ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ايتمار رابينوفيتش – لا، يا ألوف بن، نتنياهو ليس استمرارا لرابين

هآرتس – بقلم  ايتمار رابينوفيتش – 1/11/2020

خطة ترامب لم تستهدف اقامة تطبيع بين اسرائيل ودول الخليج، بل استهدفت طرح خطة لتسوية بين اسرائيل والفلسطينيين. ومن يريد مواصلة طريق رابين يجب عليه ان يواجه ايضا التحدي الذي تضعه القضية الفلسطينية  “.

في مقال له في 9/10 يصف ألوف بن بنيامين نتنياهو كمواصل لدرب اسحق رابين. “الاتفاق مع اتحاد الامارات ومع البحرين يعكس تراث رابين”، كتب واضاف “الامر استغرق 25 سنة اخرى الى أن تعود اسرائيل الى الطريق التي تم قطعها برصاصات يغئال عمير”. هذه رؤية مشوهة، سواء لطريق رابين أو سياسة نتنياهو. جوهر سياسة رابين، حسب الوف بن، كان السعي الى تعزيز مكانة اسرائيل الدولية والاقليمية من خلال التعاون مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون واقامة حلف مع الدول العربية المعتدلة. رابين حسب قوله “خشي من الاتفاق مع سوريا” وشكك واستخف بعرفات.
صحيح أن رابين طور علاقات قريبة مع كلينتون واستغل التقدم في العملية السلمية لتغيير مكانة اسرائيل الاقليمية، لكن جوهر استراتيجيته كان تسوية علاقاتها مع الجيران القريبين – الاردن وسوريا والفلسطينيين ولبنان – بهدف الاستعداد لتهديدات من ايران ومن العراق. وهو لم يسع الى تسوية شاملة للنزاع، بل آمن بالتقدم التدريجي واعتقد أن الاختراقة يمكن تحقيقها عبر الاتفاقات مع سوريا أو مع الفلسطينيين. وقد فضل الخيار السوري، لكن عندما لم يؤد استعداده للانسحاب من هضبة الجولان الى اختراقة اختار التوقيع على اتفاقات اوسلو.

نظرته الاولى لعرفات كانت حقا متشككة ومتحفظة، لكن بين صيف 1993 وصيف 1995 تعلم كيف يقبله كشريك. لا يمكن بالطبع معرفة ما الذي كان يسعى اليه رابين في المفاوضات بشأن التسوية الدائمة، لكن في الخطابات التي القاها بعد فترة قصيرة على اتفاق اوسلو، تحدث عن كيان فلسطيني “يكون اقل من دولة ويدير بصورة مستقلة حياة الفلسطينيين”. هذه ليست بادرات حسن نية رمزية، وليست امور تدل على الاستخفاف.

ما الذي يسعى اليه نتنياهو؟ لقد صب جام غضبه على اتفاقات اوسلو، لكنه انسحب من الخليل، وفي العام 1998 وافق على التنازل عن 13 في المئة من مناطق ج. وفي خطاب بار ايلان وافق على مبدأ الدولتين وأظهر مرونة مفاجئة في المفاوضات التي اجراها وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وفي العام 2020 وافق مرة اخرى على مبدأ الدولتين بتبنيه لخطة ترامب. وهو ايضا اجرى اتصالات غير مباشرة مع حافظ الاسد وابنه، التي فيها وافق على تنازلات ضخمة في هضبة الجولان.

ما هي الاستراتيجية التي تظهر في هذه الخطوات؟ صحيح أن معظم تنازلات نتنياهو بقيت على الورق، وأن خطواته على الارض ساهمت في الضم الزاحف، وأن فكرة التسوية مع سوريا نزلت عن جدول الاعمال، ولكن محاولة الحفاظ على الوضع الراهن غير استراتيجية، وأصلا لا يتجمد الوضع الراهن في مكانه. حتى اتفاقات التطبيع مع الامارات والبحرين ليست نتيجة استراتيجية بعيدة المدى. خطة ترامب لم تستهدف اقامة تطبيع بين اسرائيل ودول الخليج، بل استهدفت طرح خطة لتسوية بين اسرائيل والفلسطينيين. بيانات الضم لنتنياهو وفرت لترامب ورقة مساومة مع الامارات: تعليق الضم وتزويد طائرات مقابل التطبيع. التطبيع هو أمر مبارك، لكنه لا يساهم في تقليص التحدي الذي تضعه القضية الفلسطينية.

الساحات الدولية والشرق اوسطية مرت بتغيرات بعيدة المدى في الـ 25 سنة الاخيرة منذ تشرين الثاني 1995. اسرائيل تقف امام تهديدات وفرص جديدة. في نفس الوقت الساعة الديمغرافية تواصل التكتكة. من يريد مواصلة درب رابين سيكون عليه أن يرسم استراتيجية اقليمية ودولية، ولكن عليه أن يواجه ايضا التحدي الذي تضعه القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى