ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم انشل بابر – الرئيس الامريكي بايدن يواجه الوباء، السياسة الخارجية يمكنها الانتظار

هآرتس – بقلم  انشل بابر – 3/3/2021

تحركات السياسة الخارجية للرئيس الامريكي الجديد تشير الى أنه لا يركز بدرجة كبيرة على السياسة الخارجية. ولكن حقيقة أن ادارته في عجلة من أمرها للانحياز الى الحلفاء التقليديين فيما يتعلق بروسيا تبشر بحدوث التغيير“.

نشر استنتاجات المخابرات الامريكية التي تشير الى أن رجال مصلحة الامن الفيدرالي الروسي “اف.اس.بي” قاموا بمحاولة الاغتيال الفاشلة ضد معارض النظام اليكسي نفلاني، الى جانب العقوبات التي ذكرت ضد المتورطين في العملية وضد المسؤولين عن سجنه منذ عاد الى روسيا، هي اشارة ملموسة اولية على تغيير السياسة من قبل الرئيس الجديد في البيت الابيض. هذه الخطوة تعارض سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي تجاهل تسميم نفلاني وحاول خلال سنوات ولايته الاربع التودد لمحل اعجابه، فلادمير بوتين. ولكن حتى الآن الحديث لا يدور عن عودة الولايات المتحدة الى قيادة سياسة الغرب.

لقد سبق اعلان العقوبات من جانب ادارة بايدن قرارات مشابهة للاتحاد الاوروبي وبريطانيا. وحقيقة أن الادارة الجديدة تسارع الى تعديل خطها من اجل التوافق مع حلفاء امريكا التقليديين، تبشر بالتغيير. ولكن مثلما قلنا، الولايات المتحدة ما زالت لم تعد بصورة كاملة الى مكانة “زعيمة العالم الحر”. اشارة اكثر أهمية على درجة تصميم بايدن على العمل ضد روسيا، يمكن أن تأتي في الاسابيع القادمة عند النشر المتوقع لتقرير المخابرات حول هجوم السايبر على شركة “سولار وينتس”، الذي فيه تم اختراق مخازن المعلومات لتسع مؤسسات حكومية ومئة شركة امريكية، كما يبدو من قبل قراصنة عملوا لصالح المخابرات الروسية.

اذا قامت الادارة الامريكية بفرض عقوبات شخصية واقتصادية في اعقاب نشر التقرير، عندها يمكن القول بأنه يوجد حقا تحول هام في السياسة، كما اعلن بايدن في الخطاب الذي ألقاه قبل شهر في وزارة الخارجية الامريكية، والذي وعد فيه باعادة ترتيب السياسة الخارجية الامريكية، حيث أنه انقضت الايام التي كانت فيها الولايات المتحدة “خانعة ازاء الاعمال العدائية الروسية”. ايضا أمام العدوة الثانية الكبرى، الصين، لم تتم بعد رؤية سياسة جديدة وحازمة من جانب بايدن. وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن صحيح أنه وصف قمع الاقلية الاغورية المسلمة في غرب الصين بـ “ابادة شعب”، لكن في هذه الاثناء العقوبات الاقتصادية على بجين بقيت على حالها مثلما كانت في عهد ترامب.

تردد أو حذر بايدن تم التعبير عنهما ايضا في مواضيع اخرى للسياسة الخارجية، قبل فوزه في الانتخابات الاخيرة قال بايدن إنه ينوي العودة الى الاتفاق النووي مع ايران، الذي انسحب منه ترامب والذي تم توقيعه في عهد براك اوباما، الذي كان فيه نائب الرئيس. ولكن حتى الآن الاستجابة لمطالب ايران، التخفيف مسبقا من عقوبات سياسة “أكبر قدر من الضغط” التي فرضها ترامب على طهران. في نفس الوقت، في الاسبوع الماضي أمر بايدن بعملية عسكرية هجومية اولى منذ تسلمه المنصب، مهاجمة مليشيا مؤيدة لايران في اعقاب سلسلة هجمات على القوات الامريكية في العراق. وحتى الآن مرت بضعة اسابيع تعرض فيها الامريكيون الى قصف الى أن أمر بايدن بالهجوم، ايضا عندما أمر بذلك كان القصف في سوريا البعيدة عن ايران.

بايدن ومستشاروه تحدثوا قبل الانتخابات عن تغيير عميق يتوقع أن يجري في شبكة العلاقات مع السعودية، جزء من التغيير تم تطبيقه. الادارة قامت بتجميد صفقات سلاح وقعت عليها السعودية (ايضا اتحاد الامارات) مع ادارة ترامب من اجل “اعادة الفحص”. الادارة ايضا قامت باخراج المتمردين الحوثيين في اليمن من قائمة التنظيمات الارهابية حتى تمكن من استئناف المساعدات الانسانية للمدنيين الموجودين في المنطقة التي تقع تحت سيطرتها. في الاسبوع الماضي كشفت الادارة تقرير للمخابرات كتب فيه أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، صادق على قتل الصحافي الذي يعيش في المنفى جمال الخاشقجي. البيت الابيض ايضا حرص على التأكيد بأنه في اطار محادثاته مع زعماء المنطقة، الرئيس بايدن قام بالاتصال مع الملك سلمان وليس مع إبنه. مع ذلك، الادارة الامريكية فرضت عقوبات اقتصادية ومنع زيارة الولايات المتحدة على موظفين سعوديين وليس على الامير نفسه. بايدن قرر مع ذلك عدم هز السفينة أكثر من اللزوم.

الاستنتاج الرئيسي من خطوات السياسة الخارجية لبايدن حتى الآن هو أنه بالاساس لا يركز في الوقت الحالي على السياسة الخارجية. مواجهة وباء الكورونا وعملية التطعيم في الدولة التي ما زالت متعثرة وضخ المنح للمواطنين وتحريك الاقتصاد من جديد، هي الامور التي توجد على رأس سلم أولويات الادارة. ما يحدث خارج حدود الولايات المتحدة يحتل مكانة أقل بكثير من اهتمام البيت الابيض.

التأخير المستمر في الاستعداد للامساك بزمام السلطة، الذي جاء من رفض ترامب الاعتراف بهزيمته في الانتخابات، أدى الى أن جزء من التعيينات الرفيعة في وزارة الخارجية وفي مجلس الامن القومي، ما زالت تنتظر مصادقة الكونغرس. ونتيجة لذلك فان الطاقم الرفيع الذي يعالج السياسة الخارجية ما زال مقلص. بايدن ربما يكون ما زال ملتزم بوعده بأن يغير كليا سياسة سلفه الخارجية، لكنه غير مستعجل. كما أن التغييرات الجذرية هي ايضا ليست من طبعه.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى