ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الوف بن – حزب الراية البيضاء ، غانتس استسلم بدون شروط لاستمرار حكم نتنياهو

هآرتس – بقلم  الوف بن – 20/3/2020

رئيس حزب ازرق ابيض حصل على التكليف من الرئيس وهو سيستغله لتشكيل حكومة برئاسة الشخص الذي وصفه بالفاسد، متخيلا تناوب لن يحدث. وفي المرحلة القادمة سيعمل نتنياهو على اقناع مندلبليت بأن ازمة الكورونا تقتضي الغاء محاكمته  “.

أول من قام بالتشخيص هو وزير الداخلية جلعاد اردان، الذي اجرى مقابلة في يوم الاثنين الماضي ووعد بأنه خلال 72 ساعة سيتم تشكيل حكومة طواريء برئاسة بنيامين نتنياهو. اردان كان دقيق تماما: مع مرور الفترة الموعودة، بالضبط، تبين أن رئيس ازرق ابيض، بني غانتس، مستعد للانضمام الى حكومة برئاسة نتنياهو. ليس فقط مستعد، بل متحمس، حتى بثمن حل المعسكر السياسي الذي شكله وتعهده بعمل شاق وقاده خلال ثلاث جولات انتخابية تحت شعار “تغيير الحكم”.

في المقابلة التي اجراها غانتس مع داني كشمارو في “اخبار 12” سمعت كل الشعارات المتوقعة في ظروف كهذه: الظروف تغيرت، الدولة في ازمة، الخيارات موضوعة على الطاولة، لن نجري مفاوضات علنية. وبترجمة الى العبرية – استسلام غير مشروط لاستمرار حكم نتنياهو، وخيانة لكل ما طرحه ازرق ابيض في السنة الماضية، وموافقة ضمنية لما يطرحه معسكر اليمين برئاسة نتنياهو. تفكيك الديمقراطية لصالح سلطة فرد أبدية. حزب الراية البيضاء، هذا هو الاسم المناسب منذ الآن للجسم السياسي برئاسة غانتس.

يمكن الافتراض بأن غانتس سيطلب وسيحصل على جائزة ترضية ما. أمس اعطى اشارة بأنه سيطالب برأس رئيس الكنيست يولي ادلشتاين ككبش فداء. ونتنياهو سيتنازل عن ادلشتاين بسهولة وسيرميه كعظمة صغيرة لغانتس. وستكون هناك ايضا وعود واتفاقات “مشمولة في تشريع غير مسبوق” للتناوب في قيادة الدولة بعد سنة أو سنتين. هل هذا صحيح. غانتس هو أول من أعلن بأن احتمالية أن ينفذ نتنياهو التناوب ويعطيه زمام الحكم تشبه احتمالية أن يقوم سانتاكلوز بالانضمام الى الحكومة. ولكن من يعرف، ربما ازمة الكورونا ستجعله بفضل الظروف يؤيد نتنياهو. لماذا نكون اشخاص يتمسكون بالصغائر مع غانتس؟ اذا كان من المسموح تخيل وحيد القرن والجنيات أو الصلاة من اجل قدوم المسيح، فمسموح ايضا تخيل تناوب مع نتنياهو.

هذا كان انتصار سريع، حتى بالنسبة للساحر السياسي نتنياهو. 17 يوم فقط بعد الانتخابات التي صوت فيها معظم الجمهور لانهاء حكمه، يقف رئيس الحكومة وحده فوق التلة ويسحق تحت اقدامه جثة ازرق ابيض السياسية. الحزب البديل تفكك في امتحانه الاول. والاجمل من ذلك هو أن غانتس أخذ من الرئيس التكليف لتشكيل الحكومة بدعم 61 عضو كنيست، وهو سيشكل حكومة، لكن برئاسة خصمه نتنياهو الذي وصفه امام الجمهور كشخص فاسد وغير اخلاقي. هذه المهزلة الكاملة لم يكن يتوقعها حتى نتنياهو المتحايل. هي حقا تفوق أي خيال.

وقد بقيت لدينا مشكلة اخرى وهي محاكمة نتنياهو وشريكيه في الجريمة نوني موزيس وشاؤول الوفيتش. وسائل الاعلام والرأي العام قاموا بنسيان القصة قليلا، لكنها تستمر في شغل نتنياهو. ويمكن التقدير بأنه سيتبع استراتيجية من مرحلتين. الاولى هي كسر البديل للحكم عن طريق ضم غانتس الى الحكومة. وبعد ذلك عندما تشتد ازمة الكورونا، وربما يكون ايضا ضحايا في الارواح، سيتم ثني المدعي العام افيحاي مندلبليت من اجل تأخير الاجراءات في المحكمة، بذريعة أن مصلحة الجمهور تقتضي وجود نتنياهو في قيادة الدولة. وها هم ايضا خصومه وافقوا على ذلك وجاءوا الى حكومته رغم لوائح الاتهام الثلاث.

مثل غانتس، ايضا المستشار القانوني، سيقول إن الظروف تغيرت وأنه امام خطر يهدد حياة الجمهور من المهم أن يكون نتنياهو قريبا من دفة القيادة، وأن لا يضيع أي وقت في الدفاع عن نفسه من الاتهامات بشأن تغيير العناوين في “واللاه”. موزيسوالوفيتش سيطلبان ايضا أن يتركوهم وشأنهم، اذا كان المتهم رقم 1 قد خرج بريئا.

أمر لا اساس له؟ خيالي؟ لا يخطر بالبال؟ بالضبط مثلما أن استسلام غانتس بدا كأمر لا اساس له قبل اسبوعين بعد أن تبينت انجازاته في الانتخابات. ولكن ما العمل؟ الظروف لم تعد مثلما كانت، وهي ستواصل التأزم وتبرير المزيد من الاضرار بالديمقراطية وسلطة القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى