ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ب. ميخائيل – هل قمت بالاحتلال والطرد، وتريد أن ترث؟

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – 1/12/2020

إن العنصرية تتمثل بقانون “املاك الغائبين” الذي يحرم الفلسطينيين من المطالبة بممتلكاتهم التي تم اجبارهم على تركها، في حين أنه يسمح لليهود بالمطالبة بممتلكاتهم التي تركوها قبل آلاف السنين “.

كم كان الالمان اغبياء. لو أنهم قاموا بوقت أبكر بسن قانون “املاك الغائبين” لكانوا وفروا على انفسهم تكاليف زائدة تبلغ مليارات اليورو لدفع التعويضات. هذا أمر بسيط جدا وناجع جدا. كان بامكان المانيا أن تقول لكل من اضطهدوها “للأسف، لكنك لم تكن موجود هنا في اليوم المحدد، يوم اقامة المانيا الجديدة. لهذا فان القانون لدينا ينص على أنك “غائب”، وكل ما كنت تملكه ذات يوم اصبح الآن لنا. لذلك يجب عليك عدم ازعاجنا بطلباتك الوقحة، أليس كذلك؟”. ولكن الالمان الاغبياء لم يفكروا بهذه الخدعة، ولهذا فقد دفعوا ثمنا باهظا.

دولة اسرائيل الفتية كانت اكثر ذكاء. حتى قبل أن تكمل السنتين قامت بسن قانون “املاك غائبين” مدهش، الذي يعفيها من الانشغال بالمطالب التافهة لفلسطينيين الحاحيين يصرون على المطالبة بأملاكهم التي تم سلبها.

جوهر القانون بسيط في مضمونه: الفلسطيني الذي بالصدفة لم يكن موجود في حدود اسرائيل في يوم 29 تشرين الثاني 1947، أو أنه كان موجود فيها وخرج منها حتى 1 ايلول 1948 (أي كل اشهر الحرب والنكبة) سيعتبر “غائب” ويجب عليه أن ينسى كل أملاكه. بكلمات ابسط: هل قمنا بطردك؟ بقتلك؟ هل هربت من الحرب؟ جميل، كل أملاكك اصبحت لنا. هكذا ينص القانون. ونحن كما هو معروف، نحافظ على القانون.

مبدأ “الغياب” المستهلك هذا يسري بالطبع على الفلسطينيين. اليهود معفيون منه. اليهودي لا يعتبر غائب في يوم من الايام حتى لو غاب ألفي سنة.

في الاسبوع الماضي تمت اعادة كشف هذه الفقرة الفريدة في نوعها للنفاق والحقد والعنصرية الاسرائيلية. مرة اخرى قررت محاكم أن فلسطينيين سيتم اخلاءهم من بيوتهم في القدس، وأن هذه البيوت ستعطى لليهود (“هآرتس”، 26/11). الاملاك كانت ذات يوم بملكية يهود، لهذا ستعود الى الملكية اليهودية. صحيح أن اليهود غابوا عن بيوتهم عشرات السنين، لكن اليهود، كما قلنا، لا يمكن أن يكونوا “غائبين”.

لعدد من العائلات المطرودة، معظمها من لاجئي 1948، توجد ممتلكات في اسرائيل. بيوت في القدس وفي حيفا وفي يافا. ولكنهم لا يستطيعون المطالبة بممتلكاتهم لأنهم “عائبون”. يعيشون في القدس ولكنهم غائبون. الفلسطينيون، هذا ما تعلمناه، هم جيدون جدا في أن يكونوا غائبين.

هكذا، اليهود ايضا يواصلون (وبحق) المطالبة في كل ارجاء العالم بما سلب منهم خلال مئات آلاف السنين، بالحروب، بالطرد، بالاضطهاد، بالمطاردة وبالقوانين الفظيعة: في بولندا واوكرانيا وروسيا وهنغاريا والعراق وسوريا الخ.

الفلسطيني لا يمكنه حتى المطالبة بالبيت الذي طرد منه قبل سبعين سنة. البيت الذي يوجد على مرمى حجر من البيت الذي سيطرد منه بعد اسبوعين. عدل اسرائيلي (قائم كما قلنا على “نبوءة انبياء اسرائيل” كما هو مكتوب في وثيقة الاستقلال).

كان يمكن الاكتفاء بالاقتباس من سفر الآباء: “من يقول ما هو لي فهو لي وما هو لك فهو لي ايضا، هذا حاقد”. ولكن من تهمه اليوم صفة الحاقد؟ هذا يعتبر تقريبا مديح. ها هو المزيد من نبوءة النبي ميخا: “ويل للاشرار في مضاجعهم، اشتهوا الحقول في نومهم وفي الصباح سلبوا وحملوا ما سلبوه الى بيوتهم، وسرقوا الرجل وبيته. وسرقوا الرجل وضيعته. ابنوا صهيون بالدم والقدس بالظلم. رؤساؤها سيحكم عليهم بالرشوة وسيعتمدون على الرب ويقولون: أليس الرب بيننا. اذا الشر لن يأتينا؟ لهذا، من اجلكم، حقول صهيون ستحرق والقدس ستكون خربة وجبل الهيكل سيكون مرتفعات وعرة”.

نبوءات النبي ميخا تحققت مرتين – ثلاث مرات، ويبدو أننا في الطريق الى المرة الرابعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى