ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – نظرية القبول

هآرتسبقلم  الوف بن – 16/9/2020

المصالح المشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها العربأقوى من ايديولوجية ارض اسرائيل الكاملة وأقوى من تضامنالعرب مع الفلسطينيين. ولكن من السابق لأوانه الفرح من اجلالمستوطنين “.

محرر صحيفةهآرتسالمتوفي، دافيد لنداو، قال لي ذات مرة بأنالتاريخ سيظهر جميع أحداث السلام كعملية واحدة وهي قبول اسرائيل فيالشرق الاوسط، التي بدأت بعد حرب يوم الغفران وهي تواصل منذ ذلكالحين بشكل مستمر، حتى لو تعرضت لاوقات توقف طويلة. صياغته كانتلامعة، لكن في السنوات الاخيرة اعتقدت بأنه كان متفائل جدا، وأن عمليةالتطبيع توقفت أو على الاقل ستحتاج الى وقت طويل. ولم تكن تنقصهاالاسباب: الجمود في العملية السياسية مع الفلسطينيين، سعي حكومةاليمين برئاسة بنيامين نتنياهو لضم اجزاء من الضفة الغربية وضعف الانظمةفي الدول العربية الذي كشف عنه في ثورة الربيع العربي.

عندما شاهدت أمس مراسيم التوقيع علىاتفاقات ابراهيمفي البيتالابيض تذكرت الرئيس السابق، وأردت القول له: يا دافيد، لقد كنت محقا. فينهاية المطاف فان المصالح المشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهاالعرب أقوى من ايديولوجية ارض اسرائيل الكاملة، أو التضامن العربي معالفلسطينيين. وقد جعلت المصالح اتحاد الامارات والبحرين تعلن عن السلاممع اسرائيل واقامة علاقات كاملة وعلنية معها. وجعلت نتنياهو يتنازل عناتباع الضم وأمناء جبل الهيكلفي اليمين المتطرف والعودة الى المسارالذي سار فيه كل أسلافه منذ العام 1973، البعض منهم بشكل متحمس،والبعض تحت الضغط، لكن مع نفس النتيجة وهي التنازل عن أحلاممسيحانية كبيرة لصالح اتفاقات عملية في الواقع، التي تحول اسرائيل الىجارة مرغوب فيها.

المراسيم ظهرت مثل اعادة بث لاحداث مشابهة في السابق، خاصةتوقيع اتفاق السلام مع الاردن الذي حصل على تأييد الجمهور الواسع فياسرائيل. خطاب نتنياهو سمع مثلالقص واللصقمن النصوص التيكتبها في حينه ايتان هابر لاسحق رابين. نفس الذكريات من الحروب والمعاركوالثكل، التي بفضلها يدرك القائد أهمية السلام. ونفس الآية من التوراة. ونفس انفعال رئيس حكومة اسرائيل من التقرب من الجيران الذين لم يعودوايختبئون ويتملصون عندما يمر بجانبهم. ونفس الفهم لحكام الدول العربيةبأن الطريق الى واشنطن تمر عبر القدس. ونفس السطور الانفعالية لمنيقرأون الأخبار. وحتى نفس صافرات الانذار التي تذكر بوجود الفلسطينيينووجود الاحتلال والنزاع حول تقسيم البلاد لمن اعتقدوا بأنهم قد اختفوا عنالانظار.

عندما تولى نتنياهو الحكم بعد قتل رابين وبعد هزيمة شمعون بيرسفي الانتخابات، قامت دول الضواحي العربية في الخليج وفي شمال افريقيابطي أعلام التطبيع التي رفعت بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو. توجد عدالةمحزنة في حقيقة أن نتنياهو قد حظي الآن برفع الأعلام من جديد. الرئيسالامريكي ترامب وعد بأنه بعد دولة الامارات ودولة البحرين ستكون دولاخرى. ومن الصعب التعويل على مصداقيته، لكن فجأة هذا الوعد لا يبدووعد باطل، حتى لو أنه لم يتحقق في الاسابيع المتبقية حتى موعد الانتخاباتالرئاسية. ومن ترعرعوا في دولة محاصرة والتي جميع حدودها البرية مغلقةوجواز سفرها مقاطع على أبواب الكثير من الدول، فان أي اتفاق لاقامةعلاقات وأي افتتاح لخط طيران، هي انتصار صغير آخر في الطريق لتكوناسرائيلدولة مثل كل الدول“.

مقابل هذا الانتصار وقفت أمس ثلاث قوى في الطرف الخاسر. الاولى، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي مقاطعته للرئيس الامريكيولنتنياهو اعفتهما حتى من عبء تقديم أي بادرة حسن نية رمزية. بجهد غيركبير كان عباس يمكنه أن يقف أمس الى جانب الموقعين والحصول علىشيء معين في المقابل. الثانية، اليسار في اسرائيل الذي يؤيد مقاطعةاسرائيل على اعتبار أنها الأداة الاكثر فاعلية لانهاء الاحتلال ومنح الحريةللفلسطينيين. الثالثة، المستوطنون ومبعوثوهم في احزاب اليمين وفي المؤسسةالاسرائيلية، الذين اضطروا الى التخلي عن حلم الضم العلني. ولكن منالسابق لأوانه الفرح من اجلهم. أو الاعتقاد بأن ايديولوجياتهم قد تلقت ضربةشديدة في حديقة البيت الابيض. التجربة تعلم بأنه حتى اذا تراكمتالخطوات الصغيرة واصبحت عملية واحدة، فان من يعارضونها سيجدونطرق جديدة لحرف قطار السلام عن السكة. وحلم دافيد لنداو سيجتاز المزيدمن العقبات والاضطرابات الى حين تحققه بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى