ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم اوري مسغاف – ما هو المسموح ليوسي كوهين

بقلم  اوري مسغاف – 29/7/2021

” لو أن شخص أقل من كوهين قام بكشف الاسرار التي كشفها لكان الآن يوجد في السجن. ولكن عندنا الامر ينتهي عند المستشار القانوني للحكومة الذي يفحص بوتيرته المعهودة شكوى وضعها امامه المحاربون القدامى المصدومين في جهاز الامن “.

القضية الجديدة التي تورط بها رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، بعيدة عن الانتهاء. يجب علينا أن لا ننفي بأن قوة جذبها العامة تنبع جزئيا، ضمن امور اخرى، من مسائل الخصوصية الفردية والتلصص والاخلاق. هي تعزز صورته كنوع من جيمس بوند الاسرائيلي، الذي ينسج ألاعيب تجسس ومؤامرات دولية على ارتفاع عشرات آلاف الاقدام. هناك اسرائيليون يتأثرون من ذلك، بعد عدد من رؤساء الموساد مثل افرايم هليفي ومئير دغان وتمير بردو، الذين لم يضخوا التوستسترون والجاذبية الجنسية، لكنهم جاءوا ببساطة للعمل وخدمة الدولة. 

كوهين ايضا خدم الدولة. ولا يوجد خلاف على أنه في مجالات معينة فعل ذلك بنجاح بارز، لكنه اختير لهذه المهمة بعد أن قدم رئيس هيئة الامن القومي لبنيامين نتنياهو موقف “استراتيجي” من اجل شرعنة خطة الغاز؛ تمكن من تعزيز علاقته مع سارة نتنياهو؛ تجاوز منافسين آخرين بعد أن وافق، خلافا لهما، على الالتزام بالولاء الشخصي لمن قام بتعيينه.

من هنا استنبطت حقيقة اساسية ميزت فترة ولايته وهي أن كوهين لم يخدم الدولة فقط، بل دائما خدم الشخص الذي يترأسها. ولأن من ترأسها كان في المقام الاول ممثل ورجل علاقات عامة، فان الموساد تحول في السنوات الاخيرة، جهاز التجسس الذي يعمل في الاسرار الامنية الحساسة جدا ويعمل بجدية من اجل أمن المعلومات وكل واقعه يقوم على السرية والغموض، الى شريك استراتيجي في مشروع العلاقات العامة لنتنياهو.

الضرر شمل ايضا المس المتواصل بسياسة الغموض. ومرة تلو اخرى شد اعضاءه شعرهم باستغراب ازاء ما سمح نتنياهو وكوهين لانفسهما بكشفه لغرض الدعاية. النقطة الحاسمة كانت عرض كشف النقاب عن الارشيف النووي الايراني. خلال جلسة التفاخر تم الكشف عن وسائل عمل غير حيوية والحاق الضرر غير المحتمل بالبنية التحتية لجمع المعلومات عن دولة معادية. 

الوتر النهائي للضجة غير الضرورية، بصورة مناسبة من ناحية الشعر وغير مناسبة من الناحية العملية والقيادية، كان مقابلة انهاء الولاية التي اجراها كوهين في برنامج “عوفداه”، كنوع من القفز الرسمي الى الحياة المدنية وربما السياسية. هنا يجب التأكيد على أنه حتى قبل أن يتضح بشكل نهائي هل حقا قدم كوهين معلومات سرية للمضيفة، وما هي هذه المعلومات، حيث أن كوهين في نهاية الامر قدم معلومات سرية لامرأة اخرى وهي ايلانا ديان. وبواسطتها لكل شعب اسرائيل والعالم. 

كوهين كشف في المقابلة عن طريقة عمل سرية وحساسة، التي استثمرت لسنوات طويلة من العمل والموارد الضخمة لتطويرها. ولو أنه كان رجل موساد أقل مكانة أو مجرد مراسل تجرأ على كشف ذلك للجمهور بمبادرة منه، لكان سيكون موجود الآن في السجن. في دولة سليمة كان في اليوم التالي للمقابلة سيطرق بابه المسؤول عن الامن في جهاز الامن بمرافقة رجال شرطة. عندنا هذا الامر ينتهي في الوقت الحالي بالمستشار القانوني، افيحاي مندلبليت، الذي “يفحص” بوتيرته المعهودة شكوى وضعها على طاولته عدد من المحاربين القدامى المصدومين في جهاز الامن. 

هذه ليست الشكوى الوحيدة التي تم نقلها الى مندلبليت في هذا الشأن. هناك فعليا اربع شكاوى على الاقل، قضية المضيفة في الحقيقة تثير الشك من ناحية التوقيت وتثير الفضول السليم بالنسبة لمصدر الشكوى والمصالح التي تقف من وراء تقديمها (موقف يقول إن رؤساء الليكود يريدون استبدال نتنياهو). ولكن توجد شكوى اخرى تتعلق بعلاقات الفروع التي اقامها كوهين مع ارباب المال مثل جيمس فاكر ورامي اونغر. وحتى اسهامه الاخير في الدفع قدما باتفاقات ابراهيم، التي ربما تكون اكبر انجازاته، تم طمسه عندما تبين أنه اثناء كونه رئيسا للموساد اجرى اتصالات مع صندوق استثمارات تشارك فيه دول الخليج.

كوهين اعتبر معجزة تجمع بين القدرة الشخصية والوضع الجيوسياسي (اتساع المعركة بين حربين، وغياب وزارة خارجية فاعلة)، وأوصل الموساد الى قوة تأثير غير مسبوقة. من الخسارة أن سلوكه يشبه كثيرا سلوك من عينه، وبصورة غير مستغربة ايضا تمت الاشارة اليه كوريثه المستقبلي.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى