ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم اوري مسغاف – من أنتم، اليساريون الليبراليون الذين تؤيدون الفصل

هآرتسبقلم  اوري مسغاف – 15/7/2021

من غير المسموح به هنا التحدث عن الفصل بين البيض والسود أو بين الاشكناز والشرقيين أو حتى الفصل بين اليهود والعرب. ولو أن شخص قام بطرح ذلك لكانت الارض قد اهتزت، لكن مشروع عندنا التعامل مع النساء مثل شيء دنس والتحدث عن الفصل بين الرجال والنساء “.

هذه اوقات غريبة. في الاسبوع الماضي، فييوم ممتعلقيادة الجبهة الداخلية، حصلت المجندات على أمر بالسباحة في البركة بملابس طويلة! مناجل عدم المس بمشاعر الجنود المتدينين. أي متعة، حول المس بمشاعرالمجندات اللواتي تم اخضاعهن لقواعد الشريعة اليهودية، لم يفكر أي أحد. أو بالحل الوحيد المعقول الى حد ما في هذه الظروف، وهو أن الجنود الذين توجد لهم مشكلة في دخول المجندات الى البركة أن يبقوا في الغرفة أو أن يضعوا عصبة على عيونهم الى أن يمر الغضب، حتى لو كان هذا حل بعيد المنال.

الجندي الذي يشعر بالاهانة من وجود مجندة بملابس البحر أو من مدربة ترتدي الملابس الرياضية أو من مدربة مظلية ترتدي الزي العسكري أو من مغنية في احتفال الذكرى، يبدو أنه لا يستطيع أن يكون جندي. هو حساس وهش جدا. في الجيش الاسرائيلي اعلنوا ردا على ذلك بأنالتعليمات تم شحذها، لكن الحقيقة هي أنه يجب العودة وشحذ قواعد المجتمع الاسرائيلي كله.

وراء التعبير المغسولفصل بين الجنسينيوجد واقع واضح: قمع واقصاء واهانة النساء. في نهاية المطاف هن دائما سيحصلن على الاماكن الاقلجودة في القاعة وفي الحافلة، وعلى ساعات استحمام مقلصة وعلى الملابسالاكثر صرامة. فقط هن وحدهن ممنوع عليهن الغناء أمام الرجال والاستماع لمحاضرات يلقيها الرجال. قضاة المحكمة العليا الذين صادقوا على الفصل في المجال الاكاديمي، بتحفظات التي بحسبهالا يمكن ابعاد محاضرات، يمكنهم أن يقولوا لانفسهم ما يريدون. الكليات لن تفرض تعليم نسوي علىالطلاب المتدينين. هذه الكليات ترغب برسوم التعليم لهؤلاء الطلاب ولا تريدالقيم.

من المهم بالطبع تشجيع الاصوليين على كسب الثقافة من اجل الاندماج في سوق العمل، لكن ليس بالانحناء أمام الاصولية. ماذا بالضبط سيفعل محامي اصولي بعد انتهاء تعليمه؟ سيلتقي مع قاضيات ومدعيات عامات وطابعات؟ المرحلة القادمة ستكون مطالبة الجهاز القضائي بالفصل بين الجنسين. هذا ليس له نهاية.

من المفهوم انه فقط النساء مسموح اهانتهن بهذا الشكل. ولو أنه طرح فياسرائيل طلب اجراء الفصل في المناسبات الثقافية أو السباحة في البركوالينابيع، بين البيض والسود، الاشكناز والشرقيين، المستقيمين والمثليين، العلمانيين والمتدينين وحتى بين اليهود والعرب، لكانت الارض قد اهتزت. ولكن بالنسبة للنساء من المشروع عندنا التعامل معهن كشيء دنس ومهدد.

من المخيب للأمل بشكل خاص أن تكون هناك حاجة لشرح ذلك ايضا للكثيرين، الكثيرين جدا، في المعسكر الليبرالي، التشويش، الاستخذاء وضعف الذهن. الحديث يدور عن سلالة من اليساريينالليبراليين على مايبدو، الذين يظهرون التعاطف وحتى الدعم الحقيقي لمظاهر الفصل بينالجنسين للاصولية اليهودية باسم التعددية. وايضا بحق الشباب الاصوليينفي مواصلة التقاعس عن العمل في خيمة التوراة بدعم من الدولة باسمالتضامن“.

الحديث يدور عن غريزة انتحارية حقيقية. هذا كما يبدو هو الخطر الاكبرالذي يهدد اليسار الليبرالي في اسرائيل وفي الغرب، اضافة الى سياسة الهويات التي تلتهم وتقدس ثقافة التضحية والذنب. هذه الآفة تنتشر بقوة حتى في ميرتس، ربما بالاساس في ميرتس.

يوجد هنا عنصر يضعف جهاز المناعة الليبرالية ويقضم الاجسام المضادة. أنا أعرف عدد من هؤلاء الاشخاص. هم ليسوا اغبياء، لكنهم يتصرفون مثلالاغبياء المستخدمين. لذلك، لا يوجد مناص من العودة وتذكيرهم وتذكيرناجميعا بأنه لا يوجد ليبرالية أمام عدم الليبرالية، لا يوجد تسامح أمام عدمالتسامح، لا يوجد تضامن مع غير المتضامن معك ومع نمط حياتك. عنالاحترام والاحتواء يمكن البدء فقط بالتحدث اذا كانت هذه الامور متبادلة.

للأسف الشديد، لا يوجد لدينا ما يكفي من قدرة التأثير على الاصولية اليهودية والاصولية الاسلامية داخل سلطة الفرد والعائلة. ولكن في الفضاء العام وفضاء السياسة محظور التنازل. لن يتم ارجاع مساحة محررة. الطرفالثاني يشم الخوف ويشخص كل ضعف، وفي الاصل هو غير مقيد بقيم التسامح والتعددية. بالعكس، هو ملتزم بالتعصب. لذلك، هذا هو معركة على الحياة والموت. العفو، نحن حقا غير مستعدين للانتحار.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى