ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – البحرين تبدو كجوقة تسخين لعرض تقدمه السعودية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 13/9/2020

دولة البحرين اعلنت بأنها لن توافق على تطبيع علاقاتها مع اسرائيل بدون حل الدولتين. ولكن تم استخدام ضغط كبير من قبل ترامب على ملك البحرين تمت الاستجابة له. الصديقة الجديدة لاسرائيل في الخليج تشجع المبادرات والاستثمارات الاجنبية، لكنها توجد في مكان متدني في مؤشر الديمقراطية العالمي “.

عرض التطبيع بين اسرائيل ودول الخليج بدأ يظهر وكأنه مفهوم ضمنا. البحرين، العضوة الجديدة في النادي، حتى لن تحصل على احتفال منفصل مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بل ستكون جزءا من الاحتفال الذي فيه ستكون دولة الامارات هي النجم الرئيسي. السؤال الذي طرح فور الاعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات مع البحرين. هو من ستكون الدولة القادمة – وكأن الامر يتعلق بمحطة مهملة في رحلة التطبيع، حيث الانظار موجهة الى جوهرة التاج، السعودية. وجميع الدول المرشحة الاخرى، سواء سلطنة عمان أو المغرب أو تونس أو السودان، تعتبر من الآن فقط مثل جوقة تسخين.

البحرين، التي يعيش فيها نحو مليون و700 ألف شخص، نصفهم تقريبا من العمال الاجانب، غير غريبة على اسرائيل. شخصيات رفيعة من البحرين زارت اسرائيل على الاقل مرتين. وفي السنة الماضية عقد في البحرين المؤتمر الذي طرح فيه القسم الاقتصادي لخطة سلام ترامب. ولكن حتى قبل شهر فان موقف البحرين الرسمي هو أنها تؤيد حل الدولتين للنزاع، وأنها لن توافق على التطبيع مع اسرائيل قبل تحقيق ذلك.

في الشهر الماضي استخدمت على ملك البحرين،حمد بن عيسى آل خليفة، ضغوط ثقيلة من قبل ترامب،  الذي اسمه بدأ يطرح كمرشح للحصول على جائزة نوبل للسلام. حيث أنه اذا كان الرئيس اوباما قد حصل على هذه الجائزة حتى قبل أن يفعل أي خطوة هامة في هذه الساحة، فان ترامب قد تجاوزه. حتى الانتخابات الرئاسية بعد شهرين تقريبا، المرشح الجمهوري يأمل كما يبدو أن يعرض ملف عمل سميك بما فيه الكفاية في مجال السياسة الخارجية الفاشلة لترامب، شريطة أن ينجح في اقناع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في أن يتشرف بنفسه لحضور الاحتفال في البيت الابيض.

حتى الآن اكتفى محمد بن سلمان بارسال مبعوثين: محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الامارات، الذي قام بالاختراقة بتنسيق ومباركة السعودية. وملك البحرين، المرتبط بالحبل السري للمملكة المربوطة هي نفسها مع دولته بجسر بري بطول 25 كم، حصل على “تصريح سعودي” للقيام بهذه الخطوة. السعودية نفسها في المقابل، ما زالت تنتظر رسوم الوساطة التي تتضمن تطهير اسم محمد بن سلمان من المسؤولية عن قتل الصحافي المعارض لحكمه، جمال الخاشقجي، وتحسين مكانة السعودية في الكونغرس الامريكي.

محمد بن سلمان يستعرض في هذه الاثناء قوته امام ترامب في بناء الغلاف العربي لخطة السلام للرئيس. وقد فتح سماء السعودية امام حركة الطائرات من اسرائيل واليها، وبدأ في اغلاق اطراف قضية قتل الخاشقجي عندما حصل على “العفو” من أبناء عائلة الخاشقجي، وبالتالي أعفى الجناة المباشرين من عقوبة الاعدام. هذا الغلاف غير مخصص لترامب أو اسرائيل فقط، بل هو يوفر للمملكة السعودية الدعم البيئي العربي الضروري لدفع تطبيعها مع اسرائيل قدما.

البحرين هي دولة هامة في نظام الدفاع الاستراتيجي للخليج الفارسي ضد نفوذ ايران. هي تستضيف قاعدة بحرية عسكرية امريكية يخدم فيها حوالي ستة آلاف جندي. ومن شأنها أن تستخدم كقاعدة لاطلاق هجمات ضد تهديدات بحرية وبرية من ايران. في اسرائيل يتركز الحوار العام على الامكانية الكامنة في الاستثمارات الضخمة في دولة الامارات والآن في البحرين. ولكن بشكل حذر، الحديث لا يدور عن التعاون العسكري الذي يمكن أن يتطور بين الدول، باستثناء تقارير عن نشاط شركات اسرائيلية خاصة في جمع معلومات مدنية. دول الخليج، ومنها السعودية، اوضحت أنها لا تنوي المشاركة في نشاطات عسكرية ضد ايران. وقد ردت السعودية على الضربة التي تلقتها ناقلات النفط ومنشآت النفط السعودية والاماراتية، بضبط النفس، في حين أن أبو ظبي وقعت مع ايران على اتفاق تعاون  لحماية الملاحة في الخليج. ولكن لن يكون مستبعدا التخمين بأنه في اسرائيل يوجد الآن من يفحص امكانية وضع غواصات اسرائيلية في مياه الخليج، التي تحصل على خدمات لوجستية في البحرين أو في الامارات. هذا استمرارا للتعاون الناجح الذي تم التعبير عنه في المناورات التي اجراها سلاح الجو الاسرائيلي وسلاح الجو للامارات.

في كل ما يتعلق بايران فان البحرين – اكثر من الامارات – تعتبرها ليس فقط تهديد استراتيجي اقليمي، بل خطر يهدد استقرار النظام وبقائه. اكثر من 60 في المئة من مواطنيها هم من المسلمين الشيعة، يعتبرون في افضل الحالات سكان متآمرين، وفي اسوأ الحالات يعتبرون طابور خامس لايران. هذه مجموعة سكانية تشغل جدا اجهزة المخابرات في البحرين، التي انشأ بنيتها التحتية الضابط البريطاني، يان هندرسون، الذي كان مسؤول عن محاربة “الماو ماو” في الستينيات في كينيا. الشيعة يعانون من القمع والتمييز ضدهم. ودورهم في الحكم منخفض جدا نسبيا مقارنة بنسبة السنة. وهم مبعدون عن الوظائف الحكومية الرفيعة وعن القيادة العليا في الجيش، ويعملون كمعارضة سياسية فعالة بهدف تحقيق المساواة.

عندما جرت مظاهرات الربيع العربي في 2011، احتل الشيعة ميدان الجوهرة والشوارع الرئيسية في العاصمة المنامة، وكانوا هم ايضا من تلقوا معظم النيران التي اطلقت على المتظاهرين. في البداية من قبل قوات الامن في البحرين، وبعد ذلك من قبل السعوديين الذين جاءوا لمساعدة البحرين في السيطرة على الاحتجاج. وحسب التقديرات، مئات الاشخاص قتلوا في هذه المظاهرات واصيب واعتقل الآلاف. البحرين مقتنعة بأن ايران هي التي حركت المتظاهرين وأنها تواصل تجنيد الشيعة بهدف اسقاط حكم عائلة آل خليفة التي تحكم الدولة منذ منتصف القرن الثامن عشر.
البحرين في الحقيقة تعتبر دولة ليبرالية. وهي لا تجبر النساء الاجنبيات على ارتداء الملابس التقليدية، ويمكن الحصول فيها على مشروبات كحولية بسهولة نسبية، وهذا ايضا هو السبب في أن سعوديين كثيرين يملأون شوارع المنامة في نهاية الاسبوع. ولكن في كل ما يتعلق بحقوق الانسان فيها، فهي توجد في المكان 149 في مؤشر الديمقراطية العالمي المعتدل 167. الملك هو الذي يعين الاعضاء الاربعين في المجلس الاعلى للبرلمان، والذي يمكنه حل الاعضاء الاربعين في المجلس السفلي، الذين ينتخبون بانتخابات عامة تشارك فيها ايضا النساء. وسائل الاعلام هي تحت سيطرة العائلة المالكة، سواء بشكل مباشر أو بشكل جزئي، وكذلك ايضا الرقابة على الشبكات الاجتماعية.

اضافة الى ذلك، البحرين تعتبر من الدول الرائدة لتشجيع المبادرات والاستثمارات الاجنبية. المواطنون لا يدفعون ضريبة دخل، المفروضة فقط على شركات النفط الاجنبية، والخدمات الصحية في معظمهما تقدم بالمجان، والتعليم ايضا. و85 في المئة من مداخيل الدولة هي من النفط، والباقي من السياحة التي تعتمد في معظمها على الزائرين من دول عربية مجاورة. هذه سياحة تجارية أو سياحة استجمام، وليس لزيارة اماكن تاريخية أو مشاهدة مناظر مدهشة. سيكون اكثر دقة القول بأن البحرين هي دولة مملة لا تستطيع أن تنافس التنوع الموجود في دولة الامارات، التي هي ايضا ليست بالضبط روما أو باريس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى