ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم الكسندر يعقوبسون – سموتريتش ، هيا نتحدث لحظة عن الترانسفير الطوعي

هآرتس – بقلم  الكسندر يعقوبسون  – 19/8/2020

” اتركوا الاخلاق جانبا. إن فكرة أنه يمكن حل النزاع هنا عن طريق الترانسفير الطوعي للفلسطينيين تستحق ميدالية ذهبية في اولمبياد الاوهام”.

من الجدير أن نناقش لمرة واحدة بجدية فكرة الترانسفير الطوعي، الذي طرح مؤخرا مرة اخرى من قبل بتسلئيل سموتريتش في المقابلة التي اجرتها معه رفيت هيخت. سموتريتش دعا الى “تشجيع الناس على الخروج من هنا من أجل أن يبقى لدينا اغلبية يهودية”، وهذا “بواسطة محفزات اقتصادية وتعاون دولي”. في مجتمع محترم ليس من المعتاد التعامل بموضوعية مع افكار مثل هذه الافكار، خوفا من أن يمنح هذا التعامل الشرعية لها. هناك اساس للخوف. ولكن هناك ايضا ثمن للطابو. الكثيرون يعيشون مع الشعور بأن كنوز كبيرة تختبيء وراء هذا الباب المغلق. وهناك من يؤمنون بأنه هناك يختفي الحل السحري للمشكلة الصعبة التي تتمثل بالنزاع بين شعبين في بلد صغيرة واحدة. ونحن فقط، لشدة اخلاقيتنا، نمتنع عن تبني هذا الحل. ومن كثرة الاستقامة السياسية نمتنع حتى عن مناقشة هذا الحل. وحسب هذا المنطق، اذا فقط تولى الحكم اشخاص يظهرون التصميم المطلوب، فسيأتي منقذ لصهيون. لذلك، من الجدير أن نكسر الطابو لمرة وأن نناقش هذه الفكرة بحد ذاتها.

سموتريتش الذي يمتدح اليسار لأنه “دفع باسرائيل قدما الى مكان اكثر اخلاقية”، يعتقد مع ذلك بأن اليسار قد “أدمن على الاوهام”. وعن الاوهام في اوساط اليسار يوجد الكثير مما يمكن قوله. ولكن أي وهم اسرائيلي يمكنه التنافس مع الاوهام النقية لفكرة “الترانسفير الطوعي” مقابل دفعات (مع الغمز “للمزيد من” الوسائل لزيادة رغبة الفلسطينيين في الهجرة)؟ سموتريتش يقول إن تأييد هذه الفكرة لا يحوله الى شخص نازي. توجد في العالم امور كثيرة سيئة التي هي غير نازية. ولكن لا يوجد الكثير من الامور السيئة التي هي باطلة تماما مثل هذه الفكرة.

اذا وضعنا الاخلاق جانبا بشكل كامل، فان هذه الفكرة مشروطة بموافقة الدول العربية المجاورة أو دول اخرى من اجل أن توافق بوجود ملايين الفلسطينيين على اراضيها من اجل مساعدة اسرائيل على افراغ المناطق من العرب والسيطرة هناك بدون ازعاج. لنفترض أن اسرائيل، مقابل اموال طائلة، وتقريبا ايضا بمساعدة وسائل اقناع اخرى، ستجعل الملايين من الفلسطينيين “يرغبون في الهجرة”. هؤلاء الملايين لا يمكنهم المغادرة اذا لم يكن هناك من سيستقبلهم. لأن سموتريتش لا يعرض، في هذه الاثناء على الاقل، احتلال الاردن من اجل أن ينقل اليه سكان المناطق، مثلما تم طرد الى داخل المانيا المهزومة والمحتلة والعاجزة ملايين الالمان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (حتى لو قمنا باحتلال الاردن فمن الذي سيتجرأ بعد ذلك على الانسحاب من اراضي الوطن هذه؟ هل لن يفرض علينا واجب توطين هذه المناطق باليهود؟). أيضا لا يوجد هنا وضع فيه طرفان معنيان بـ “تبادل السكان” من اجل وضع حد للحرب والذبح المتبادل، مثلما حدث ذات مرة في النزاع بين تركيا واليونان. ويمكن القول بأن هذا ليس جيد بشكل خاص من جانب دول عربية لا تريد استيعاب ملايين الفلسطينيين من اجل حل مشكلة اسرائيل الديمغرافية. ولكن الحقيقة هي أنها لا تريد، ولا توجد أي وسيلة لاجبارها على فعل ذلك.

بالنسبة للنظام في الاردن، الذي من المشكوك فيه أنه يشعر بنقص شديد بالفلسطينيين في دولته، فان أي تعاون مع هذا البرنامج، أو مع أي برنامج يميني آخر، هدفه أخذ المناطق دون أن يأخذ سكانها – حلم اليمين السائد – يعتبر انتحار سياسي. اضافة الى ذلك، في اللحظة التي ستتبنى فيها اسرائيل هذه السياسة، ايضا هجرة الفلسطينيين من المناطق التي تجري اليوم – التي لا توجد فيها أي احتمالية لـ “اخفاء” ملايين الفلسطينيين – ستتوقف. ببساطة، سيتوقفون عن اعطاء تأشيرات الدخول للفلسطينيين. واي دولة في العالم لن تتعاون مع هذه السياسة. فهل يعتقد سموتريتش أنه يمكن اقناع كندا بأن برنامجها غير النازي لافراغ ارض اسرائيل من العرب جدير بالتعاون من جانبها؟ لا توجد مشكلة شرعية للانسحاب، لكن يصعب احتلالها. واذا كانت خطة ترامب يسارية جدا في نظر سموتريتش، وهو لم يكن مستعد للتعاون من اجل تنفيذها، فمع من ينوي التعاون في ايجاد “تعاون دولي” لتحقيق الترانسفير الطوعي.

ذات مرة، في نهاية عهد النظام الشيوعي في بلغاريا، قرر النظام بأن بلغاريا ستكون افضل بدون وجود الاقلية التركية الكبيرة التي كانت تعيش فيها. وقد كانت لدى الانظمة الشيوعية وسائل اقناع ناجعة جدا. وهي حتى لم تكن بحاجة الى أن تدفع للناس من اجل أن يهاجروا. جماهير الاتراك الاثنيين “اقتنعوا” بأنه يجب عليهم الهجرة الى تركيا. في البداية استقبلتهم تركيا بالترحاب من خلال تضامن تركي. ولكن سرعان ما فهم الاتراك بأن الامر يتعلق بخطة لبلغاريا من اجل تطهير الدولة من الاقلية التركية فيها. فقامت تركيا باغلاق الحدود. هكذا تم وضع حد لهذا المشروع الرائع، الذي ايضا من فكروا فيه كانوا يأملون بحل مشكلتهم الديمغرافية على حساب دولة مجاورة.

في طفولتي في دولة شيوعية اخرى انتشرت نكتة تقول ما هي الطريقة الاكثر نجاعة لالقاء القبض على نمر؟ الطريقة هي ببساطة شديدة: نقوم بامساك قط ونضربه الى حين أن يعترف بأنه نمر. سموتريتش يقترح القاء القبض على نمر واقناعه بأنه قط. هذا هو جوابه الفعلي والذكي على اوهام اليسار. ميدالية ذهبية في اولمبياد الوهم بالتأكيد يستحقها على هذه الفكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى