ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم بوعز هعتسني – الاحتلال انتهى في 1967، ولم يبدأ

هآرتس – بقلم  بوعز هعتسني – 6/9/2020

الاردنيون احتلوا يهودا والسامرة في العام 1948 وقاموا بضمها بصورة غير قانونية. ومنذ العام 1967 اصبحت ارض متنازع عليها وليست ارض محتلة “.

قرأت رد ب. ميخائيل (“هآرتس”، 31/8) على مقال في صحيفتكم ( “من وادي لوار سنذهب للاستجمام في يتسهار”، ملحق هآرتس، 28/8)، الذي يصف فيه السياحة في يهودا والسامرة. وفجأة شعرت بأنني اصغر بأربعين سنة. مرة اخرى ب. ميخائيل الذي كان ذات مرة، مع نفس التسميع بالضبط، وكأن الزمن لم يمر وكأننا لم نكبر ولم تكبر بطننا ولم يشب شعرنا (هذا ما بقي منا). ما تغير على الارض في هذه الاثناء يضع عدد كبير من القذف والافتراء في خانة الدعابة، مما يؤدي الى قدر أقل من التمرد أو الغضب ويؤدي الى موقف اكثر استرخاء وتسامح مقارنة بزمن الصدامات الايديولوجية الساخنة.

ولكن لأن ب. ميخائيل هو أكثر رمزية مني ومن حوالي نصف مليون اسرائيلي يعيشون في يهودا والسامرة، الذين هم لصوص وسرقتهم معفية من العقاب. لذلك، أقدم للقراء بعض الحقائق كنوع من التغيير.

اراضي يهودا والسامرة، بهذا الحد أو ذاك، هي الاراضي الاخيرة على وجه الكرة الارضية التي لا توجد فيها سيادة، بما يشبه القطب المتجمد الشمالي الذي لا يوجد عليه الكثير من المتزلجين. الاتراك الذين حكموا المنطقة 400 سنة تنازلوا عنها في اتفاق لوزان في العام 1923. والبريطانيون حكموا من خلال سلطة “الانتداب” وقرروا أن يقيموا هنا وطن قومي للشعب اليهودي. بالمناسبة، على ضفتي نهر الاردن، وقد أخذوا منا ثلاثة ارباع المنطقة واقاموا عليها الاردن.

الاردنيون احتلوا يهودا والسامرة في 1948 وقاموا بضمها بصورة غير قانونية. حيث فقط بريطانيا والباكستان اعترفتا بهذا الضم. ما العمل؟ في 1967 انتهى هذا الاحتلال. انتهى ولم يبدأ. في هذه الاثناء مع كل اللهفة لاعطاء الارض لهذا الجمهور العربي أو ذاك، فانه حتى اليوم يدور الحديث عن ارض متنازع عليها وليس عن اراض محتلة. اليهود الذين يعيشون هناك ليسوا لصوص، لهذا أنا حقا لا أوصي الساذجين من قراء ب. ميخائيل بأن يحاولوا اقتحام بيتي أو أن يسرقوا لي اصيص من ساحة البيت.

في هذه المناطق يعيش الآن حوالي نصف مليون اسرائيلي، واذا اضفنا الى ذلك “احتلال القدس” فنحن نتحدث عن 800 ألف شخص يشكلون نحو ثلث سكان المنطقة. وأن تأخذ قائمة من اعمال الزعرنة القبيحة وأن تنسبها لهذا العدد من الاشخاص، هذا يشكل تجاهل للواقع ويمثل كذب، قبل أي شيء آخر هو كذب شخصي. فقد كان من الاسهل أن تنسب هذا الى عدد قليل من السكان والى ايديولوجيا نهاية السبعينيات. وحتى في حينه كان هذا عرض مشوه وشرير. ولكن الآن يدور الحديث عن نكتة. اجل توجد على الارض كل دلائل الحياة الطبيعية والمعالم السياحية الجذابة في المنطقة، في طبعتها الاولية العذراء. الفرق هو أنه بدلا من السفر ساعات الى اقصى البلاد، هنا يدور الحديث عن أقل من ساعة سفر من مركز البلاد، وهنا توجد الامكانية الكامنة.

ب.ميخائيل ايضا يعرض اشارة مريرة اخرى عن “صحيفة واحدة” فيها نشر المقال حول السياحة في يهودا والسامرة. الخط الايديولوجي لـ “هآرتس” هو خط واضح، “على الطاولة”، ولا يوجد أحد يشتري قط في كيس. في المقابل، على صعيد الواقعية، الصحيفة هي من الصحف الدقيقة بالمعلومات التي تقدمها. لذلك، فان هذه المحاولة المخزية ليست في مكانها. لأنها فعليا تدفع الصحيفة الى التخلي عن المصداقية الواقعية التي تتميز بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى