ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – السنوار ينال ولاية ثانية وحماس مستعدة للانتخابات الفلسطينية العامة

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 11/3/2021

القيادة الجديدة – القديمة ليحيى السنوار معروفة بالنسبة لاسرائيل ومقبولة على مصر. ولكن الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني والانتخابات للرئاسة يمكن أن تخلق واقع لن يسمح مرة اخرى لاسرائيل بالفصل بين التنظيمات في المناطق وبين الضفة وغزة مثلما فعلت حتى الآن  “.

بعد التهنئة التي اغدقها رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، على يحيى السنوار الذي انتخب أمس مرة اخرى كرئيس لحماس في قطاع غزة، تطرق هنية الى الرسالة التي تنقلها الانتخابات: “هي تعكس مكانة حماس في الخارطة السياسية الفلسطينية كشريكة في قيادة المشروع الوطني؛ هي تدل على أن هذه الانتخابات التي جرت باشراف جهات قانونية هي انتخابات حقيقية وغير وهمية؛ وأن اجراءها كل اربع سنوات يدل على الثقة العميقة بمبدأ تبديل الحكم الذي يثبت جدية المنظمة تجاه الانتخابات القادمة للمجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني الفلسطيني. قرار حماس هو العمل مع كل الشعب من اجل نجاح هذه الانتخابات”.

بكلمات اخرى، حماس جاهزة ومستعدة لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، التي ستجري في شهر أيار، ولانتخابات الرئاسة التي من المخطط أن تجرى في شهر تموز، مع قيادة منتخبة ومتفق عليها. اقواله لا تطمس اللدغة التي ارسلها هنية الى محمود عباس وحركة فتح، الذين لا تجري لديهم انتخابات. ففترة ولاية عباس القانونية انتهت قبل سنوات، والقرارات السياسية في فتح تتم بالاجماع وتعبر عما يريده عباس. هذا مقابل التسلسل القيادي في حماس، التي على الاقل على الورق تلتزم باجراء المشاورات مع مجلس الشورى واجراء انتخابات بين مرشحين واحترام نتائجها.

طريقة الانتخابات وعملية اتخاذ القرارات في حماس تستند على بنية هرمية التي تختلف كليا عن القائمة في فتح. المكتب السياسي الذي يضم 9 – 13 عضو هو الجسم الاكثر اهمية الذي يتخذ القرارات الاستراتيجية، وهو يمثل حماس امام التنظيمات والدول التي لديها فيها ممثليات مثل ايران وقطر والسودان ولبنان واليمن والجزائر وتونس. ولكن حماس تحصل على مصادقة على قراراتها من مجلس الشورى الذي يضم حوالي 70 – 90 عضو وداخله يوجد مجلس شورى مصغر يضم نحو 25 عضو، الذي يشبه الكابنت.

اعضاء مجلس الشورى يتم انتخابهم من نشطاء في القطاع والضفة والسجون والخارج. ولكن عرض حماس كمنظمة ديمقراطية تقدس الانتخابات ومستعدة لتبديل القيادة في صفوفها، لا تقنع حتى النشطاء فيها. تبادل للسلطة غير موجود هنا. أمس كان يبدو أنه يتوقع حدوث انقلاب بعد أن اظهرت تقارير أولية عن نتائج الجولة الثالثة بأن نزار عوض الله، رجل جيل المؤسسين لحماس، قد فاز بالمنصب، لكن عندها تبين أن لا أحد من المرشحين حصل على أكثر من 50 في المئة من الاصوات وأن هناك حاجة الى اجراء جولة رابعة، فيها حافظت حماس على التقاليد وسمحت للسنوار بولاية ثانية.

حسب مصادر في حماس، لم يكن هناك مفاجأة كبيرة. لأنه في الجولات الاولى من الانتخابات التي جرت في الاسابيع الاخيرة تم الاتفاق على أن من يتولون المناصب الحالية مثل السنوار وصالح العاروري، المسؤول عن حماس في الضفة، سيواصلون تولي مناصبهم. ولكن تذبذب الاصوات بين عوض الله والسنوار هو رسالة مهمة للسنوار، الذي تعرض في السنة الماضية الى انتقاد شديد، عام وقيادي، سواء بسبب الطريقة التي أدار فيها ازمة الكورونا في القطاع أو بسبب أنه لم ينجح في التوصل الى اتفاق لتبادل الاسرى مع اسرائيل، حيث يؤدي الى اطلاق سراح مئات الاسرى من حماس مقابل اعادة جثامين الجنود الاسرائيليين والاسرى الاسرائيليين.

في المقابل، السنوار يحظى بدعم اعضاء الذراع العسكري في حماس الذين حذروا من أن عدم انتخابه يمكن أن يؤدي الى مواجهة مع القيادة والى انتقاد شديد من قبل الجيل الشاب في حماس. الخلافات لن تبقى هذه المرة وراء الكواليس. مصدر كبير في حماس، يحيى موسى، نشر في صفحته في الفيس بوك انتقاد بأن “الانتخابات تعوزها الشفافية وطهارة اليدين. لأنها لا تستند الى مبدأ المساواة ومنح فرص متساوية لجميع الاعضاء”. هذا الانتقاد العلني يسمع في بعض الاحيان، لا سيما لأن حماس تحرص على الحفاظ على كل العملية الانتخابية بسرية كاملة. هكذا مثلا، الانتخابات لمجلس الشورى، الذي في يديه صلاحية رسم سياسة حماس، يتم اجراءها دون نشر نتائجها.

القصد كان أنه حتى الانتخابات لمن يتولون المناصب القيادة تتم بسرية الى أن تنتهي كليا. نشر النتائج قبل أن يتضح نهائيا من الذي فاز، يشكل انحراف عن المألوف، ويدلل ايضا على طبيعة الخلافات داخل حماس، التي تحاول اظهار الوحدة والتجانس، وبالاساس الطاعة. في المرحلة القادمة يتوقع أن يتنافس اسماعيل هنية وخالد مشعل على منصب رئيس المكتب السياسي، لكن التقدير هو أنه لا يتوقع حدوث أي تغيير. هنية سيستمر في تولي منصبه، في حين أن الشخصية القيادية الكبيرة في حماس، خالد مشعل، يتوقع أن يتم تعيينه في منصب المسؤول عن حماس في الخارج.

القيادة الجديدة – القديمة معروفة بالنسبة لاسرائيل ومقبولة على مصر. مع السنوار اسرائيل اجرت وتجري حوار غير مباشر بوساطة مصر. وقد سمحت اسرائيل لقطر بأن تحول له ملايين الدولارات كل شهر وبدأت بتطبيق بنود التهدئة التي اتفق عليها معه ومع مصر. هذا رغم ادعاء حماس بأن اسرائيل ما زالت لم تنفذ كل التزاماها. مصر يتوقع أن تستضيف في 17 آذار القادم مندوبي حماس وفتح ورؤساء الفصائل الاخرى في منتدى الحوار الوطني الذي بدأ في شهر شباط، من اجل أن تناقش معهم ترتيبات الانتخابات العامة وطريقة تمثيل الفلسطينيين في المناطق وفي الخارج وتطبيق اتفاقات المصالحة بين الطرفين.

كبادرة حسن نية استأنفت مصر نشاط معبر رفح ورفعت قيود كثيرة، التي اعاقت الانتقال من القطاع الى مصر. القاهرة لديها علاقات وثيقة مع السنوار ومع هنية، رغم الخلافات معهما من السنة الماضية، ضمن امور اخرى، بسبب تعزيز العلاقات بين حماس وايران وتركيا. مصر ايضا تحاول اقناع السعودية واتحاد الامارات بتغيير مواقفهما من حماس، وحتى أن تساعدا ماليا القطاع من اجل الغاء احتكار المساعدة الذي يوجد الآن لقطر.

حماس ستأتي الى المحادثات في مصر مع قيادة حصلت على الشرعية ومع برنامج عمل منظم مقابل فتح، التي تعاني من الانقسام ومن غياب الاتفاق على طريقة الانتخابات ومن عدم يقين مقلق بالنسبة لتأييد الجمهور، لا سيما بعد الاخفاقات في ادارة ازمة الكورونا والفشل الذريع في عملية دفع مستحقات الضرائب والتراجع عن قرار عدم تطبيق التنسيق الامني مع اسرائيل والصدع مع الولايات المتحدة الذي يمكنه الآن أن يتعافى قليلا عندما دخل جو بايدن الى البيت الابيض.

اذا تم اجراء الانتخابات في الموعد المقرر لها فان اسرائيل يمكن أن تقف مرة اخرى في وضع يشبه الوضع الذي كان في 2006 عندما فازت حماس فوز ساحق في الانتخابات. ولكن في هذه المرة سيكون هناك مجلس تشريعي وحكومة فلسطينية مشكلة من فتح وحماس وتنظيمات اخرى، والادارة الامريكية يمكن أن تعترف بهذه الحكومة الى جانب تأييد دولي سيأخذ من اسرائيل القدرة على تطبيق سياسة الفصل بين غزة والضفة وبين حماس وفتح مثلما فعلت حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى