ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – الانعزاليون في اليمن يعلنون عن حكم ذاتيوالسعودية تفقد سيطرتها في الدولة

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 30/4/2020

اعلان المجلس الانتقالي المؤقت عن حكم ذاتي يمهد الطريق لاقامة دولة جديدة في اليمن، ويشير الى انتهاء اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه قبل اسبوعين. هكذا، افلتت اليمن من قبضة السعودية في حين أن وباء الكورونا يهدد بالتفشي في الدولة “.

دولة جديدة قامت في نهاية الاسبوع في اليمن “المجلس الانتقالي المؤقت” برئاسة عيدروس الزبيدي، سيطرت على مباني الحكومة والبنك المركزي في عدن واعلنت عن اقامة حكم ذاتي في محافظات الجنوب في الطريق لانشاء دولة في جنوب اليمن. بهذا تحطم اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع في تشرين الثاني بين الحكومة اليمنية المعترف بها بقيادة عبد ربه منصور هادي وبين “المجلس الانتقالي”.

السعودية ظهرت بدون سيطرة حقيقية على التطورات في اليمن، والولايات المتحدة التي سارعت الى “التعبير عن القلق” من هذه الخطوة – تدرك أن النضال من اجل صد نفوذ ايران في اليمن آخذ في التلاشي. خلف الزاوية ينتظرها وباء الكورونا الذي حقا ما زال لم ينتشر بكامل القوة في اليمن. ولكن في الظروف التي حدثت فان القضاء عليه سيكون من الآن اصعب عندما يتفشى.

إن توق 26 محافظة في جنوب اليمن للانفصال غير جديد. منذ توحيد اليمن في العام 1990 بقيادة علي عبد الله صالح، تم ابعاد جنوب اليمن عن مراكز السلطة وعن الجيش وعن مصادر التمويل، رغم انه يوجد في جنوب اليمن معظم آبار النفط لليمن. عندما بدأت حرب الحوثيين في الشمال ضد النظام في اليمن الذي نشأ بعد ثورة الربيع العربي التي فيها تم اقصاء صالح عن الرئاسة الطويلة التي شغلها وبدلا منه عين في 2012 منصور هادي – وافقت قبائل الجنوب على الانضمام للمعركة ضد الحوثيين، لكنهم طلبوا في المقابل اشراك سياسي ومالي – وهذا لم يتحقق.

في 2015 بادر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وحاكم دولة الامارات، الى انشاء التحالف العربي للمحاربة ضد معاقل ايران في اليمن – بمشاركة المليشيات الداعمة للحكومة والجيش اليمني – هكذا بدأت الحرب الدموية التي أدت الى موت اكثر من 100 ألف شخص، في الحرب أو بسبب المرض أو الجوع. ولكن التعاون العسكري ضد العدو المشترك لم ينه الخلافات الداخلية القديمة أو الفجوة الاستراتيجية بين الرياض وأبو ظبي.

في الوقت الذي سعت فيه السعودية الى اقامة دولة يمنية موحدة يمكنها بنفسها تشغيلها عن بعد، فان دولة الامارات أيدت الانفصاليين بهدف ترسيخ السيطرة في جنوب اليمن وفي مضيق باب المندب. ولكن بعد أن تعرضت لهجمات صاروخية من الحوثيين وخشيت من أن تتحول مثل السعودية الى هدف، غيرت سياستها وعززت علاقاتها مع ايران وسحبت معظم قواتها من اليمن. السعودية التي يبدو تقريبا أنها وحدها، بحثت عن مخرج من الحرب غير المحسومة التي فيها كشف ضعفها العسكري – رغم أنها كانت مزودة بأفضل السلاح والذخيرة الامريكية. بعد خمس سنوات من القتال تبين أن قوات التحالف غير قادرة على حسم المعركة والانتصار على الحوثيين – الذين املت السعودية بتصفيتهم خلال بضعة اسابيع. هكذا وجدت السعودية والرئيس الامريكي ترامب انفسهم في حرب ضد الكونغرس الامريكي الذي اعتبر محمد بن سلمان المسؤول المباشر عن قتل آلاف المدنيين في اليمن، اضافة الى مسؤوليته عن قتل الصحافي المعارض للنظام جمال الخاشقجي.

المواجهات استمرت والاتفاق انهار

الخلاف العميق بين “المجلس الانتقالي” الجنوبي وبين الحكومة المعترف بها تطور من مواجهة سياسية الى عسكرية، وازداد بعد أن قرر الرئيس اليمني – الذي يعيش في السعودية ولا تطأ قدمه اليمن – اقالة زعيم المليشيات الجنوبي الزبيدي من وظيفة حاكم عدن بذريعة مبررة كما يبدو، بأنه يتآمر ضده. الزبيدي الذي يعيش الآن في دبي اعلن في العام 2016 عن نيته انشاء جسم سياسي مستقل من اجل الانفصال عن الحكومة المركزية اليمنية. في نيسان 2017 بعد تطبيق نيته سيطر على القصر الرئاسي واعتقل الرئيس. وفقط بتدخل السعودية ودولة الامارات تم اطلاق سراحه.

ولكن المواجهات بين الطرفين لم تتوقف. ففي تشرين الثاني بادرت السعودية الى عقد اتفاق لوقف اطلاق النار بين الحكومة والانفصاليين، الذي بحسبه يتم تشكيل حكومة مشتركة فيها وعد الانفصاليون من الجنوب بعدد متساوي من الوزراء وتوزيع متساوي لميزانية الدولة. في حينه ظهر أن الاتفاق يرسم خريطة طريق متفق عليها، يمكنها أن تؤدي الى وقف طويل لاطلاق النار والى حل سياسي، بالاساس الى اتفاق يمكن أن يشكل بالنسبة للسعودية مسار خروج من مستنقع اليمن.

ولكن في الاشهر التي تلت التوقيع على الاتفاق لم تتوقف المواجهات. والآن يبدو أن العملية السياسية التي ايضا الامم المتحدة مشاركة فيها، وصلت الى طريق مسدود. ولم يبق امام السعودية ذخيرة كثيرة في جعبتها يمكنها أن تعرضها على الانفصاليين مقابل الانضمام الى الحكومة المعترف بها بعد انهيار الاتفاق السخي. اضافة الى ذلك، دولة الامارات توقفت عن دفع الرواتب للمقاتلين في الجنوب، وهي تبعد نفسها عن الساحة اليمنية؛ في حين أن الحوثيين وايران يعتبرون خطوة الجنوبيين فرصة ومكسب مباشر ايضا.

في ظل عدم وجود احتمال لحسم عسكري، وفي الوقت الذي فيه الرياض وأبو ظبي تتقوقعان على انفسهما يقف امام الحوثيين: توسيع هجماتهم العسكرية على جنوب اليمن من اجل احتلال عدم ومحافظات النفط؛ أو التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار ومشاركة في الحكم مع حكومة اليمن – وهي خطوة بدأت السعودية بالدفع بها قبل بضعة اسابيع بضغط من الولايات المتحدة. السعودية ودولة الامارات اعلنت قبل اسبوعين عن وقف شامل لاطلاق النار في اليمن في اطار جهود مكافحة الكورونا.

ولكن الحوثيين لم يتحمسوا بشكل خاص وطلبوا المزيد من التنازلات من السعودية مقابل الانضمام الى اتفاق وقف اطلاق النار. في هذه الاثناء المعارك مستمرة، ومنظمات الاغاثة تجد صعوبة في تسيير قوافل الغذاء والدواء والوصول الى المحتاجين، والخدمات الصحية هي مفهوم مجرد؛ والتدخل الدولي الذي كان على أي حال محدود توقف بسبب تحويل الجهود من اجل النضال الدولي ضد الكورونا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى