ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – خوفا من تحمل المسؤولية، نتنياهو يهرب من الجبهة ويدير من البلازما الحرب ضد الفيروس

هآرتس – بقلم  الوف بن – 7/10/2020

” خلافا للقصص عن القادة العسكريين الذين ساروا في المقدمة وبثوا الروح القتالية في الجنود، فان رئيس الحكومة نتنياهو لا يخرج الى الميدان ويكتفي ببث افلام اعلامية قصيرة من بلفور. والجمهور يحصل منه على اليأس والخوف ويفضل السير وراء بينيت “.

نتنياهو يحب أن يشبه وباء الكورونا بالحرب، ويعد سكان اسرائيل بالنصر. ولكن اذا أخذنا تشبيهه فان رئيس الحكومة يدير المعركة من الملجأ المحصن. أو حسب طبعة القرن الواحد والعشرين، من البلازما. وشخص هاو للتاريخ مثله يعرف بالتأكيد كل القصص عن العسكريين الكبار الذين وصلوا الى الجبهة وبثوا روح القتال في الجنود. بالتأكيد هو يذكر ايضا صورة الضمادة على رأس اريك شارون المصاب، التي اصبحت رمزا لعبور القناة في حرب يوم الغفران.

لن يذكروا نتنياهو في هذه القائمة. فقائمة جولاته وزياراته خارج المكتب وخارج المنزل في بلفور منذ تفشي الوباء والاغلاق الاول في شهر آذار، قليلة جدا. ثلاث مرات مع فرق اسبوع ونصف زار المستشفيات، سوروكا في 28 تموز وشيبا في 2 آب وشعاري تصيدق في 6 آب. ومنذ ذلك الحين لم يشاهدوه في أي منشأة طبية. ذات مرة زار قيادة الجبهة الداخلية (بعد ذلك، زار محل شاورما في الرملة)، ومرتين زار المدارس. في 8 ايلول كان في بلدية بيت شيمش في زيارة رسمية من قبل مكتبه. وبعد يومين قام بزيارة سياسية في رمات هشارون واشترى خضراوات. ومنذ ذلك الحين لم يروه في الميدان. وحتى رجال الشرطة الذين يطبقون سياسته بتوزيع المخالفات والضربات وخراطيم المياه لم يحترمهم في أي لقاء أو في أي جولة.

وكبديل عن اللقاءاءت الشخصية مع المقاتلين والمقاتلات في الجبهة – في اقسام الكورونا واسطبلات الشرطة ومركز التحقيق الوبائي والمختبرات وأقسام الرعاية – نتنياهو يبث كل يوم افلام اعلامية من مكتبه أو من بلفور، يعرض فيها شخصية “المعلم بيبي” وهو يرتدي الجاكيت بدون ربطة عنق ومسلح بلوح وأوراق وقلم توش، وهو يحاول تعليم الجمهور كيفية ارتداء الكمامات والحفاظ على قواعد الابتعاد الاجتماعي، وبشكل عام قبول الاغلاق بسرور. كل شيء لطيف وممتع – هو يريد احترام التعليمات من قبل الجميع، بدءاً ببائع الفلافل وحتى “وزير أو وزيرة في الحكومة”. هذا كان رده البائس على خرق التعليمات من قبل الوزيرة غيلا غملئيل التي كذبت على محققي وزارة الصحة.

نتنياهو يخاف كما يبدو من الاصابة بالكورونا، ويخاف بدرجة لا تقل عن ذلك من اظهار القيادة، التي ستكلفه تحمل المسؤولية عن ادارة الازمة الفاشلة. من الواضح أنه لو أن وزير الحكومة تجول في البلاد فان الفيروس لن يخاف منه والعدوى لن تتوقف. ولكن نتنياهو يدرك جيدا اهمية اظهار الاهتمام والمشاركة في حث الخاضعين له. قبل عقد عندما اراد أن يدفع قدما ويسرع بناء الجدار الحدودي في النقب زار مرة تلو الاخرى مواقع العمل الى أن استكمل المشروع بنجاح. وعندما تنافس في الحملة الانتخابية حرف البلاد. وبالضبط الآن في ازمة وطنية خطيرة أخطر من أي  أزمة تعرضت لها الدولة فان نتنياهو لا يخرج من البيت ويكتفي بتقديم المواعظ عن بعد.

وبدلا من تشجيع ودعم الموظفين العامين الذين يكافحون الوباء ويواجهون الاغلاق يكرس نتنياهو وقته لحربه ضد المستشار القانوني للحكومة والمؤامرات لالغاء أو تأجيل محاكمته. وهو يكرس ساعات طويلة لالقاء الوحل على افيحاي مندلبليت.

الجمهور لا يدرك بالطبع ما يحدث وراء السور في بلفور أو في قيصاريا، ولا يعرف تفاصيل تقويم رئيس الحكومة. ولكن عندما يختفي القائد الاعلى من الجبهة فان الناس يشعرون بغيابه. فهم يشعرون بأن نتنياهو لا يبث فيهم الأمل والأمان، بل اليأس والخوف، ويذهبون وراء نفتالي بينيت الذي يقول بأنه يعرف كيفية الانتصار على الوباء وكيف يستل مخططات مليئة بالتفاصيل. بينيت في المعارضة، متحرر من المسؤولية ويمكنه أن يقول ما يخطر بباله. ايضا له لا يوجد علاج عجيب للفيروس، لكنه يتجول بلا توقف في ارجاء البلاد، وعلى الاقل يعطي الجمهور شيء ما ليتمسك به، مثل القادة في حرب يوم الغفران الذين قالوا للمقاتلين عبر اجهزة الاتصال “اصمدوا خمس دقائق اخرى”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى