ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  اسرائيل هرئيل  – حماس انتصرت في القدس (بشكل عام)

هآرتس – بقلم  اسرائيل هرئيل  – 21/5/2021

” عندما سيتبين لحماس بأن اطلاق الصواريخ وتحريض عرب اسرائيل سيبعدها عن هدفها الرئيسي وهو السيطرة على الاماكن المقدسة، عندها ستتعلم الدرس وستتوقف عن مواصلة اطلاق الصواريخ علينا “.

في حروبها ضد حماس لم تضع اسرائيل في أي يوم اهداف ايديولوجية – استراتيجية. فقد اكتفت، في هذه المرة ايضا، بـ “اعادة الهدوء الى ما كان عليه”. هكذا، رغم الضربات القاسية الامر سيكون هكذا ايضا في هذه المرة. وبسبب املاءات حماس، لشديد الاهانة، الحرم مغلق أمام اليهود (لكن ليس امام المشاغبين العرب الذين يتصرفون فيه وكأنه ملك لهم) منذ يوم القدس. ونفس الشيء ينطبق على منع سكن اليهود في حي شمعون الصدّيق. حماس تدعي وبحق أنها حققت هدفها وهو الحفاظ على السيادة العربية في الحرم وفي شرقي القدس. هي فقط، وليس أي من حراس القدس “الرسميين” مثل السلطة الفلسطينية والاردن والسعودية والمغرب. هل يوجد انجاز استراتيجي أو سياسي أو معنوي اكبر من ذلك؟.

حماس ايضا تدعي، وبحق مرة اخرى، بانتصارات اخرى. فقد أشعلت الجمهور الفلسطيني في ارجاء فلسطين وفي العالم وطلبت منه، كما لم نعهد ذلك منذ العام 1949، الخروج ومحاربة معاناة شعبها المقموع. النتيجة هي أن المحتل الصهيوني وجد نفسه عاجز امام ابطال عكا واللد والرملة والنقب والجليل ووادي عارة. الشرارة التي انتظرها الفلسطينيون في الـ 73 سنة الاخيرة لن تخبو مرة اخرى. ولا يقل عن ذلك اهمية، أن حماس عمقت الشرخ في اوساط اليهود وزادت حدة الازمة السياسية وجعلت الكثير من اليهود الذين يحتلون مواقع نفوذ في السياسة والاقتصاد والامن ويخدمون في الدولة، بشكل خاص في وسائل الاعلام، يتماهون معها. 

بفضل حماس فقط، ولعار الدول العربية والسلطة الفلسطينية، فلسطين تشتعل. واليهود في حرج وينكرون كما هي العادة، الانجاز التاريخي للمقاومة العربية. بعضهم، وهذا ليس امر مفاجيء، يحملون انفسهم التهمة، الخوف والذعر اصابهم، في اللد والرملة قاموا بازالة المازوزة عن ابواب البيوت، الجيش يقوم بمنع الجنود غير الموجودين في الجبهة من ارتداء الزي الرسمي وحمل السلاح، وهناك سيارات عسكرية حظر عليها السفر في وادي عارة وفي شارع 443، والبدو يرشقون بالحجارة السيارات الاسرائيلية في شوارع جنوب فلسطين ومنعوا بشكل مؤقت دخول الطيارين الى قاعدة “نفتيم”.

حماس بدأت الحرب بهدف تحرير “الاماكن الاسلامية المقدسة” من ايدي المحتل اليهودي. وفي هذه الاماكن، ليس فقط في غزة، يجب هزيمته وتشكيل صورة انتصار. فقط ابعاد حماس، ومعها أي عنصر اسلامي آخر يسعى الى السيادة، عن الاماكن المقدسة سيصنع ذلك. مع ذلك، يجب على الدولة اليهودية التأكيد على أنها ستحافظ على حرية العبادة لليهود والمسلمين والمسيحيين في الحرم وفي أي مكان في ارض اسرائيل. هكذا فقط ستعيد لنفسها السيادة في عاصمتها. 

كما قلنا، اسرائيل لم تحدد (بسبب غياب الفهم والوعي، الامر الذي لم يخطر ببال القادة على الاطلاق) اهداف استراتيجية للمعركة. الواجب الاول على المستوى السياسي هو أن يزيل جميع العقبات التي فرضت على اليهود في عاصمتهم. أي أنه يجب السماح بحرية العبادة لليهود في الحرم وتعزيز، لا يوجد نقص في المرشحين، الحضور في الاحياء التي تقع داخل الاسوار، وبشكل خاص في الاحياء التي تقع وراءها مثل جفعات همتوس وجبل أبو غنيم. عندما يتبين لحماس بأن اطلاق الصواريخ وتحريض عرب اسرائيل يبعدها عن هدفها الرئيسي، السيطرة على الاماكن المقدسة، عندها ستتعلم الدرس. واذا لم نتصرف بهذا الشكل فهي ستستمر في السيطرة على عاصمتنا وفي شوارع البلاد ستستمر اعمال الفوضى على شاكلة اللد وعكا. وحتى لو وضع الجيش الاسرائيلي يده على محمد ضيف ويحيى السنوار فهذا سيكون شهادة انتصار كاذبة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى