ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ب. ميخائيل – هجوم السلام لم ينته بعد، لكن الاضمحلال سيستمر

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – 27/10/2020

ما الذي ستكسبه اسرائيل من شلال السلام المتدفق الذي لم ينته بعد. ستكسبدعاية انتخابية لزعيم فاسد وفاشل وبضع زبائن لتجارة الموت والاستبداد على أمل طرد بضعة آلاف من اللاجئين السود الى جهنم التي هربوا منها “.

مرة اخرى سلام؟ هذا يكفي. لقد سئمنا. كل يوم سلام آخر. كل يوم هو يوم تاريخي. من غير المدهش أن التصفيق تحول الى أمر متعب أكثر فأكثر.

سلام مع أبو ظبي؟ جيد. مجمع تجاري مزدهر. اشخاص أنيقون يرتدون عباءات بيضاء. فنادق مليئة بالحنفيات والسجاد، شواطيء متواضعة… بالتأكيد تساوي سرب من طائرات اف35. ربما هم مطيعون قليلا، لكن هذا غير فظيع، سنتجاوز الامر. هذا ايضا سيمنح الزوار من اسرائيل نموذج تعليمي عما ينتظرهم عندما سيسيطر السموتريتشيونوالكنافسيكيون هنا.

سلام مع البحرين؟ لقد سبق وأثار تثاؤب صغير. بالاجمال نفس الشيء. ولكن مع جزيرة، متنزه مائي وحديقة حيوانات.

والآن السودان؟ هذا حقا نكتة. دولة لا توجد فيها حكومة، فقط حكم عسكري و”ادارة مدنية”. ومن فترة غير بعيدة كان يحكمها ديكتاتور يثير الاشمئزاز، سيقدم للمحاكمة في لاهاي عن مسؤوليته عن ابادة شعب واغتصاب جماعي للنساء في دارفور. مجموعات لا تحصى، مليشيات، احزاب، قوائم وحركات تتصارع فيما بينها على الحكم. برلمان – الذي هو فقط لديه صلاحية التوقيع على اتفاقات دولية – لن يكون موجود فيها قبل نهاية 2020. والله وحده يعرف ما الذي سيحدث هناك خلال ذلك. ابادة شعب في دارفور تستمر حتى الآن بـ “قوة أقل”. في شهر تموز تم الابلاغ عن عشرات القتلى ومئات البيوت التي تم احراقها وآلاف المهجرين، ومن يعرف ما الذي لم يتم الابلاغ عنه. كل الدولة تختنق تحت ديون مجنونة، خطر الجوع والفقر فظيع. ولكن هناك “اتفاق تطبيع مع اسرائيل”.

في الحقيقة هذا منطقي. وما هو الاكثر منطقية من “اتفاق تطبيع بين دولتين غير عقلانيتين”؟.

ما الذي ستكسبه مملكة الامارات من السلام الذي حل بها؟ المال والسلاح. وماذا ستكسب البحرين؟ السلاح والمال. والسودان؟ المال والسلاح، الاموال الامريكية والسلاح الاسرائيلي، واحيانا الاموال الاسرائيلية والسلاح الامريكي. وارباب المال في الطرفين سيكسبون.

ما الذي ستكسبه اسرائيل من كل شلال السلام هذا؟ دعاية انتخابية لزعيم فاسد وفاشل، وبضع زبائن لتجارة الموت والاستبداد فيها، على أمل طرد بضعة آلاف من اللاجئين السود الى جهنم التي هربوا منها، وحرف الانظار المأمول عن الموضوع الوحيد الذي يهدد حقا وجودها. اسباب غريبة جدا لاتفاقات السلام.

ما الذي سيحصل عليه العراب الرئيسي؟ دعاية انتخابية لزعيم فاسد وفاشل، بضع زبائن آخرين لتجارة الموت والاستبداد لبلاده، على أمل البقاء على الكرسي وطرد بضع مئات آلاف اللاجئين داكني البشرة الى البلاد التي هربوا منها، وحرف الانظار المأمول عن فظاظته واستبداده وجهله وزعرنته واخفاقاته وعنصريته.

هجوم السلام لم ينته بعد. يمكن التنبؤ بأمان أنه حتى الانتخابات القادمة التي سيفرضها علينا نتنياهو، سيوقع على المزيد من اتفاقات السلام التاريخية مع المزيد من الدول التي لم توقع معها اسرائيل على أي اتفاقات سلام حتى الآن: سان مارين، موناكو، ليختنشتاين، اندورا، مالطا وربما حتى مملكة تونغا. كل ذلك فقط دون الاقتراب، لا سمح الله، من جذور المرض الذي يأكلنا.

لهذا، كل ذلك لن يغير أي شيء ولن يساعد أبدا. الاضمحلال سيستمر والفساد سيتطور والغرغرينة ستواصل القضم والجنون سيزدهر. هكذا، ونحن محاطون بالسلام من كل جهة، سنواصل السير باذعان داخل هذه الفوضى التامة التي اخترناها لانفسنا الى أن تصبح اسرائيل مكان لا يريد أي شخص مثقف تربية اولاده فيه. وعندها سيتم اسدال الستارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى