ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – يا معارضي كل الاتفاقات، اتحدوا

هآرتس – بقلم  الوف بن – 29/9/2020

” بشارات وغبرياهو يفضلان الوقوف الى جانب المستوطنين في النضال ضد مبادرة ترامب. ومن الجيد أنهما بقيا في آخر المسار “.

قرأت مقالات عودة بشارات (“لو كنت تعيش في غزة”، 17/9) ومقال آفنر غبرياهو (“ليس بائسا أن تنتقد اتفاق متهكم وعدائي”، 22/9)، ورجعت الى 19 تشرين الثاني 1977، لحظة هبوط أنور السادات في القدس. جلسنا في الصالون وشاهدنا بانفعال، بالاسود والابيض، باب الطائرة وهو يفتح والرئيس المصري يخرج منه. كنت حينها في الصف الثامن وحسدت صديقي رولي اراد الذي كان والده رئيس “يد واسم”، الذي استضاف في اليوم التالي العدو الذي جاء لصنع السلام.

عندها تخيلت صف المستقبلين، وفي الطرف رأيت بشارات وغبرياهو، يقفان جانبا ويرفعان لافتات كتب عليها “خائن، عد الى بيتك” و”اذهب من هنا أيها الديكتاتور”. كان هناك عدد من رجال الشرطة يفصلون بينهم وبين متظاهري اليمين المتطرف الذين رفعوا لافتات مشابهة. معا أرادوا وقف مبادرة السلام. تخيلت ماذا كان سيحدث لو أنهم نجحوا: حرب يوم الغفران الثانية، الثالثة والرابعة… رأيت صفوف كثيرة من شواهد القبور في المقابر العسكرية، واستيقظت من الحلم وأنا أتنفس الصعداء.

لا أعرف اذا كانت الاتفاقات الجديدة مع الامارات والبحرين ستؤدي الى تعميق الاحتلال والقمع في المناطق. ولكن في حالة السادات كانت النتيجة واضحة: مناحيم بيغن استغل السلام مع مصر لبناء “المئات من الون موريه” في الضفة الغربية، مثلما وعد. واريك شارون وزمبيش وبني كتسوفر قاموا في حينه بملء التلال بالمستوطنين، الغرب صمت ومنح جوائز نوبل للسلام للسادات وبيغن.

هل السلام مع مصر كان خطأ؟ هل كان من الافضل استمرار الحروب الى حين انتهاء الاحتلال وتحقق العدل للفلسطينيين؟ وماذا عن السلام مع الاردن الذي سلب الفلسطينيين الحرم؟ هذا هو السؤال الذي يقف في مركز النقاش الحالي.

حسب بشارات وغبرياهو، هناك فقط رد واحد على الاحتلال وهو مقاطعة دولية وتهديد مستمر بالحرب على اسرائيل. وهم يطالبون بتضامن من الدول العربية. لماذا هذا التحيز؟ لماذا يكون مقبول أن هولندا أو روسيا تقيم علاقات مع اسرائيل في حين البحرين لا؟ اذا كانت الاتفاقات مع دول الخليج مدمرة لـ “أسس قيم المجتمع”، مثلما يقول غبرياهو، فلماذا لا يطلب كل العالم قطع العلاقات مع اسرائيل الى حين انتهاء الاحتلال؟ إما أن هذه هي الرسالة الخفية التي يتم تبييضها كانتقاد لنتنياهو، كغمز للجمهور الذي يكره بيبي، لكنه لا يريد العيش في دولة مقاطعة.

بشارات على حق: أنا لا أعيش في غزة أو في رام الله. ربما لذلك أنا أجد صعوبة في فهم محمود عباس ويحيى السنوار، اللذان يضحيان باحتمالية التغيير بمبررات الكرامة الوطنية. بماذا أفادتهم الصواريخ التي اطلقوها من غزة عشية التوقيع في واشنطن؟ أو “غضب” محمود عباس؟. الاتفاقات الجديدة اظهرت خلافا لجميع الادعاءات بأن ادارة ترامب غير شريكة في سياسة الضم لليمين الاسرائيلي. لماذا لا نتحداه ونتحدى نتنياهو باقتراح تسوية؟ هذا ما فعله حكام الخليج. عندما أعلن نتنياهو عن ضم ثلث الضفة كان يمكنهم الرد بطرد جميع شركات السلاح والسايبر الاسرائيلية ووقف التجارة والتبرع بالمليارات للسلطة الفلسطينية وحتى لحماس. هل هكذا كانوا سيعملون على تأخير الضم أو العكس، يدفعون اسرائيل الى أن تقوم بالضم بشكل سريع وأكبر؟ لقد اختاروا الطريق العكسية، منحوا الاسرائيليين مقابل دبلوماسي واقتصادي والضم تم تعليقه.

ولكن هذا غير كاف لبشارات وغبرياهو. فهما يفضلان الوقوف الى جانب المستوطنين في النضال ضد مبادرة ترامب (“الخدعة”، مثلما سماها رئيس مجلس “يشع”، دافيد الحياني). من الجيد أن هؤلاء واولئك بقوا في آخر المسار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى