ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أيال هاروفيني – هكذا تكشر إسرائيل عن أنيابها لسرقة أراضي الفلسطينيين

هآرتس  –  بقلم  أيال هاروفيني 3/5/2021

منذ أكثر من عقد وأنا أقوم بدراسة وقراءة ومشاهدة دلائل على عنف المستوطنين. هذا جزء من عملي، لكن لم أتصور أن أكون أنا نفسي من أضرب من قبل مستوطني “حفات معون”، شاعراً بالعجز وأتلقى اللكمات والركلات الوحشية على جسمي وأنا ملقى على الأرض. كل ذلك في واحدة من المذابح المتتالية التي أصبحت عادة، حيث العشرات منهم يصممون باستخدام الحجارة والعصي والسلاح الساخن، على المس بالمزارعين الفلسطينيين وكل من يتجرأ على محاولة الدفاع عنهم. وحضور نشطاء حقوق إنسان إسرائيليين إلى المكان والمس بهم، مثل البروفيسور دافيد شولمان، وهو الناشط الأقدم مني والذي أصيب وتركت على جسده ندب في هجمات سابقة، ساعد في نشر الحدث. ولكننا لسنا الأساس.

بعد يوم تقريباً اتضحت عدة أمور. أولاً، أن العفوية التي ميزت الحادثة والطريقة شبه المريحة في أن مستوطني “حفات معون” التي هي من البؤر الاستيطانية الأولى، يقومون بالتنكيل بالفلسطينيين. وروح “حفات معون” هي العنف كنهج حياة، ووسيلة لسرقة أراضي الفلسطينيين. لم يكن هناك شيء مفاجئ في المذبحة التي وقعت ظهيرة السبت الأخير، أو في عدم مبالاة الجيش. المنطقة مليئة بكاميرات الحماية لصالح الجيش والشرطة والإدارة المدنية، في كل مرة يقوم فيها فلسطيني بتحريك لبنة في بيته البائس. مع ذلك، اضطر نظيري غاي إلى التوسل للجيش والشرطة ليأتيا إلى المكان.

بعد عشر دقائق وصلت سيارة عسكرية ووقفت على بعد 200 متر من مكان الحادثة، نزل جنديان منها وشاهدا ما يحدث، بعد ذلك ساروا بهدوء وكأنهم في طريقهم إلى الاستجمام وليس إلى حدث عنيف ودامي، الذي وبتدخل معجزة لم ينته بإلحاق الضرر بالأرواح (فلسطيني واحد أصيب برأسه بسبب حجر، وتم ضرب آخرين بالعصي، وتضررت على الأقل خمس سيارات). وقد جاءت سيارات عسكرية أخرى، وكل ما فعلته هو إطلاق عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع وعدد من قنابل الصوت التي وجهت بالطبع نحو الفلسطينيين الهاربين. ولا أحد من الجنود حاول وقف أو اعتقال المستوطنين المشاغبين. يعرفون كيفية وقف واعتقال نشطاء حقوق الإنسان، لكنهم أدركوا أن وظيفتهم خدمة المستوطنين.

جاءت الشرطة إلى المكان، كالعادة، عندما انتهت الحادثة. وتعاملت بعدم مبالاة مع ما يحدث. حاول الضابط المسؤول التقليل من خطورة الحادثة والقول إن الرصاصات التي سمع صوتها (ميخال حاي، وثقت أحد المستوطنين وهو يركض ويحمل مسدساً، ومستوطناً آخر يحمل بندقية إم16)، كانت من خيالنا. لم يحاول أحد رجال الشرطة أخذ شهادات من الفلسطينيين أو من النشطاء الإسرائيليين. من ناحية الشرطة، إلى حين يقدم الفلسطينيون ونحن شكوى لشرطة “كريات أربع”، فإن الحدث بالنسبة لهم لم يحدث. حتى الآن لم يتم اعتقال أي مستوطن، بل ولن يحدث هذا وفق تجارب سابقة.

قامت الدولة منذ فترة بخصخصة تطبيق سياسة سرقة المزيد من أراضيهم الفلسطينيين، حقل زيتون آخر وبئر مياه أخرى، ونقلت المهمة إلى عصابات مستوطنين مشاغبين. الجميع، الجيش والشرطة والمستوطنون، يقومون بدورهم مثل بيادق في منظمة جريمة منظمة، التي هدفها السامي تمكين الدولة من الاستمرار في سرقة أراضي الفلسطينيين والقمع. هذه الجريمة المنظمة ليست خاصة بمحيط “حفات معون”، إنما تحدث كل يوم في جنوب جبل الخليل، وفي غور الأردن وحول عشرات مزارع الرعاة المقامة في أرجاء الضفة الغربية في السنوات الأخيرة. هذا هو الأساس.

وثمة حقيقة أخرى تتمثل بأن المستوطنين أنفسهم عملوا بوجوه مكشوفة، وبملابس يوم السبت وبدون محاولة لإخفاء وجوههم مثلما يحدث عادة في فترات مشابهة. أدركوا روح العصر، الذي أصبح فيه أتباع كهانا عزيزين على رئيس الحكومة وضيوفاً مرغوباً فيهم في استوديوهات الراديو والتلفاز. اثنان منهم حتى الآن قاما بضربنا أنا وشولمان لأننا حملنا كاميرات ورفضنا التنازل عنها. معظم المشاغبين تم توثيقهم، بما في ذلك أحد الأشخاص الذين هاجموني. يمكنني أيضاً أن أشخص الثاني. ولكن لماذا أضيع وقتي في شرح الإحصائيات الفاشلة لشرطة شاي (يهودا والسامرة)؟ هل قام رجالها باعتقال أحد من الذين هاجموا الحاخام اريك أشرمان؟

بإعادة صياغة أقوال الحاخام أبراهام يهوشع حيشل، فإن الكثيرين، الكثيرين جداً، مذنبون بارتكاب هذه الجريمة المنظمة. جميعهم مسؤولون عنها، لكن قلائل، قلائل جداً، يحاولون منعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى