ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – حل الازمة السياسية في اسرائيل يوجد تحت الاضواء

هآرتس – بقلم  الوف بن – 19/11/2020

” الاضواء مسلطة الآن علىحل الازمة السياسية في اسرائيل. وهو حل بسيط جدا حيث سيبقى ازرق ابيض مع الليكود والحكومة الحالية ستبقى على حالها بدون تناوب  “.

حل الازمة السياسية في اسرائيل يوجد تحت الاضواء وهو مدهش حقا في بساطته وفي منطقه الداخلي. وهاكم تلميح يفسد متعة العثور عليه: بنيامين نتنياهو وبني غانتس سيوقعان على اتفاق ائتلافي جديد يجمد الوضع القائم. “الاتحاد” بين الليكود وازرق ابيض سيستمر، لكن لن يكون تناوب على رئاسة الحكومة وكل واحد سيتمسك بكرسيه الحالي حتى فترة الولاية في تشرين الثاني 2023. الميزانية سيتم تمريرها، والتعيينات الاخرى الكبيرة ستوزع بين الكتل. نفتالي بينيت سيواصل جفافه في المعارضة والاحزاب الاخرى ستنشغل بخلافاتها الداخلية ولن تهم أي أحد.

مبررات “خطة التجميد” تقريبا مفهومة ضمنا. أولا، لا يوجد أي خلاف ايديولوجي بين الليكود وازرق ابيض. وزير العدل، آفي نسكورن، ابلغ رفيت هيخت وهيلو دلزار (13/11) عن تأييده لقانون القومية. وغانتس ووزير الخارجية غابي اشكنازي أيدا صفقة القرن للرئيس التارك ترامب والاتفاقات التي وقعها نتنياهو مع دول الخليج والسودان. جميعهم أيدوا حرب الاستنزاف الاسرائيلية ضد ايران وعمليات القصف في العمق السوري. ومن المعروف أنهما يؤيدان اجتثاث الكورونا والعودة الى النمو في الاقتصاد.

ثانيا، انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة يضع نتنياهو في موقف دفاعي سيحتاج فيه الى درع واق على شكل “حزب يسار – وسط”. واذا ذهب الى الانتخابات فهو سيحصل بعدها على بينيت كشريك وكقائد ايديولوجي للحكومة، والذي سيحرجه كل يوم بمطالبته بضم اجزاء من الضفة الغربية وبالبناء في المستوطنات وبقصف غزة وغيرها من اجل توريط نتنياهو مع الامريكيين. مع غانتس واشكنازي ونسكورن، الذين يتولون وزارات رئيسية، يوجد لنتنياهو مبرر جاهز لأي انتقاد من اليمين: هم لا يسمحوا لي بالضم أو البناء أو القصف. هم محكومون بادارة بايدن. نفس الامر في الجبهة الداخلية التي فيها بينيت واييلت شكيد سيزعجان نتنياهو بطلبات حول “اصلاح قضائي” والقضاء على المحكمة العليا. ومن الاسهل العمل مع نسكورن، الذي يحبط مسبقا أي تغيير في جهاز القضاء.

ثالثا، غانتس يتبين أنه شريك مثالي لنتنياهو. لأنه لا يوجد لنتنياهو، ومن المشكوك فيه أن يكون قد كان له حقا تطلعات لرئاسة الحكومة، واذا جرت الانتخابات فان هذا الطموح سيتبخر. واذا حصل على عدة مقاعد فهو سيغادر وزارة الدفاع والعمل المريح في مقر الكرياه مع الضباط والرتب العسكرية والنقاشات التي لا نهاية لها والقهوة السوداء. اشكنازي ونسكورن لن يعودا بعد الانتخابات الى وزارة الخارجية ووزارة العدل. هما يعرفان ذلك، لهذا سيواصلان كونهما عبدين ذليلين لنتنياهو، طالما أن السيد يقبل بهما، مع تهديدات فارغة ودورية بحل الحكومة كتعبير عن استيائهما من العبودية.

رابعا، غانتس بدخوله الى الحكومة استخدم خياره الاخلاقي: أن يبقي في الحكم المتهم بتلقي الرشوة والاحتيال وخرق الثقة، من خلال سرقة اصوات ناخبي ازرق ابيض والتنكر لما وعدهم به فيالجولات الانتخابية الثلاثة. هناك خيانة صغيرة اخرى فيها سيتنازل ايضا عن التناوب، لا يمكن أن تغير أي شيء في الصورة العامة لـ “رئيس الوزراء البديل”. غانتس سيقول إن “استقرار الحكومة” حيوي، بروح التصالح والوحدة التي يبشر بها بايدن، ومن المحظور تقسيم الشعب في انتخابات اخرى. واذا غضب غير الراضين في قائمته وحاولوا جره الى الخارج فان غانتس سينفصل عنه وسيبقى مع نتنياهو، مثلما فعل اهود باراك في تقسيم حزب العمل وانشاء قائمة “استقلال” قبل عقد.

لا يوجد أي سيناريو منطقي أكثر لترتيب الامور في النظام السياسي. الحكومة الاكثر سوءا في تاريخ اسرائيل ببساطة ستبقى على حالها وستنتظر لقاح الكورونا وستتابع عن كثب التقارير الواردة من المحكمة المركزية في القدس التي ستقرر مصير نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى