ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم اسحق ليئور – لا توجد معارضة يهودية

هآرتس – بقلم  اسحق ليئور – 21/12/2020

اسرائيل كلها تحتفل بخراب القومية العربية، بما في ذلك القومية الفلسطينية، التي يقومون ببيعها الآن لشيوخ الخليج وكأنها فريق لكرة القدم. لا توجد معارضة يهودية واليسار لا يدرك ما الذي يجب أن يفعله الآن وهو تغيير شعارات السلام بشعار “السلام للاكواج والحرب ضد القصور”.

بنيامين نتنياهو اغلق الدائرة عندما التي بدأت باتفاق وايزمن – فيصل في 1919، برعاية دولة بريطانيا العظمى التي كانت تطمح الى السيطرة على العرب بواسطة الهاشميين من الحجاز (السعودية التي انتقلت الى حكم عائلة اخرى). الاتفاق “كان سابقا لعصره”. القومية العربية كانت جنين. وقد نمت ايضا من خلال المواجهة مع الامبراطورية وتركزت حول تهجير الفلسطينيين.

البريطانيون كانوا متعرجين في موضوع الصهيونية، لم يعرفوا اذا كانت قومية فلسطينية ستساعد في ضخ النفط أم ستضر بذلك. ولكن اليشوف اليهودي هب لخدمتهم. هذا هو التراث الصهيوني الاكثر ثباتا: الامبراطوريات سيتم استبدالها والخادمون سيبقون مع العقار: النفط.

الثورة الفلسطينية في العام 1936 – على خلفية الفهم بأن الصهاينة ينوون طردهم، “هل اخطأوا؟” – خلقت لليشوف اليهودي “فرصة”. لقد علمونا بأغنية “التندر يسافر” و”النسور”، حتى بطولة “فاينغيت” العنصري، مع كتابه المقدس، تم تخليدها. العملية الاولى التي شارك فيها محارب من الهاغاناة في قوة بريطانية كانت دورية في خط النفط الموصل – حيفا في منطقة كوكب الهوى. قصاص الاثر كان موشيه ديان. ايضا عز الدين القسام، زعيم الثورة في الشمال، قتلته قرب جنين دورية مشتركة.

الدولة تمت اقامتها، والنظام الاقطاعي في مصر سقط واسرائيل قامت بعمليات ارهابية داخل حدود الجمهورية الجديدة. بعد ذلك شاركت في غزو مشترك مع الامبراطوريات الآفلة، فرنسا وبريطانيا. وعندما تم اسقاط الملك الهاشمي في العراق في 1958 سمحت اسرائيل لقطار جوي بريطاني بالطيران في سمائها من اجل الدفاع عن الاردن الاقطاعية. ومنذ العام 1967 تعاونت اسرائيل مع الولايات المتحدة على تصفية الجمهوريات القومية – العلمانية في المنطقة.

جمهورية لا تعني ديمقراطية. ولكن الشعب في الجمهوريات هو السيد، وقد حظي فيها بالنفط الذي تم تأميمه، وحظي بالتعليم والاصلاح الزراعي واجهزة صحة. العراق قبل أن دمرته الولايات المتحدة كان الدولة العربية الاكثر تطورا. صحيح أن هذه الانظمة اعتمدت على الاتحاد السوفييتي وكانت فاسدة وغير ديمقراطية، لكنها لم تكن ضيع خاصة للشيوخ مع انظمة عبودية. لقد ارتفع صراخ الكثيرين عندنا حول الحرب الوحشية في سوريا، وصمتوا، بروح النفاق الغربية، حول موضوع تدمير اليمن على أيدي السعودية.

هذه هي قصة الكولونيالية الاسرائيلية. ستقولون: هي أكثر تعقيدا، بالتأكيد. ولكن اغلاق الدائرة الذي قام به نتنياهو، “سلام مقابل سلام”، يبرز مخطط هذه القصة، ولا يوجد مخطط آخر. اسرائيل، بما في ذلك هذه الصحيفة “اليسارية” تحتفل بخراب القوميات العربية. وآخرها القومية الفلسطينية التي تقع تحت الابرتهايد، يقومون الآن ببيعها للشيوخ وكأنها فريق اوروبي لكرة القدم. هكذا، صعد الخيار الاردني لبيرس الى الطابق العلوي. الفلسطينيون الذين بدأ قمعهم منذ اتفاق 1919 يوجدون الآن تحت ارهاب يومي وطرد كثيف، تتجاهله بشكل متعمد وسائل الاعلام.

لا توجد معارضة يهودية. المتظاهرون في بلفور والمحاصرين فيه هم جزء من تحالف كولونيالي: الفلسطينيون يمكنهم أن يتبخروا من ناحيتهم. الخطاب في القنوات يسمع كمحادثة في الطابور في صناديق المرضى. بؤس اليسار أكثر اقلاقا، وهو اليسار الذي لا يدرك ما الذي يجب فعله: القومية الفلسطينية هي حليفة للنضال. وقد حان الوقت لتغيير شعارات السلام بشعار “سلام للاكواخ، حرب ضد القصور” (اقتباس شعار جورج بخنر).

القومية العربية تم تدميرها ونفطها تم أخذه (ليس عبثا أن الدول التي كانت اكثر تدميرا هي العراق وليبيا). حلم التغرب لليهود يتحقق: لقد تم قبولنا. الامريكيون اعتبرونا جنود للابرتهايد، نذهب الى التسوق في دبي وبعد ذلك الى الحرب من اجل نفط ايران، الذي هو لب التوتر الجيوسياسي. هل يمكن أن تكون الامور بهذه البساطة في الغد؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى