ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم انشل بابر – الطريقة الافضل للخروج من الورطة السياسية

هآرتس – بقلم  انشل بابر  – 2/12/2020

الطريقة الافضل للخروج من الورطة السياسية وعدم الذهاب الى انتخابات رابعة هي تشكيل حكومة خبراء من خارج الكنيست، باستثناء رئيسها، بحيث تركز كل اهتمامها على وضع وتنفيذ استراتيجية للخروج من ازمة الكورونا “.

اسرائيل في طريقها الى انتخابات رابعة خلال سنتين. وفي افضل الحالات، نتائج الانتخابات ستبقي مرة اخرى التعادل في النظام السياسي. وفي اسوأ الحالات، بنيامين نتنياهو سينجح في الحصول على اغلبية من اجل قوانين الحصانة التي ستهربه من المحاكمة. حتى اذا تم التوصل الى حل وسط مؤقت لمسألة الميزانية، فستبقى على حالها حكومة زومبية غير قادرة على أداء مهامها الاساسية. هناك مخرج واحد، قانوني وديمقراطي، للخروج من الورطة الانتخابية التي ترتبت على تمسك نتنياهو بالكرسي، ومن الانقسام الذي يخلده في المجتمع الاسرائيلي.

الكنيست بتشكيلتها الحالية يمكنها خلال بضعة ايام أن تعين حكومة طواريء وطنية، كل اهتمامها ينصب على محاربة الوباء وتأثيراته المدمرة. هذه ستكون حكومة تعمل فقط على بناء وتنفيذ استراتيجية خروج من الازمة – تكون متحررة من الضغوط ومن الاعتبارات السياسية. حكومة خبراء لزمن محدود تحصل على ثقة معظم اعضاء الكنيست. حكومة تعيد المبدأ الدستوري والديمقراطي للطريقة البرلمانية: السيادة في دولة اسرائيل هي للكنيست المنتخبة، والحكومة تحكم فقط بتفويض منها. الحكومة ستكون شفافة، ولن تقوم باتخاذ قرارات ضبابية في جلسات ليلية لا فائدة منها، وتضمن تمرير ميزانية للاعوام 2021 و2022 واستقرار النظام.

لا توجد حاجة الى تغيير تشريعي من اجل أداء حكومة الخبراء للقسم. حسب القانون فقط رئيس الحكومة يجب أن يكون عضو في الكنيست. وفي حكومات كثيرة كان هناك وزراء لم يكونوا اعضاء في الكنيست. حكومة خبراء يمكنها أن تشمل وزراء سابقين ومدراء عامين سابقين لوزارات حكومية ورؤساء هيئات عامة رفيعة يعرفون الانظمة التي سيكونوا مسؤولين عنها. المجلس المصغر للطواريء سيمثل قطاعات ومعسكرات سياسية مختلفة. وهؤلاء سيتعهدون بأن لا يستغلوا فترة الطواريء من اجل بدء حياة سياسية، ويبقون المدراء العامين في الوزارات الحالية في وظائفهم. لن يكونوا بحاجة الى “وظائف موثوقة” أو هزات أو “تغيير القرص” عند توليهم وظائفهم. تكفي حكومة ناجعة تضم 18 وزير.

على رأس حكومة الخبراء يمكن تعيين رئيس حكومة من بين اعضاء الكنيست الحاليين، شخص له تجربة وله سجل في الخدمة العامة، بحيث يتعهد بأن يخدم في فترة الطواريء وأن يستقيل بعد ذلك. هذه الحكومة يكون لها تفويض من الجمهور. في انتخابات آذار تم انتخاب 62 عضو كنيست من القوائم التي تعهدت باستبدال نتنياهو. عليهم أن يدعموا حكومة الخبراء، وايضا هكذا اعضاء حزب يمينا الذي بقي في المعارضة. هذه الحكومة لن تقوم بأي عملية سياسية ولن تنفذ أي تغيير في الجهاز القضائي، وتسمح للاجراءات القضائية الجنائية ضد نتنياهو بأن تسير بصورة مرتبة. حتى اورلي ليفي ابكاسيس ويوعز هندل وتسفي هاوزر، الذين رفضوا الجلوس في ائتلاف بدعم من القائمة المشتركة، يمكنهم اعطاء ثقتهم لحكومة الخبراء، لأن أي حزب وأي عضو كنيست، باستثناء رئيس الحكومة، لن يكونوا فيها.

كل باقي الـ 119 عضو كنيست سيركزون على وظيفتهم البرلمانية: تمثيل مشاكل الجمهور والاشراف على نشاطات الحكومة، في الكنيست وفي اللجان. ايضا للكثيرين في معسكر اليمين – الاصولي لا يوجد أي سبب لمعارضة تشكيل حكومة خبراء مؤقتة تتعهد بالتركيز فقط على ازمة الكورونا وادارة الدولة. وسيضمن للاحزاب الدينية بأن الحكومة المؤقتة لن تغير الوضع القائم في شؤون الدين والدولة. وأن تمويل المؤسسات الدينية سيبقى على حاله.

بني غانتس فشل في محاولته لاستبدال نتنياهو. ويبدو أنه لن يستطيع مرة اخرى أن يكون مرشح لرئاسة الحكومة. ولكن حتى الآن يمكنه أن يقدم خدمة كبيرة لدولة اسرائيل اذا قاد عملية لتشكيل حكومة وزراء يتم استدعاءهم لخدمة الاحتياط في زمن الطواريء ويعودون الى بيوتهم بعد انتهائه. هذه عملية دستورية وديمقراطية تماما، ترتكز الى تفويض واضح من الجمهور. وانتخابات اخرى واستمرار الشلل السياسي ليست قدرا محتما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى