ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – الجيش اللبناني يجمع الصدقات

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 22/6/2021

حسب سعر الدولار الرسمي في لبنان، 1515 ليرة لبنانية للدولار، فان كل شيء على ما يرام. ولكن السعر في السوق السوداء هو 15 ألف ليرة للدولار، وهو الذي يدير الحياة في لبنان. لذلك فان رواتب الضباط والجنود بالليرة لم تعد تكفي لاعالة عائلاتهم  “.

قائمة الطلبات التي قدمها قائد الجيش اللبناني، الجنرال جوزيف عون، لنظيره الفرنسي، الذي التقى معه في شهر أيار، ذكرت بالطلبات التي تقدمها منظمات مساعدة اللاجئين لمؤسسات التمويل. ضمن امور اخرى، طالب عون بالحليب والطحين وقطع غيار لمعدات عسكرية. في اعقاب مناشدات عون تم عقد مؤتمر عبر الفيديو في يوم الخميس الماضي بمبادرة من الرئيس الفرنسي والرئيس الايطالي ومشاركة ممثلين من الدول المانحة، وتم التعهد بالتبرع بعشرات ملايين الدولارات للجيش اللبناني.

هذا لا يشكل أي نوع من المساعدة لحكومة لبنان أو اعادة تأهيل اقتصادها، بل هو مساعدة مباشرة للجيش، الذي وصل حسب قول قائده الى شفا الجوع. في الشهر الماضي قرر الجيش تقليص وجبات اللحوم للجنود، الرواتب، القليلة في الاصل، تم تقليصها، واكثر من ثلاثة آلاف جندي (من بين 80 ألف جندي) تركوا في بداية السنة الخدمة العسكرية. لأنه لا يمكنهم اعالة عائلاتهم. الضباط لا يواصلون خدمتهم الدائمة. والمتقاعدون العسكريون اضطروا الى البحث عن وظيفة جديدة لأن راتب التقاعد لم يعد يكفي احتياجاتهم.

في شهر آذار، في خطاب امام الضباط، اعلن عون بأن “جنود الجيش اللبناني يعانون وجائعون مثل كل المواطنين في لبنان”. وفي توجه غير مسؤول قام بانتقاد القيادة السياسية في لبنان عندما قال: “أين أنتم؟ ما هي برامجكم؟”. عون هو جندي مهني، تعهد بشكل علني بأنه سيبذل كل ما في استطاعته كي يوفر لجنوده احتياجاتهم حتى لو اضطر الى جمع الصدقات. وهذا ما قام بفعله. المس الشديد بالرواتب جاء في اعقاب انخفاض سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار. الضابط الذي كان يحصل على راتب 800 دولار بالمتوسط بالليرة اللبنانية وكان يمكنه أن يعيش بكرامة، يجد الآن أن القوة الشرائية لراتبه الشهري هبطت الى 100 دولار وأقل بالليرة المحلية.

من ناحية رسمية، حسب السعر الرسمي الذي هو الآن 1515 ليرة للدولار، هذا الامر تغير، لكن الحياة في لبنان تجري حسب سعر الدولار في السوق السوداء، وهذا هبط الى حوالي 15 ألف ليرة للدولار. من محادثات مع ضباط وجنود في وسائل الاعلام يبدو أن المعنويات متدنية جدا. الجنود لا يريدون الخروج في مهمات خطيرة. وعائلاتهم تضغط عليهم لترك الخدمة. ولكن الخطر الاساسي هو انحلال الجيش أو فقدان مكانته في نظر الشعب. الجيش يعتبر الجسم الموثوق في الدولة، الرمز الاكثر استقرارا وربما الوحيد في لبنان الموحد بعد الحرب الاهلية.

الحل يتعلق بتشكيل حكومة مؤهلة يمكنها أن تتسلم اموال المساعدات والقروض والمنح بالمليارات. هذه الاموال تنتظر جسم مسؤول يمكنه ادارة هذه الاموال واجراء اصلاحات حيوية، تنفيذها هو شرط لتسلم المساعدات. ولكن في هذه الاثناء لا يبدو أن وقت القيادة في لبنان يتسارع، ويبدو أنها على ثقة بأنه في نهاية المطاف سيأتي شخص ما وينقذ الدولة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى