ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم اوري مسغاف – يصعب التصديق بأن هذا الشخص المحظوظ كان رئيسا للاركان

هآرتس – بقلم  اوري مسغاف  – 8/4/2020

الحكومة الحالية الآخذة في التبلور ليست حكومة وحدة، ولكن معناها هو أن النضال ضد الفساد وسلطة الفرد المتهم بمخالفات جنائية، التي كانت الايديولوجيا الوحيدة لغانتس ورجاله، تحول الى عملية تخويف على صيغة اذا لم تأكل فسيأتي الشرطي “.

الحكومة التي يتم تشكيلها الآن تحت جنح الظلام في الخندق المحصن في شارع بلفور مثل الضربة الـ 11. دليل دامغ على أنه في السياسة الجريمة هي حقا كاملة. هذا ائتلاف لمنشقين وخونة وسارقين للعقل والمقاعد. حكومة شريرة يتوقع أن تتشكل بفضل اصوات المليون ونصف مصوت لازرق ابيض، العمل وميرتس، الذين كانوا ينوون القيام بعكس ذلك تماما.

في كل مجال آخر كان الحديث يدور عن مخالفات جنائية: خداع، تلقي رشوة، خرق الثقة، عدم الوفاء بالاتفاقات وبالطبع رشوة وخداع. كيف يمكن أن يقف على رأس الحكومة شخص متهم بقضايا جنائية خطيرة، ويدير الدولة منذ سنة – خاصة منذ اندلاع الازمة الحالية – على نمط سلطة الفرد الواحد الذي يتخذ قرارات مرتجلة ومتهورة.

هل ما زال أحد يذكر شعار الانتخابات التاريخي “ازرق ابيض أو اردوغان، لننقذ اسرائيل”؟ لقد مرت فقط بضعة اسابيع وازرق أبيض أو ما بقي منه يتطوع لدفن اسرائيل وانقاذ نتنياهو. في هذا الاسبوع حصلنا على لحظة تاريخية تراجيدية – كوميدية حقا والتي كيشون ولفين كانا على استعداد للتوقيع عليها: ذاك المحظوظ الذي يسمى غانتس والذي بدعم 61 شخص أوصوا به، حصل من الرئيس على التفويض، اتصل ليخبره بأنه كما يبدو سيحتاج الى تمديد من اجل أن يستطيع استكمال تشكيل الحكومة – بالتحديد برئاسة عدوه اللدود المشهر والمحرض.

لا حاجة الى الانتظار من اجل التوقيع الاحتفالي والاعلان عن “مصلحة اسرائيل” و”اقتضاء الساعة”. هذه ليست حكومة وحدة وطنية، بل هي حكومة فساد وطني. حتى ليس من الموصى به أن ننفعل من التقارير عن “صعوبات في المفاوضات”، حيث أن غانتس، الذي من يوم الى يوم، يصعب التصديق بأنه كان رئيسا للاركان دخل الى منطقة الدمار. ليس هناك طريقة للانسحاب وليس هناك خطة للهرب. لم يبق معه حقا أي اوراق للمساومة أو سوط يلوح بها. التهديدات الفارغة بشأن العودة الى “مبادرات التشريع” اذا فشلت المفاوضات تهين بالاساس من يتجرأ على اسماعها.

المعنى هو أن محاربة الفساد وسلطة الفرد للمتهم – الايديولوجيا الوحيدة التي على ضوئها ادار غانتس ورجاله الجولات الانتخابية الثلاث – تحولت الى تخويف على صيغة “اذا لم تأكل سيأتي الشرطي”.

في هذه الاثناء اجراءات التشريع التي وضعت على الطاولة هي بالضبط معاكسة: تضمين الفساد في القانون. الغاء شريعة درعي – بنحاسي من اجل تمكين متهم بمخالفات جنائية من أن يشغل قائم بأعمال رئيس الحكومة أو عضو في الكابنت وربما ايضا تمويل لمقر رسمي من اجله. وهذه صيغة وهمية للقانون النرويجي، الذي يقول إن وزراء من قبل غانتس سيقدمون استقالتهم من الكنيست وبدلا منهم سيتسلل الى الكنيست اعضاء آخرون من قائمته – ليس من يأتي بعدهم في الدور في قائمة ازرق ابيض الاصلية التي تم عرضها على الناخب (قانون بأثر رجعي وغير معقول، الذي احتمالية اجازته في المحكمة العليا متدنية وطرحه يدل على مستوى الهواية لغانتس ومبعوثيه”.

هذا هو ملخص بشرى “حكومة الطواريء” للمواطنين المصابين بذعر الوباء وتداعياته: 34 وزير في وزارات تم اختراعها وتقسيمها، والمزيد من رواتب الدولة لاعضاء كنيست جدد. ولم نتحدث بعد عن الاسراع الى الضم بعد شهرين ونصف، وكأن ما يدفع مواطني الدولة فورا عند انتهاء الكورونا هو عملية سياسية أحادية الجانب ومختلف عليها، اشعال النار في الضفة الغربية وغرس اصبع في عين الاردن والعالم العربي كله وخلق ازمة دبلوماسية مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.

تحذير: مستوى الانفصال والخداع الذي وصلتم اليه خطير. الاغتراب سيكون غير محتمل. يوجد هنا مليون عاطل عن العمل ومئات آلاف العائلات والمصالح التجارية التي افلست. هؤلاء الناس يمكن أن يصلوا ذات يوم الى ابواب مكاتبكم الفاخرة. لقد ذهبتم بعيدا في هذه المرة.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى