ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم بانيا عوز زلسبرغ – السكان الاصليون في أثينا ضد العامة، حادثة في زمن الكورونا

هآرتس – بقلم  بانيا عوز زلسبرغ – 12/3/2020

في زمن الكورونا تصادم الاثينيون الاصليون مع عامة الشعب. وعندما ستتلاشى غيمة فيروس الكورونا سيخرج من النفق قطار واحد فقط “.

هذا كان يمكن أن يحدث قبل عقود، لكن القدر اراد والانفجار حدث في 2020. خمس سنوات بالضبط بعد أن حذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في ذروة يوم انتخابات بأن “العرب يتدفقون على صناديق الاقتراع”. وقد تحققت نبوءته، والقائمة المشتركة اصبحت رسميا احدى الحزبين اللذين يمكن أن يكونا كفة الميزان في السياسة الاسرائيلية.

قطاران يسيران بسرعة احدهما مقابل الآخر في نفق ضيق. التصادم المباشر حدث الآن. ليس في الخمسينيات حيث في حينه صوت العرب في اسرائيل صوتوا بجموعهم، لكن اليهود اعطوا وزن كبير لمباي وشركائه. وليس في نهاية السبعينيات وبعدها عندما اصبحت السياسة اليهودية ثنائية الاقطاب، لكن العرب يئسوا من قوتهم الانتخابية. في الوقت الحالي، أخيرا، واجه الشرخ اليهودي الداخلي جيل جديد من المصوتين العرب، المصمم والمنظم. وبالذات الآن، في ظل ازمة عالمية آخذة في التعقد، تصادم مع اسرائيل قطار الاكثرية اليهودية مع قطار الاكثرية الديمقراطية. حادثة في زمن الكورونا.

من المهم أن نفهم ما الذي اصطدم بماذا، ليس اليمين مع اليمين، وليس اليهودية مع الديمقراطية، وليس اليهود مع العرب، بل الاثينيون مع العامة. الشعب اليهودي بصورة مشوهة لقبيلة سياسية متجانسة (هذا من “قرار الشعب واضح”) يصطدم مع الأمة السياسية لجميع المسجلين في سجل الناخبين (هذا من “جميع مواطني اسرائيل هم من الدرجة الاولى”). هذان الاقتباسان لنتنياهو. الاول قيل في لقاء مع كتلة اليمين بعد الانتخابات. والثاني قيل في لقاء مع اللوبي اليهودي “الايباك”.

لا يوجد هنا تصادم بين اليمين واليسار لأن توزيع الأمة السياسية على اليهود فقط ليس جزء من البرنامج السياسي اليميني في اسرائيل. لا جابوتنسكي ولا مناحيم بيغن ولا اسحق شمير، ايضا ليس نتنياهو مع قبعته العالمية، نتنياهو ايباك، لم يكونوا ليتجرأوا على الادعاء بذلك. جابوتنسكي أمل بوجود نائب رئيس حكومة عربي، وبيغن اعترف بحماسة بالمساواة الاجتماعية وعمل على تعيين قاض عربي اول في محكمة العدل العليا، ونتنياهو حتى أمس فهم أن شرعية لائتلاف على اساس عرقي هي نهاية طريقه في المجتمع الدولي.

نتنياهو اليوم، الشخص الذي يحمل المؤشر وجدول الاغلبية الصهيونية يحارب على حياته السياسية وعلى حريته الشخصية. وهو لم يعد يحارب على مكانته الدولية. ايضا هنا لا يوجد تصادم بين اسرائيل كدولة الشعب اليهودي واسرائيل كدولة ديمقراطية. وذلك لسبب بسيط هو أن هذين المركبين، الثقافي القومي والسياسي، يمكنها التعايش نظريا وعمليا ايضا. هما يتعايشان بسلام نسبي في عشرات الدول. وقد تعايشا في اسرائيل تحت سقف واحد، رغم أنه سقف اشكالي ومعطوب، منذ سبعة عقود. هرتسل وبن غوريون ومجلس الشعب ووثيقة الاستقلال أسست دولة اليهود بلغة الديمقراطية. وحسب اعتقادنا مسألة السيادة – الديمقراطية تتحدث بلغة واحدة فقط. السيد ليس هو الاثيني الذي له اغلبية ديمقراطية (شعب اسرائيل)، بل الأمة السياسية، العامة، مواطنو اسرائيل.

في الاسبوع الماضي حاول نتنياهو وعدد من المتحدثين بلسانه في التوضيح بأن القائمة المشتركة هي المستبعدة خارج الجدار وليس جمهور بيت اسماعيل (العرب المسلمون)، حتى مصوتو اليمين الذين عارهم هو حقيقي، الذين يناقشون بحماس يثير الاحترام ضد من يتهمهم بالعنصرية، يرددون هذا التمييز: نحن لسنا عنصريين، نحن نحب العرب. ولكن القائمة المشتركة مرفوضة. لأن قادتها يؤيدون الارهاب. ومن اجل ازالة الشك: رجال من اليمين يرفضون اتهامهم بالعنصرية يستحقون الاصغاء اليهم من قبل خصومهم السياسيين – سواء بالنسبة لذرائعهم أو بفضل اعترافهم، حتى لو بشكل غير مباشر، بسيادة الأمة السياسية. والنقيض لذلك، اختار المتعصبون الذين يتفاخرون بعنصريتهم تدمير العامة. لذلك، فان نقاشهم تقريبا لا معنى له.

ولكن هؤلاء واولئك، الاشخاص المستعدون لأن يُقتلوا من اجل افتراض براءة المتهم نتنياهو، يستقبلون بأذرع مفتوحة الادانة في ميدان المدينة لسياسيين مثل ايمن عودة واحمد الطيبي. كثيرون منهم كانوا سيرفضون ايضا قائمة ميرتس، على سبيل المثال، لو أنها حصلت على مليون صوت للعرب، إذا لم يكن بحجة دعم الارهاب، كانوا سيرفضونها بتهمة عدم الصهيونية. “دعم العرب” هو امر غير صهيوني في جوهره، وغير الصهاينة، باستثناء الاصوليين، تحظر مشاركتهم في السلطة.

“الاغلبية الصهيونية”، اسم الشيفرة لـ “يهود فقط”، حسب مؤشر رئيس الحكومة، هي مركز تصادم اليهودية الخالصة مع العامة الاسرائيلية. نتنياهو قام بنفي هذه الشيفرة، لكنها سائدة في الخطاب العام بالضبط مثلما هي “المشتركة” الشيفرة المعروفة للعرب بشكل عام. راديو “صوت حي” لم يكلف نفسه عناء التطرق لحزب ما عندما اعلن مؤخرا بأن 70 في المئة من الجمهور (عمليا تم فقط استطلاع مصوتي الليكود وازرق ابيض) يعارضون تشكيل حكومة بدعم العرب.

وقد أحسن نفتالي بينيت صنعا عندما اخترع بشكل مفاجيء في تويتر حزب جديد. “بصفتي وزيرا للدفاع فأنا أقرر بأن حكومة اسرائيلية تعتمد على اصوات الحزب العربي المشترك تعرض للخطر بشكل فوري حياة المواطنين في اسرائيل وجنود الجيش الاسرائيلي”. احيانا يشكل خطأ في الطباعة جلدة سوط، بالتأكيد عندما يدور الحديث عن طابعة الوزير الذي يجلس في وزارة الدفاع. عندما تتلاشى غيمة الفيروس ويتبخر الدخان الذي يوجد في النفق، سيخرج منه فقط قطار واحد. ومثل الاذكياء الذين يراقبون الآن، أنا لن أخاطر بالتنبؤ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى