الجارة، ليس لاسباب ايديولوجية بل لاسباب اقتصادية، وهو يختار وفقا لذلك الشركاء السياسيين في البرلمان وفي الحكومة العراقية. 

تجاه الخارج يبدو الاقليم الكردي منطقة متجانسة تؤيد الغرب ولها علاقات وثيقة مع الادارات الامريكية على اجيالها. ولكن لا حاجة الى مجهر من اجل العثور على الخلافات العميقة والخصومات العنيفة احيانا والفجوات بين اجزاء الاقليم وفي كل جزء فيه. بعد الحرب الاهلية الطويلة والدامية في التسعينيات بين مؤيدي طالباني ومؤيدي بارزاني، تم الاتفاق، بجهود كثيرة، على اقامة سلطات حكم موحدة تدير اجزاء الاقليم وعلى تقسيم الوظائف بحيث يفيد اقتصاديا الطرفين.

ولكن الهيكلية السياسية المتفق عليها لم تزل العداء السياسي بين شطري الاقليم بين اتباع طالبان واتباع بارزاني لأنه اقليم عائلي. رئيس الاقليم هو نتشروان بارزاني، إبن شقيق مسعود بارزاني الذي كان رئيس الاقليم حتى العام 2017، وهو حفيد مصطفى بارزاني، الزعيم الاسطوري للاكراد في العراق. رئيس حكومة الاقليم هو مسرور بارزاني إبن مسعود بارزاني. سلالة عائلية موازية تدير الجزء الشرقي للاقليم. رئيس الحزب، كما قلنا، هو بافل طالباني. شقيقه كوباد هو نائب رئيس حكومة الاقليم. وابن شقيقه لاهور، الابن الثاني لجلال طالباني، كان رئيس جهاز المخابرات في شرق الاقليم الكردي، “جسم استخبارات موازي يعمل في غرب الاقليم”.

المشكلة هي أن لاهور الذي تم “ابعاده” الآن من قبل بافل، هو حليف قديم ومخلص للادارة الامريكية والمخابرات الامريكية. وقد كان شخصية رئيسية في نضال الاكراد ضد داعش ومعارض شديد لتدخل ايران وتركيا في الاقليم الكردي. تركيا تعاديه لأنه اوجد العلاقات بين الادارة الامريكية والاكراد في سوريا، الذين تعتبرهم منظمة ارهابية وحليف لحزب العمال الكردستاني “بي.كي.كي”، الذي تدير ضده حرب ضروس. العلاقات بين ايران ولاهور جيدة، لكن ايران تفضل بافل لأنها تقدر بأنه سيكون من الاسهل التحكم فيه.  

التفسير السائد الآن في الاقليم الكردي هو أن سيطرة بافل على الحزب هي نتيجة تخطيط ومساعدة مشتركة من ايران وتركيا، المعنيتان في ترسيخ نفوذهما في شرق الاقليم، ومن خلال ذلك التأثير ايضا على نتائج الانتخابات العامة المتوقعة في العراق في تشرين الاول القادم. وبعد فترة قصيرة على سيطرة بافل على رئاسة الحزب قام بتعيين سلمان امين ووهاب حلبجي في رئاسة المخابرات المحلية ورئاسة وحدة محاربة الارهاب. وهما كانا اعضاء في الحركة الاسلامية الكردية ويقيمان علاقات وثيقة مع المخابرات الايرانية. هذا التعيين يمكن أن يدل على أن قيادة شرق الاقليم تتجه نحو تنسيق وطيد مع طهران، التي منذ الآن وحتى موعد الانتخابات ستركز على تعزيز الكتلة التي تؤيد ايران في البرلمان العراقي.

في الشهر الماضي زار وفد برئاسة بافل طالباني بغداد من اجل الالتقاء مع زعماء الاحزاب الشيعية وفحص احتمالات تشكيل كتل مشتركة. رئيسة قائمة الاتحاد الوطني في البرلمان (حزب طالباني)، علا طالباني، اعلنت في حينه أن “كتلة الفاتح هي الحزب الاكثر قربا من الاتحاد الوطني الكردي”. كتلة الفاتح العراقية تتشكل من احزاب شيعية تؤيد ايران، برئاسة هادي العامل، وهو الزعيم السياسي للمليشيات الشيعية التي قامت قوات امريكية بمهاجمتها مؤخرا ردا على مهاجمة اهداف امريكية في العراق.

يبدو أن هذا الموقف المؤيد لايران هو رد مضاد للتعاون الذي تم نسجه بين رئيس الحكومة العراقي، مصطفى الكاظمي، وبين البارازانيين والزعيم الانفصالي مقتضى الصدر، الذي يعارض تدخل امريكا وتركيا وايران في العراق. قبل عشرة ايام اعلن الصدر أنه ورجاله الذين حققوا انتصار كبير في الانتخابات السابقة لن يتنافسوا في الانتخابات القادمة. ولا يوجد تأكيد على أنه سيتمسك بهذا الاعلان، لكن طهران تفحص كيفية استغلال الفراغ الذي سينشأ وأي دور سيكون لحلفائها الاكراد في ملئه. في حين أن الادارة الامريكية لا تسارع الى تشكيل سياستها في الجبهة العراقية والسورية، وفي الوقت الذي يظهر فيه اسم بافل ولاهور وكوباد كأسماء لأبطال من قطاع الطرق، فان جو بايدن يمكن أن يكتشف أن محفظته قد سرقت منه على ضفاف دجلة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى