ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ب. ميخائيل – للأسف، حقا تم كشف قدرات الشباك

هآرتس – بقلم  ب. ميخائيل – 7/7/2020

طلب رئيس الشباك اعفاء جهازه من مهمة تعقب المدنيين ربما لم يكن ينبع من الرغبة في عدم الكشف عن قدراته، بل الرغبة في عدم الكشف عن عجزه “.

أول أمس ألف شخص تلقوا تعليمات للدخول الى الحجر لمدة اسبوعين، لأن الشباك أمر بذلك.

الشباك بالطبع ايضا اخطأ اخطاء غير قليلة. هذا ما حدث في المرة السابقة عندما انشغل الشباك بمهمات التعقب. وهذا ما يحدث ايضا في هذه المرة. الاشخاص الذين كانوا نائمين في الأسرة في منتصف الليل، أو الذين كانوا يجلسون منعزلين على شرفات المنازل أو شاهدوا التلفاز مع عائلاتهم المعافاة، اكتشفوا بأنهم خالطوا في تلك الساعات اشخاص مصابين غير مكشوفين. محاولة شكواهم تحطمت على الهاتف الذي حافظ في العادة على حق الصمت.

خطأ تعقب استخباري ينتهي بتعليمات الدخول الى الحجر المنزلي، هو في الحقيقة أمر غير لطيف تماما. ولكنه لا يشكل كارثة. أيضا من الجدير التفكير بامكانية أن انظمة التعقب المدهشة هذه هي نفس الانظمة التي تخدم الشباك في مهماته غير الصحية ايضا، مثلا، عندما يبحثون عن هدف للتصفية المركزة. وعندما يختارون البيت الذي سيتم ارسال وحدة مختارة اليه في الليل، والتي تقوم بتحطيم الباب وتفزع سكانه حتى الموت، وتعتقل طفل ربما يكون قد قام برشق حجر. وعندما يحددون للطائرات بدون طيار التابعة للجيش الاكثر اخلاقية في العالم “قاعدة تدريب وذخيرة” لحماس، التي هي بالمناسبة كوخ سكني لعائلة بريئة…

وفجأة، طلب رئيس الشباك اعفاءه من هذه المهمة الطبية، يأخذ معنى جديد ومقلق. وحسب ما نذكر، “الرئيس” عبر عن قلقه من أن تفعيل انظمة التعقب للشباك يمكن “أن يكشف قدراته” للعدو. الجمهور المشجع سارع بالطبع الى الفهم بأن الخوف هو من أن يكشفوا القدرات المرموقة لنظام التعقب. وهكذا يسهل على من يكرهوننا التملص منه. ولكن فجأة يصعب عدم التفكير في أن نقص قدرات النظام هو بالضبط ما سعى رئيس الشباك لاخفائه. وحتى لا يتسرب الشك الى القلب بأنه ايضا في انشغالاته الروتينية يخطيء الشباك هنا وهناك في عملية التعقب. وهذه الاخطاء، من كان سيصدق، هي حتى اسوأ من الاغلاق الخاطيء لمدة اسبوعين.

اذا كان هذا حقا هو ما يقلق رئيس الشباك فانه يمكنه ازالة قلقه من قلبه. حتى اذا وصلت نسبة خطأ التعقب في الجمهور اليهودي الى 80 في المئة فسيواصل الشعب قبوله بتفهم كامل “هامش خطأ سخي كهذا”، طالما أن الامر يتعلق بتعقب خاطيء للعرب الذين يكرهون اسرائيل. لا أحد سيحاسبه على تصفية خاطئة لفلسطيني وعائلته.

عدا عن الشباك اقيم ايضا نظام لفرض الغرامات من اجل محاربة الوباء. غرامة بمبلغ 500 شيكل فرضت على من لا يرتدون الكمامات. هذا مناسب وهذا ما يستحقه. الغرامات كما هو معروف تعتبر عقاب، لكنها ايضا نوع من الضريبة المرفوض بشكل خاص، حيث أن جميع الضرائب تذهب الى خزينة الدولة وهي تستخدم لتمويل أخطاء الحكومة وردود فعلها. هكذا، الشخص الذي يدفع غرامة عن مخالفة مرور، لا يساهم في شق شارع أو تحسين البنى التحتية، بل هو يجد نفسه يقوم بتمويل مدرسة دينية أو بناء مستوطنة أو دفع راتب وزير زائد وراتب نائبه، هذا غير منطقي، كان من الجدير أن يتم تكريس اموال الغرامات بقدر الامكان من اجل اصلاح الامر الذي بسببه فرضت الغرامة. مؤخرا اقترح عضو الكنيست موشيه غفني قانون ينص على أن كل عوائد غرامات الكورونا تكرس لمصابي الكورونا. هذه فكرة سليمة وجيدة.

هذا القانون بالطبع لن يتم سنه، واذا تم سنه فهو لن ينفذ، حيث توجد للحكومة اهداف قريبة جدا من قلبها. ولكن على الاقل ظهرت بهذا للمدنيين طريقة مجربة من اجل الانتقام من الحكومة بسبب عجزها. وكل ما يجب عليهم فعله هو الحرص على عدم التحرك لملليمتر واحد بين الجمهور بدون كمامة. وهكذا، لن تحصل الحكومة على أي أغورة منه كغرامة.

هذا سيكون عزاءهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى