ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  اهود باراك– يجب استبدال عش الوقواق

هآرتس – بقلم  اهود باراك- 17/3/2021

ْ” يوم الثلاثاء القادم هو يوم امتحان لجميع الشركاء. لذلك، يجب على كل واحد منا أن يحضر الى صندوق الاقتراع كل من يستطيع احضاره. وكل واحد يجدر أن يصوت فقط لمن يثق أنه لن يسمح، بأي شكل من الاشكال، لهذا الواقع بالاستمرار على هذا الشكل “.

       يوم الثلاثاء القادم سيكون يوم الامتحان. هذا الاندماج بين وباء مضلل و800 ألف عاطل عن العمل و100 ألف مصلحة تجارية منهارة ومعها الركيزة الاقتصادية وحلم الحياة، وملايين الاطفال الذين فقدوا السنة الدراسية ومئات الآلاف الذين تم القاءهم الى دائرة الفقر و6 آلاف ضحية، مثل عدد الخسائر في حرب الاستقلال – كل ذلك حول السنة الماضية الى احدى السنوات الاكثر قسوة في تاريخنا. مسؤوليتنا كمجتمع يتوق الى الحياة، هي تعلم الدروس مهما كانت قاسية وتطبيقها من اجل عدم تكرار ما حدث، بالاساس مثلما حدث.

       ولكن أي ازمة هي ايضا فرصة. وازمة الكورونا يمكن أن تتحول الى بداية لاصلاح جديد، والى نقطة انطلاق نحو واقع مزدهر وأمل في الحياة، شريطة أن نعرف كيف نقوم بمحاسبة صارمة للنفس وأن نترجم استنتاجاتها الى افعال. الوباء سيكون له تأثير عميق على نمط الحياة، وعلى الطريقة التي نعمل فيها ونتعلم ونستهلك الثقافة. الفشل الذريع في اكثر الدول تقدما في مواجهة الوباء سيقود الى تغييرات عميقة في “العقد الاجتماعي” بين الدولة ومواطنيها، من بينها تعزيز التزام الدولة بتقليص الفجوات الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة مواطنيها.

        إن تغييرات في مجال الذكاء الصناعي، الروبوتات وتكنولوجيا النانو، ستغير وجه سوق العمل وستسرع صراع عالمي جديد بين الدول على التفوق التكنولوجي. الحديث يدور عن منافسة لا تحتاج الى موارد طبيعية ومناطق مفتوحة أو اعداد كبيرة من السكان، بل مؤهلات بشرية وروح مبادرة ومرونة وعمل طاقم وتمسك بالهدف.

       هذه صفات يتميز بها الجيل الشاب في اسرائيل. في الولايات المتحدة تم انشاء في العام 2020، 45 “وحيد قرن” (شركات اصدرت اسهم بمبلغ مليار دولار وأكثر)، وفي الصين 25 وفي اسرائيل، المكان الثالث، 15. الحكومة ليست المسؤولة عن ذلك، المسؤولون هم مبادرون ومواطنون عاديون نجحوا رغم أنف الحكومة. وليس صدفة أن الاغلبية المطلقة من زعماء صناعة الهايتيك والابحاث والتطوير في اسرائيل كانوا يفضلون رؤية الحكومة  ورئيسها ينهون دورهم.

       هذه منافسة يوجد لاسرائيل بيانات ممتازة للاندماج في جبهة روادها. ولكن هذا الجهد الوطني سينجح فقط اذا انضم اليه افضل الاشخاص، بروح التضامن وروح الوحدة الداخلية. عائلة واحدة متعددة الوجوه والالوان، الثقافات والاذواق، تدرك الفجوات والجروح والشروخ في داخلها وتعمل على التئامها. عائلة تحترم الآخر وتمنح فرص متساوية لكل من ولد فيها، وتطالب بتحمل المسؤولية من كل فرد أو جماعة. عائلة مسموح فيها أن نكون مختلفين، لكن أمام العمل المطلوب يجب تشبيك الأيدي مثلما فعلنا ذلك في السابق. بحساسية وحزم، بالمثال الشخصي من القيادة، بشفقة انسانية وتعاطف. بشجاعة على اتخاذ القرارات وبالقوة على تنفيذها.

       هذه الحكومة لا يمكن أن تقودها حكومة التعرج والتشويش والخداع السياسي والانفصال والعجز، التي شاهدناها في هذه السنة عارية. هذه ليست مهمة يمكن أن يحملها حكم يقوم بالتحريض والتقسيم، مدمن على الخداع ولا يقول الحقيقة ويعتبر خصومه “ناشرو امراض”، الذي ظهر في هذه السنة في نقاشاته الليلية وقراراته الحالمة كهجين غير ناجح بين “الأخ الاكبر” و”عش الوقواق”.

       ولكن ليس فقط هذه السنة. فجهاز الصحة الفاخر الذي انشأه مباي، مع كل المهنية العالية لطواقمه، ومن بينهم عرب كثيرون كانوا لسنوات كثيرة موضع للتحريض الوحشي، هو الذي حول اسرائيل الى الهدف المفضل لشركة فايزر “من اجل تجربة التطعيم”. رئيس الحكومة له الفضل في المحادثات الليلية التي اجراها، لكن ليست هي التي حسمت الاختيار.

       كل هذه الامور، اضافة الى السحق التدريجي لاستقلالية الكنيست وتحويل اعضاء جهاز القضاء الى اهداف بحاجة الى الحماية المخصصة لمن يحاربون الجريمة المنظمة، تقتضي استبدال نظام الحكم. يوم الثلاثاء القادم هو يوم امتحان لجميع الشركاء في “مشروع اسرائيل”. يجب على كل واحد منا أن يحضر الى صندوق الاقتراع كل من يستطيع احضاره. وكل واحد يجدر أن يصوت فقط لمن يثق أنه لن يسمح، بأي شكل من الاشكال، لهذا الواقع بالاستمرار على هذا الشكل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى