ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – الجيش الاسرائيلي لن يجعل بينيت ينقلب عليه

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 11/12/2019

في الجيش وفي جهاز الامن غاضبون جدا من نفتالي بينيت فهو يقوم بالتصريح كثيرا، ويتفاخر بقتل الايرانيين ويعلن عن تغيير قواعد اللعب مع حماس، ويبشر بتوسيع البناء في الخليل. هذا أمر غير محتمل حقا، وحتى هو خطير جدا، الى درجة أن ضباط كبار في الجيش وفي جهاز الامن “خصصوا لقاء كامل لمناقشة التصريحات العلنية للوزير” (ينيف كوفوفيتش، “هآرتس”، 9/12). وحسب رأيهم، يوجد في هذه التصريحات ليس مسا باسرائيل فقط، بل ليحفظنا الله، محاولة للتقليل من أهمية الجهد الامني لشخصيات كبيرة سابقة مثل رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت.

ولكن لماذا غضب الجيش بالضبط من تصريحات بينيت وليس من وعد بنيامين نتنياهو بضم غور الاردن، وهي الاقوال التي هزت العلاقة بين اسرائيل والاردن؟ أليس هذا مس بأمن الدولة؟ يبدو أنهم في الجيش يعرفون من الذي لا يجب المس به. فرؤساء الجيش لا يحبون من يقوم بانقلاب على حسابه، وبالتأكيد ليس شخص سياسي برتبة نقيب، دخل للتو الى مكتبه ولم يقم بعد بتسخين كرسي المدراء الذي يجلس عليه. لو أن الامر على الاقل كان يتعلق برئيس الحكومة، بطل محاربة الارهاب الذي كشف اسرار ايران على الملأ، التي ربما أضرت بشبكة جمع المعلومات في الموساد والاستخبارات، لكان يمكن صك الاسنان والمضي قدما كالعادة.

بينيت يُغضب الجيش؟ وماذا عن رفيف دروكر الذي كشف قضية الغواصات والفساد العسكري العميق الذي رافقها. أو كرميلامنشه التي كشفت عن الخداع الذي استمر لسنوات كثيرة والذي تمثل باختلاق جنود متدينين وهميين، وهل ما زال هناك من يذكر رأي كوفوفيتش بشأن الفشل الاستخباري الذي جعل سلاح الجو يقتل تسعة اشخاص من عائلة واحدة في غزة، لأن أحدا ما نسي أن يقوم بتحديث الحساب الجاري في بنك الاهداف (“هآرتس”، 17/11). حيث أن الاكاذيب والفساد لا تضر بالأمن. ولكن أن يحاول وزير الدفاع وضع قواعد جديدة؟ حتى هنا وكفى.

قبل سنة بالضبط، في نقاش جرى في لجنة الرقابة في الدولة، أسمع الجنرال (احتياط) اسحق بريك، مفتش شكاوى الجنود السابق، صرخة تحذيرية مدوية.

“هناك عدم شفافية وتقارير مضللة للكابنت. العروض تبدو عظيمة، لكن فعليا، أنا أقوم بالتحقيق وكل شيء يظهر مختلفا… يوجد لدي ثلاثة جنرالات أقتبس اقوالهم. وبعد ذلك في لجنة الخارجية والامن هم يقولون العكس. يوجد لدي ضباط صف يقولون بأنه لا توجد لديهم قوة بشرية لتنفيذ المهمات. ويوجد لدينا اشخاص مميزين والكثيرون الذين لا يقولون الحقيقة. فهم يخافون من أن يتم ابتلاعهم”، قال اسحق بريك. وقد عرف ذلك كـ “ثقافة كذب” متجذرة في الجيش الاسرائيلي، التي يمكن أن توقع علينا كارثة اكبر من حرب يوم الغفران. الجيش الاسرائيلي قام برص الصفوف على الفور وبدأ المعركة ضد الجنرال الخائن.

ما الذي لا نعرفه ايضا عن الجيش الاسرائيلي؟ هل مليارات الشواقل التي يتم تحويلها الى جهاز الامن بدون أي نقاش حقيقي، تعمل على زيادة الامن لدينا؟ هل الجيش مستعد اكثر لمحاربة حزب الله مقارنة بما كان في حرب لبنان الثانية؟ هل يمكن أن نكون واثقين ومتأكدين بأن الدرس من العملية الخاصة في غزة التي قتل فيها المقدم م. بنار قوته قد تم تعلمه ولن يتكرر؟.

ولكن رجاء، لا تشوشوا عقولنا ولا تتدخلوا. فالجيش مستعد لأي سيناريو. سيتم فحص الموضوع وتعلمه وبالتأكيد تعلم الدروس منه وسيتم التأكد منها وتطبيقها.

لذلك، عندما يبدأ أحد الاغرار بالقول للجيش الاسرائيلي كيف ستكون قواعد اللعب، وعندما يرفض اللعب حسب قواعد الجيش مثلما فعل وزير الدفاع المطيع افيغدور ليبرمان، يجب وقفه. لأن الجيش، الذي يحظى رئيس اركانه الآن بصفة “البالغ المسؤول”، دخل عميقا في صورته. واذا قرر وزير الدفاع التدخل فربما سيتم استدعاءه الى جلسة استماع ووقفه عند حده. لأن الديمقراطية هي فعل طيب، لكن الجيش لديه دولة ليديرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى