ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم اوري مسغاف – نحن نغرق

هآرتس – بقلم اوري مسغاف – 20/8/2020

الاسرائيليون في عهد نتنياهو اصبحوا بيادق ليس لهم قيمة، وعليهم أن ينقذوا انفسهم من هذه الشخصانية التي يدير بها نتنياهو الدولة “.

الاسرائيليون تحولوا الى نمل صغير، بيادق على لوحة صفقات بمبالغ ضخمة. على الطاولة موضوع سلاح، غاز، نفط وانابيب فولاذية. من كثرة الاسرار والاكاذيب والاخفاءات وحرف الانتباه فقد غرق الاسرائيليون في البحر العظيم أو في المياه الضحلة. هم يركضون في الحرارة القائظة، مصابين بالكورونا والبطالة، ينهكون انفسهم في البحث عن مصدر للرزق وتحدي المناورة القادمة. هم غير مذنبين. النملة لا يوجد لها أي طريقة لرؤية الصورة الكبيرة. والبيدق لا توجد له قدرات استراتيجية، هو فقط جندي عادي في خط النار.

لم يتخذ قرار بشأن “اتفاق سلام” بين اسرائيل والامارات. ولا يوجد ايضا حاجة الى اتفاق كهذا لأنه لم يسد بينهما في أي يوم وضع حربي. فقط شخص مصاب بجنون العظمة يمكنه أن يأخذ “الدفع قدما بالتطبيع” مع الامارات ومقارنة نفسه بمناحيم بيغن واسحق رابين، اللذان صنعا سلام الشجعان مع مصر والاردن. توجد أمامنا صفقة مصالح. شيوخ الخليج يريدون طائرات اف35 وطائرات بدون طيار هجومية. دونالد ترامب المذعور من الهزيمة في تشرين الثاني القادم يريد صفقات سلاح توفر فرص عمل للشركات الامريكية، الى جانب اظهار حنكة سياسية. بنيامين نتنياهو المذعور من الاحتجاج بحث عن سلم من اجل النزول من فضيحة الضم، الى جانب انجاز سياسي يصنفه مرة اخرى على أنه السياسي الوحيد في عصره وينسي الناس اخفاقات الكورونا وانهيار الاقتصاد والمحاكمة الجنائية.

نتنياهو مرة اخرى قرر هو نفسه، بدون نقاش وعمل مشترك، أن يضعف التفوق الاستراتيجي لاسرائيل. بعد الامارات، ايضا السعودية ومصر، ستطالب بالحصول على الطائرات المتملصة. الغواصات المتطورة سبق لمصر وحصلت عليها من المانيا، بمصادقة مباشرة من نتنياهو، من وراء ظهر جهاز الامن ووزارة الخارجية والكابنت والحكومة. نتنياهو وجد صعوبة في تقديم تفسير. وفي النهاية تمتم بشيء ما عن تسهيلات من المانيا. عندما تبين أنه ايضا في هذه المرة عقد صفقة الامارات بدون ابلاغ جهاز الامن ووزارة الخارجية والكابنت والحكومة، “الجميلة”، قال كبير المسربين بأنه خاف من التسريب. على الاقل هذه المرة علامات الاستفهام طفت سريعا، وفي اعقابها قناع من الاكاذيب، التعرجات، تغيير الروايات واتهام ناحوم برنياع بنشر الانباء الكاذبة.

هذا هو نفس نتنياهو الذي ضغط من اجل أن نشتري بالمليارات من شركة “تسنكروف” الالمانية ثلاث غواصات، خلافا لسلم اولويات الجيش. الغواصات لم تظهر في برنامج التسلح متعدد السنوات “جدعون”. نتنياهو ايضا ضغط من اجل الغاء مناقصة دولية لشراء سفن من اجل حماية منصات الغاز لشركات تشوفا ونوفيل اينرجي. هكذا نزل عن جدول الاعمال بديل كوري مناسب وارخص وتم شراء اربع غواصات من تسنكروف. في هذه الاثناء تم تحريك منصة لفيتان من اعماق البحر ووضعت من جديد على بعد 10 كم عن شاطيء دور. منصة تمار توجد على بعد 23 كم من شاطيء اسدود. اذا من اجل ماذا تم شراء الغواصات؟.

نتنياهو باع بربح كبير اسهم في مصنع للفولاذ لابن عمه نتان ملكوفسكي الذي اصبحت شركة تسنكروف زبون رئيسي له. هو ايضا القى بكامل ثقله من اجل أن يشرعن في حينه خطة الغاز. صاحبة الامتياز تبيع منذ ذلك الحين الغاز بغلاء لاسرائيل. وتبيع غاز برخص لجيرانها. صفقة الامارات مثل باقي الاتصالات السياسية لامريكا الكبرى في الشرق الاوسط ادارها جارد كوشنر، وهو رجل اعمال (39 سنة) وصهر ترامب. الرئيس نفسه صرح في هذا الاسبوع بأن السفارة الامريكية تم نقلها من تل ابيب من اجل اسعاد المسيحيين الافنغلستيين الذين يحتاج الى اصواتهم. الكل موصوم بالشخصي والعائلي والتجاري والانتخابي.

نتنياهو ينتظر بحماس النموذج الامريكي الآني. هو يحتقر الديمقراطية الاسرائيلية، بعوائقها وكوابحها. رئيس الموساد، يوسي كوهين، عين فقط بعد أن تعهد أمامه بالاخلاص الشخصي. ومنذ ذلك الحين وهو يدير باسمه سياسة الخارجية والامن. رئيس هيئة الامن القومي يعمل لصالحه كصبي ارساليات خاصة. المستشار الاقتصادي المحكوم، آفي بن سمحون، حل محل وزيري المالية والاقتصاد.

امريكا ربما ستنقذ نفسها قريبا. ونحن علينا أن ننقذ أنفسنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى