ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الون بنكاس – بادين – جيد لمن هذا سؤال عديم المعنى

هآرتس – بقلم  الون بنكاس – 20/1/2021

الرئيس الامريكي السابق نقل السفارة الامريكية الى القدس وتوسط في اتفاقات التطبيع مع اتحاد الامارات وأحب نتنياهو، لكنه ايضا تسبب بتآكل ثقة العالم بالولايات المتحدة وأضعف قوتها كحليفة “.

على خط التماس بين رئاسة الرئيس السابق وبداية عهد الرئيس الجديد، تطرح بصورة مستمرة في اسرائيل مسألة شرعية وطبيعية، لكنها غبية وعديمة القيمة تماما: “هل كان جيدا لاسرائيل؟”، والسؤال المكمل: “ذاك الذي سيكون رئيسا، ماذا حقا نعرف عنه؟ هل سيكون جيدا لاسرائيل؟”.
الآن نحن نجتمع اليوم، حول “هل ترامب كان جيدا لاسرائيل؟”، سؤال يوجد لـ 9.2 مليون اسرائيلي، ورئيس حكومة واحد، يوجد لهم بالتأكيد عليه اجابة تلقائية. ولكن السؤال ليس ذي صلة. فهو سؤال متحيز وعديم الاهمية.

السؤال غير صحيح لعدة اسباب: ماذا تعني بالضبط “جيد لاسرائيل”؟ من يحدد ما هو “الجيد لاسرائيل”؟ هل هو رئيس الحكومة؟ وسائل الاعلام؟ الجمهور؟ المؤرخون؟ ما هي المعايير الموضوعية التي نحاكم طبقا لها ماهية “الجيد لاسرائيل”؟ هل هي السياسة الخارجية التي قادها؟ علاقاته مع رئيس حكومة اسرائيل؟ هل بمنظار الزمن، هل ربما أن الرئيس الذي لم يعتبر في نظر أبناء تلك الفترة كـ “جيد لاسرائيل” قد عمل وحسن وضع اسرائيل ودفع قدما بمصالحها الاستراتيجية؟.

إذا أخذنا 100 اسرائيلي بصورة عشوائية وسألناهم سؤال اساسي ومباشر: هل كان ترامب جيدا لاسرائيل؟ وماذا عن اوباما، هل كان جيدا لاسرائيل؟ وماذا بالنسبة لبيل كلينتون؟ من يتذكر ريتشارد نيكسون أو جيمي كارتر؟ وماذا بشأنهم؟ ما رأيكم، هل كانوا “جيدين لاسرائيل”؟.

الاجابات التي من المرجح العثور عليها متوقعة وسطحية وعاطفية، وهي لا ترتكز على معرفة، معلومات أو سياق ومنظور. اجابات لمئة شخص بصورة عشوائية هي وليدة مشاعر الحدس، كتلة حاسمة من التغطية الاعلامية، ذاكرة آخذة في التلاشي لعلاقات رئيس حكومة اسرائيل في ذلك الحين مع ذاك الرئيس للولايات المتحدة.

السؤال والاجابة يستندان على مخاوف، رغبات، احاسيس داخلية، تعاطف وكراهية اساسيان، الرغبة المفجعة في أن الرئيس “يحبنا”. في حين أن السؤال هو حقا مشروع ويعكس الوعي للاهمية الكبيرة لعلاقات اسرائيل بالرئيس الامريكي، يمكن ومن الضروري انكار الفرضية القائلة بوجود اجابة جدية على الاطلاق. ريتشارد نيكسون، وهو من الكويكرز ولديه تاريخ غير قصير من التصريحات اللاسامية، أنقذ اسرائيل بالقطار الجوي في حرب يوم الغفران في 1973. نيكسون زود اسرائيل في 1969 بطائرات “فانتوم – اف4” (التي تعهد بها سلفه لندون جونسون)، والتي شكلت مضاعفة لقوة سلاح الجو. وهو الرئيس الذي رسخ المساعدات العسكرية السنوية التي تمنحها الولايات المتحدة لاسرائيل منذ العام 1974، وهي المساعدات التي اعادت بناء الجيش الاسرائيلي من دمار تلك الحرب. في حينه، هل كان نيكسون جيدا لاسرائيل؟ اليهود في الولايات المتحدة كرهوا نيكسون، وفي اسرائيل انشغلوا بازدراء وزير خارجيته هنري كيسنجر، “يهودي يكره نفسه”.

لولا جيمي كارتر لما كان هناك اتفاق سلام بين اسرائيل ومصر، سلام يشكل حجر الزاوية الجيوسياسي لاسرائيل في الشرق الاوسط. اذا عدنا بالزمن الى الاعوام 1977 – 1980 فان كارتر كان رئيس مكروه في نظر الاسرائيليين. لماذا؟ بسبب علاقاته السيئة مع مناحيم بيغن. اذا هل كان كارتر جيدا أم سيئا لاسرائيل؟ بيل كلينتون، وهو عزيز الاسرائيليين، اعتبر محبوب اسرائيل. بالطبع هو كان “جيد لاسرائيل”. فقد قام بالبكاء وعض على شفته السفلى بألم وقال: “سلام، يا صديقي”، في جنازة رئيس الحكومة اسحق رابين. من الواضح أن كلينتون كان جيد لاسرائيل، أليس كذلك؟ ولكن اذا قمنا بفحص السجل الفعلي لكلينتون سنرى صداقة اساسية وعميقة لكن بدون عملية أو فعل واحد مهم، أثرت على وضع اسرائيل.

وماذا بالنسبة لبراك اوباما؟ نحن أمام رئيس، الذي بفضل السيد بنيامين نتنياهو تعلم الجميع كراهيته. اوباما منح اسرائيل 38 مليار دولار كمساعدات عسكرية على مدى عشر سنوات. وقد هب ليضيف ميزانية طواريء تبلغ 275 مليون دولار بناء على طلب من اسرائيل من اجل القبة الحديدية. وفي العام 2014 زود اسرائيل بذخيرة متطورة لم تزودها بها ادارة سلفه جورج الابن. ولكن اوباما، كما هو معروف كان “غير جيد لاسرائيل”. لماذا؟ لأن اوباما لم يحتمل حقا السيد نتنياهو. لأن نتنياهو اختار التصادم معه في كل موضوع، وأن أوباما، سوية مع الصين وروسيا وبريطانيا والمانيا، بادر الى عقد الاتفاق النووي مع ايران. حقا سيء جدا.

الآن وصلنا الى دونالد ترامب. الفكرة المقبولة في اسرائيل هي أن ترامب كان “جيد لاسرائيل”. هو دوري مختلف. ملك. كورش. مثل أخ لنتنياهو.

لقد قام ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس، واعترف بسيادةاسرائيل في هضبة الجولان، وأخرج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران، ودفع اتحاد الامارات الى التوقيع على اتفاقات سلام مع اسرائيل. مع ذلك، عن بيع طائرات “اف 15” المتملصة لاتحاد الامارات في صفقة بلغت 7 مليارات دولار، لم يعرف رئيس حكومة اسرائيل بالطبع  – الصديق المقرب لترامب. ترامب كان يكره المسلمين واستخف بالعرب (وإن كانت توجد لديهم صناديق اموال سيادية ساعدت في الماضي اعماله التجارية في تغطية ديون وتقديم قروض)، وأحب نتنياهو. من هنا، بصورة طبيعية، ترامب كان “جيد لاسرائيل”، أليس كذلك؟  بالتأكيد هذه أمور مهمة يجب عدم التقليل من أهميتها.

ولكن توجد ايضا صورة مختلفة تماما. ترامب هو الرئيس الذي أدى الى تآكل ثقة العالم بالولايات المتحدة، وتنكر لقيادتها السياسية، ولم يشارك، وأصلا لم يقد أجندة عالمية، وخان ثقة معظم حلفاء الولايات المتحدة، واستخف وأضعف تحالفات مثل الناتو وشرق آسيا، واستخذى لروسيا، ولم يفعل أي شيء امام ديكتاتورات ودهور مكانة الولايات المتحدة.

رئيس كذب ونشر الاكاذيب والتشويه واستخف بالحقائق ونفى العلم واستخف بالذكاء. رئيس اعتبر نفسه مشجع ومؤيد ومدافع عن مليشيات “تفوق البيض”، النازيين الجدد، اللاساميين، ناشري نظريات المؤامرة. رئيس عمق العنف، الشروخ والاستقطاب في المجتمع الامريكي. رئيس صوت 75 في المئة من يهود الولايات المتحدة لخصمه جو بايدن. رئيس، سوية مع نتنياهو، أضر بصورة متعمدة بالدعم من الحزبين لاسرائيل، وحول اسرائيل الى موضوع خلافي. هل هذا يعتبر“جيد لاسرائيل”؟.

مضاعفة القوة الامنية القومية والردع السياسي لاسرائيل كانت تكمن في صورة القرب من الولايات المتحدة، طالما أن الولايات المتحدة موثوقة وزعيمة. هل نتنياهو قريب واعتبر قريب من ترامب؟ بالتأكيد. هل هذه حقيقة سياسية جيدة ومهمة بحد ذاتها؟ بالتأكيد. هل هذا حول ترامب الى “جيد لاسرائيل”؟، هذا سؤال غبي وبدون اجابة موضوعية مثلما قلنا في السابق.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى