ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الكسندر يعقوبسون – من جبال الالب في سويسرا الى ارض الواقع

 

هآرتس – بقلم  الكسندر يعقوبسون – 9/11/2021

 اذا اصبحت توجد هنا كونفيدرالية فان اسرائيل لا يمكنها تقييد عدد الذين يمكنهم الانتقال الى اراضيها “.

ما الذي بالضبط يقترحه من يتحدثون عن الكونفيدرالية كحل للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين؟ مبدئيا الكونفيدرالية هي اتحاد بين دول مع وجود مؤسسات مشتركة، خلافا للفيدرالية التي هي دولة واحدة مقسمة الى اقاليم يسود فيها حكم ذاتي. ولكن الآن لا يوجد في العالم أي كونفيدرالية واضحة. فكيان سياسي يعتبر نفسه هكذا يناسب هذا الوصف. سويسرا تسمى بصورة رسمية كونفيدرالية، لكنها دولة واحدة تتكون من كانتونات. الاتحاد الاوروبي يعتبره البعض كونفيدرالية، رغم أنه لا يعتبر هكذا رسميا. يمكن الافتراض أن من يتحدث عن الكونفيدرالية يقصد شيء يشبه سويسرا أو شيء يشبه الاتحاد الاوروبي. وعلى أي حال، بالنسبة لاسرائيل فان تسوية كهذه تعني أنه لن يكون لها أي سيطرة سيادية على حدودها مع شريكتها في الكونفيدرالية وعلى الهجرة منها.

من المعروف أن الحدود السيادية لا يجب أن تكون حدود مغلقة، لكن حق اتخاذ القرار حول هذه المواضيع يجب أن يبقى في أيدي اسرائيل. ومعنى دولتين سياديتين جارتين هو أن كل دولة تسيطر على الدخول اليها والهجرة منها. الكونفيدرالية التي فيها الطرفين يتنازلان عن هذا الحق يمكن أن تكون فقط بين دول لا توجد فيها فجوات في انظمة الحكم وجودة الحياة التي يمكنها أن تشجع الهجرة الجماعية باتجاه واحد. هذا صحيح ايضا عندما لا يكون هناك أي ادعاء من احد الطرفين بحق العودة الى اراضي الطرف الآخر.

قبل بضع سنوات تحدثت مع عضو كنيست اعتبر نفسه “يميني معتدل”. وقد قال لي بأنه يعارض اقامة دولة فلسطينية. سألته كيف حسب رأيه ستظهر في نهاية المطاف العلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين في المناطق. وقد اجاب بأنه خلافا لاوهام اليسار فانه لا توجد أي احتمالية لحل النزاع في المستقبل المنظور. ولكن في نهاية الامر هو يرى نوع من الكونفيدرالية، مثلما في سويسرا. “أنا لا اوافق على الابرتهايد”، أكد.

قلت له: لقد اعتقدت أنك يميني معتدل. ولكن تبين أنك يساري متطرف. فما تعرضه هو دولة واحدة، وهذه الدولة لن تكون اسرائيل. هذا حق زائد للعودة: الهجرة الى اسرائيل التي لن يكون لنا أي سيطرة على نطاقها. من الواضح أنه لا يمكن منع الانتقال من كانتون الى كانتون في سويسرا. أنت تريد الكونفيدرالية كي تقيد سيادة الدولة الفلسطينية، لكن في نفس الوقت هذا يقيد سيادة اسرائيل. واذا تم اضعاف المؤسسات المشتركة من اجل ضمان استقلال اسرائيل الفعلي، فان الدولة الفلسطينية ايضا ستكون مستقلة فعليا. هناك امر واحد مضمون وهو أنه اذا كانت هناك كونفيدرالية فانه لا يمكن منع انتقال الاشخاص من احد مكوناتها الى المكون الآخر. وقد اجاب بأنه يجب مناقشة هذه التفاصيل المهمة.

يوئيل زنغر ومني ماوتنر طرحا نموذج اكثر حذرا من الكونفيدرالية، الذي هو ليس دولة واحدة بالفعل. الاتحاد الاوروبي (“هآرتس”، 22/10). هما اقترحا ابقاء المستوطنين في الجانب الفلسطيني الذين يرغبون في العيش هناك كمواطنين اسرائيليين، “مثلما هو مسموح للفرنسيين بالانتقال الى ايطاليا لسنوات كثيرة، مع مواصلة بقائهم كمواطنين فرنسيين”؛ “في المقابل، عدد معين من اللاجئين الفلسطينيين سيعودون الى اسرائيل”، وهم سيبقون مواطنين فلسطينيين. ولكن الفرنسيين الذين ينتقلون الى ايطاليا مسموح لهم العيش هناك “ليس لسنوات كثيرة”، بل بقدر ما يريدون. بعد خمس سنوات سيتحولون، حسب قوانين الاتحاد، الى مواطنين دائمين. ليس لايطاليا حق في تقييد عددهم، وحرية الحركة واختيار مكان السكن في الاتحاد الاوروبي هي من المباديء الاساسية. بطبيعة الحال لا توجد هجرة جماعية من فرنسا الى ايطاليا، ايضا من دول اوروبا الشرقية الفقيرة لا توجد هجرة جماعية بالتحديد الى دولة في غرب اوروبا. واذا قمنا بتبني هذا النموذج هنا فسيكون للاسرائيليين الحق في الهجرة الى الدولة الفلسطينية، ولن يكون بالامكان تقييد هجرة الفلسطينيين الى اسرائيل بأي (عدد معين).

مسألة هامة هي كم هو عدد الاسرائيليين الذين سيرغبون في الهجرة الى الدولة الفلسطينية. على أي حال قلائل سيشككون بأن اسرائيل جذابة اكثر لهجرة عربية من جاذبية ايطاليا لهجرة فرنسية. الحديث لا يدور فقط عن احفاد اللاجئين الفلسطينيين وسكان المناطق. اسرائيل لن تكون لها أي طريقة لمنع سكان دول اخرى في المنطقة، من الفلسطينيين وغيرهم، من الانتقال الى الدولة الفلسطينية بنية الاستقرار في نهاية المطاف في اسرائيل. صحيح أنه حسب خطة زنغر وماوتنر فان هؤلاء الذين سينتقلون من فلسطين الى اسرائيل لن يصبحوا مواطنين اسرائيليين، لكن هل هناك أي شخص يصدق بجدية أنه سيكون بالامكان حرمان اولادهم الذين سيولدون في اسرائيل من الحصول على المواطنة الاسرائيلية؟. هجرة لا توجد عليها سيطرة ستغير طابع الدولة، ولن تمنع أي ترتيبات رسمية ذلك.

حسب زنغر وماوتنر فان الكونفيدرالية هي المخرج الوحيد المعقول في وضع فيه المستوطنات في الضفة الغربية حولت تقسيم البلاد الى دولتين الى أمر مستحيل. ولكنهما يقترحان ابقاء جزء من المستوطنين داخل حدود الدولة الفلسطينية. الآن هذا يبدو أمر مدحوض، لكن اذا كان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيصبح امكانية واقعية فان هذا الحل ايضا سيبدو حل عملي. عندها سيكون بالامكان تطبيقه بدون كونفيدرالية في اطار دولتين مستقلتين يمكنهما التعاون في مجالات مختلفة. لا يجب السماح للمستوطنات بمنع الاستقلال الوطني للشعب الفلسطيني، ويجب عدم التنازل بسببها عن الاستقلال الوطني للشعب اليهودي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى