ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ايريس ليعال – يسارا وشرقا

هآرتس – بقلم  ايريس ليعال – 6/12/2020

ان التركيز على آيزنكوت لن يبدأ بدغدغة المشكلة. ففي السنوات الاخيرة معسكر الوسط – يسار شطب من قادته كل هوية سياسية وقيمية “.

مقال افيشاي بن حاييم الذي دعا فيه غادي آيزنكوت الى الانضمام لليكود (“اسرائيل اليوم”، 30/11)، يمكن تسميته حرب في مؤخرة الجيش لليمين على الصوت الانتخابي الشرقي بشكل عام والمغربي بشكل خاص، ولهذا يجدر التوقف عندها.

“آيزنكوت، هل تريد أن تكون رئيسا للحكومة؟ لا تسمح لاسرائيل الاولى بأن تستخدمك كأداة. اذهب الى بيتك الطبيعي – الى الليكود. وقف الى جانب نتنياهو وستصبح وريثه”، كتب بن حاييم واضاف “فقط هكذا يكون هناك احتمال بأن تحقق الاصلاح الاجتماعي الكبير الذي وعد به الليكود، ولم ينفذه في أي وقت، وستتحول الى رئيس الحكومة الشرقي الاول”.

لقد كتب الكثير عن فرضية اسرائيل الاولى واسرائيل الثانية لبن حاييم. معسكر المعارضة لنتنياهو يشد الشعر محبط وبغضب ازاء هذه المواقف. ولكن بشكل ما فان فهم أن اليسار الشرقي بذات وجوده هو الرد القاطع لافيشاي بن حاييم لم يخطر ببال أحد.

ايضا حتى الآن، حيث هناك انتخابات اخرى تنتظرنا، وأمام نتنياهو يوجد فقط ثقب اسود، بحيث المظاهرات تذوي ولا يبدو أنها ستمتد الى دوائر اوسع – يبدو أن اليسار ما زال يرفض الفهم بأن الذخر الاغلى له، الذي بوسعه أن يخترق المأزق الانتخابي المغلق، الذي يجلس داخل تجمعه ويسمع اصوات الاحباط من بيبي – هو اليسار الشرقي، زعيم حركة المعارضة لنتنياهو.

ولكن هذا اليسار الشرقي مطلوب منه مواجهة العداء وآفة العنصرية الدائمة. كل ذكر للحقوق التي سلبت في الماضي، اعتبر اطلاق للمارد الطائفي من القمقم، وتباكي ودليل على مشاعر الدونية، التهمة التي تحبس الانفاس – عنصرية ضد الاشكناز، هذا رغم أن من يتهمون يعرفون ما يعرفه افيشاي بن حاييم – اذا لم يمول الليكود نار الكراهية المستمرة، فان الجراح قد تلتئم والقاعدة الشرقية ستشعر بأنها حرة في التخلي عن نتنياهو.

مثلما كتبت في الايام الاولى للاحتجاج، نقلا عن أحد المقربين الذين عملوا الى جانب نتنياهو، فان اكثر شيء خافوا منه في بلفور هو أن لا ينتقل الغضب الى سوق محنيه يهودا والى الضواحي. هذا ايضا هو سبب أن ابواق بلفور الاشكناز حتى النخاع، بدء من ينون ميغل وحتى غادي تاوب، تحولوا مؤخرا الى فهود سود. هم يحافظون على جمرة الاهانة ويحرضون على الكراهية. ليس لأنه يهمهم، بل لأنه من اجلهم، الشرقيون هم مصوتون جاهزون.

حسب ادعاء افيشاي بن حاييم فان نتنياهو هو الممثل الاصيل للشرقيين، ولوائح الاتهام هي طريقة الهيمنة للتخلي عنه. بهذا، أن يمنعوا بطريقة قانونية مشاركة الشرقيين في اللعبة الديمقراطية. الادعاء المضاد لليسار الشرقي هو أن نتنياهو يستغل بنجاعة متهكمة جراح الماضي لآبائهم، في حين أنه بصورة شخصية هو وعائلته يحتقرونهم. هل يوجد رد اكثر فعالية من هذا؟ ولكن في الوقت الذي يرفع فيه مؤيدو نتنياهو الاشكنازافيشاي بن حاييم على اكتافهم فان تجربة الشرقيين في اليسار تختلف في جوهرها: هم مدعوون شريطة أن يمسحوا هويتهم ويغلقونها.

دراما كبيرة تحدث الآن: اليمين يناضل من اجل القاعدة الشرقية، التي لا تريد أن تواصل كونها مادة مشتعلة للنزاع الداخلي. ولكن الوسط – يسار لا يرى هذا على الاطلاق. فمن جهة هو بحاجة الى الفوز مثلما في الولايات المتحدة، ومن جهة اخرى ينسى أن الحزب الديمقراطي بحاجة الى اصوات السود من اجل الفوز، وأن من اوساطه خرج رئيس. هنا في المقابل، مشهد البازار الذي يسمى ازرق ابيض، وضع يوعز هندل وتسفي هاوزر كطعم لمصوتي اليمين وتنازل تماما عن التوجه الى القاعدة الشرقية.

لا تفهموني بشكل خاطيء، فوضع آيزنكوت في ذهنك لن يبدأ بدغدغة المشكلة. في السنوات الاخيرة شطب المعسكر من قادته كل هوية سياسية وقيمية؛ بعدها ربما في الوقت الذي يخصون فيه التنظيم السياسي القادم يجب أن نقول كلمة عن النداء الجنسي للمرشح الذي اراده اليسار واليمين، كما يبدو هو غموضه الايديولوجي، وقد جرنا ذلك بالفعل، على المرء أن يتجرأ ويبحث عن هدف وأن يلتزم بالافكار وأن يجد له مجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى