ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم باروخ شبيغل وشمعون حيفتس- ما الذي يجب عمله من اجل أن تنضج ثمار السلام

هآرتس – بقلم  باروخ شبيغل وشمعون حيفتس  – 8/11/2019

اتفاق السلام بين اسرائيل والاردن هو ذخر استراتيجي، سياسي وأمني مهم للدولتين ولكل المنطقة. “نحن، يهود وعرب. نحن، اسرائيليون واردنيون. نحن، الشعب. نحن الذين سنشكل وجه التاريخ”، هذا ما قاله رئيس الحكومة الاسبق اسحق رابين.

اتفاق السلام وقع في 26 تشرين الاول 1994. حفل التوقيع جرى قرب ايلات، بحضور رئيس الدولة عيزر وايزمن، والرئيس الامريكي بيل كلينتون، ورئيس الحكومة ووزير الدفاع اسحق رابين. من الطرف الاردني جاء الملك حسين ورئيس الحكومة عبد السلام المجالي. من المهم الاشارة الى أن العلاقة الشخصية والثقة المتبادلة التي نشأت بين الملك حسين ورابين والاحترام الكبير لبعضهما، شكلت عنصر حاسم في سير العملية والتوصل الى اتفاق سلام. مفهوم “ثمار السلام” كان أمل رابين والملك حسين. وعلى هذه الثمار علقوا الآمال ورأوا فيها دافعا هاما للدفع قدما بالعلاقات بين الشعبين، ليس فقط بين الزعيمين. في الاردن هناك خيبة أمل كبيرة من أن هذه الآمال لم تتحقق.

ثمار السلام ابعدت عن جدول العمل في الدولتين. ومن الجدير أن تفكر حكومة اسرائيل بمسار جديد بالنسبة لعلاقاتنا الضعيفة مع المملكة الهاشمية. من الجدير أن تساعد اسرائيل على تطوير الاقتصاد في الاردن، من اجل مصلحة سكانه والحفاظ على استقرار المملكة. ونحن نوصي الحكومة بتشكيل لجنة توجيه مشتركة على مستوى وزاري كبير تكون لها صلاحيات لاتخاذ قرارات وتطبيقها في عدة مواضيع.

المياه. يجب أن يكون تعاون في موضوع المياه والمجاري وايجاد حلول مشتركة لموضوع المياه في الاردن. هناك نقاش رسمي مستمر حول ذلك، ويجب التوصل في اسرع وقت الى قرارات. اضافة الى مسألة “قناة البحرين” (والبدائل لهذا المشروع) هناك مواضيع مرتبطة بالاستخدام الحكيم للمياه ومعالجة المياه العادمة، والتي يمكنها حل عدد غير قليل من المشكلات.

الطاقة. توجد قدرات تقنية متاحة ومتنوعة مثل الربط بالغاز الموجود في مراحل انتاج الكهرباء وتسويقها (ليس فقط للاردن) بكميات كبيرة، وتطوير استخدام الطاقة المتجددة. مصادرها، الشمس والرياح، توجد بوفرة في الاردن، والانتقال الى طاقة من هذه المصادر سيؤدي الى تغيير طبيعة سوق الطاقة في كل المنطقة.

المواصلات. هذا شرط اساسي لربط الشرق والغرب ونمو الاقتصاد. اضافة سكك حديد وتطوير بنى تحتية للشوارع ستمكن من ربط الاردن بدول حوض البحر المتوسط. ربط خطوط المواصلات مع الشبكة الدولية البرية والبحرية والجوية لدول الخليج والشرق، ستؤدي الى تغيير وجه المنطقة كلها.تطوير المعابر البرية واضافة معبر أو معبرين على المعابر القائمة ستمكن من تطوير السياحة وزيادة حجم التجارة.

الزراعة. يجب تعميق التعاون القائم وتوسيع الانتاج الزراعي وتطوير التكنولوجيا لمجمل الاسواق في المنطقة.

البيئة. الحياة على طول الحدود هي وحدة بيئية واحدة، تشمل نهر الاردن والبحر الميت والعربة. يجب تطوير الحاجات المشتركة والضرورية لمستقبلنا على جانبي الحدود قبل أن يكون الوقت متأخرا جدا.

السياحة. منطقتنا مليئة بالمواقع الطبيعية، بما في ذلك هجرة الطيور، والمواقع السياحية والتراث العالمي. القدس ونهر الاردن والبحر الميت والنقب والبتراء وغيرها هي ذخر سياحي يمكن تطويره على قاعدة برامج مشتركة.

مشروع “بوابة الاردن”. هناك يتم تطوير منطقة تجارة حرة، التي يجب تسريع اقامتها. يمكننا أن نضيف منطقتي أو ثلاث مناطق تجارة ستقام على طول الحدود من جنوب البحر الميت، مع التأكيد على المجال الزراعي والتكنولوجي.

جسر اللنبي. هذا المعبر تطور واتسع بصورة كبيرة. ويمكن أن يكون معبر رسمي اقليمي ودولي. ويمكن فحص اقامة معبر فلسطيني – اردني آخر على طول الحدود ومعبر اسرائيلي – اردني في جنوب البحر الميت، ارتكازا على اقتراحات قائمة.

عمال في اسرائيل. نموذج عمال المياومة من الاردن في ايلات ناجح جدا ويجب توسيعه ايضا الى مناطق اخرى. بهذا، يمكن تحسين مستوى الحياة لعاطلين اردنيين كثيرين عن العمل.

الهايتيك والاتصالات والسايبر. دولة اسرائيل هي دولة عظمى عالمية في مجال الاتصالات والسايبر. يجب تطوير بنية تحتية مشتركة مع الاردن ودول الخليج، التي ستؤدي الى انطلاقة تكنولوجية في المنطقة. الاردن يعاني من نسبة بطالة عالية في اوساط الشباب والمثقفين، التي هي بحاجة جدا الى عمل في هذه المجالات.

تطوير منطقة العقبة. يمكن تطوير البنى التحتية والسياحية على قاعدة خطط قائمة وجديدة.

مكتب تجاري اسرائيلي – اردني. يجب تطوير المكتب الذي عمل في السابق وان يطور بواسطته علاقات اقتصادية وتجارية مع القطاع الخاص في الاردن وفي المنطقة.

تأشيرات المرور. الصعوبة في اصدار تأشيرات دخول الى اسرائيل للقطاع الخاص الاردني هو عائق استراتيجي في العلاقات بين الدولتين. هناك احتجاج كبير من جانب اصدقاء اسرائيل في الاردن الذين يؤيدون السلام، على أنهم يمنعون دخولهم الى البلاد. موضوع التأشيرات يوجد منذ سنوات على جدول العمل ويجب ايجاد حل سريع له.

اتفاق التجارة. يوصى باعادة فحص الاتفاق بين اسرائيل والاردن وملاءمته مع المطلوب الآن في الحاضر وفي المستقبل.

الحرم. معالجة هذا الموضوع في البلدة القديمة في القدس يقتضي انشاء آلية صغيرة وناجعة في مكتب رئيس الحكومة، يمكنها معالجة في الوقت الحقيقي المواضيع التي توجد على جدول الاعمال وتمنع تدهور الوضع.

السلام بين اسرائيل والاردن هو مركب حيوي وله افضلية في الحفاظ على أمن الدولتين وعلى الاستقرار في المنطقة. لذلك يجب رعاية السلام والاستثمار فيه. اسرائيل، الدولة العظمى امنيا واقتصاديا وتكنولوجيا ومن الدول الرائدة في العالم، يمكنها ويجب عليها استخدام ما تملكه في تحسين العلاقات مع المملكة. تمهيدا للـ 25 سنة القادمة والتغيرات المتوقعة في منطقتنا العاصفة، فان تحسين جوهري في العلاقات بين اسرائيل والاردن هو امر ضروري وحيوي. من هنا فان الامر موضوع في ايدي حكومة اسرائيل القادمة التي يجب عليها أن ترعى وتحسن ثمار السلام وأن تسرعها بقدر المستطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى