ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أور كشتي- نصف ابناء الشبيبة المتدينة : يجب حرمان العرب من حق الانتخاب

هآرتس – بقلم  أور كشتي – 19/2/2021

بحث شامل تم اجراءه في الجامعة العبرية يظهر أن أبناء الشبيبة في اسرائيل لديهم مواقف نمطية سلبية تجاه مجموعات اخرى. وقال الباحثون بأن وزارة التعليم يجب عليها الكف عن التجاهل “.

حوالي نصف أبناء الشبيبة المتدينة يؤيدون حرمان العرب من حق الانتخاب. مستوى الكراهية في اوساط الاصوليين للعرب هي الاعلى التي سجلت من بين المجموعات الاجتماعية المختلفة، حوالي نصف ابناء الشبيبة العرب لهم مواقف نمطية سلبية من الاصوليين، في حين أن العلمانيين يشيرون بشكل اساسي الى تعاطف منخفض مع مجموع المجموعات، الامر الذي يشير الى انغلاق داخلي. هذا ما يتبين من بحث واسع النطاق اجري في الجامعة العبرية، ويرسم بوضوح “خارطة الكراهية” في اسرائيل. هناك فوارق واختلافات مهمة في مظاهر الخوف، الاشمئزاز أو التجاهل لاعضاء المجموعات المختلفة الواحدة للاخرى. ولكن لا أحد يستثنى منها.

“أبناء الشبيبة يعبرون عن رؤية نمطية سلبية، مشاعر سلبية صعبة ورغبة قليلة في أن تكون لهم علاقة مع المجموعات التي تعتبر الأكثر بعدا، هكذا جاء في التقرير الذي دعا الى معالجة فورية لـ “عدم التسامح والكراهية ورفض من يسميه أي واحد من أبناء الشبيبة كمختلفين عنه”. العنوان المطلوب لتوجيه الدعوة هو وزارة التعليم. واحتمالية أن تتعافى هذه الوزارة وأن تدفع قدما بسياسة لتعليم من اجل حياة مشتركة، ضعيفة.

مركز “اكورد” الذي أجرى البحث وهو يعمل في اطار الجامعة العبرية، يستخدم العلم وأدوات من مجال علم النفس الاجتماعي من اجل الدفع قدما بتغيير اجتماعي. قبل ثلاث سنوات بدأوا هناك بالبحث في مسألة كيف يمكن ايجاد بنية تحتية مشتركة، بنية تحتية تتغلب على الهيكل  المنفصل لنظام التعليم – قطاعات، تيارات واقسام فرعية – الذي يحافظ على الانقسام الداخلي ويقود الى وضع فيه معظم الطلاب تقريبا لا يلتقون مع أبناء جيلهم من مجموعة اجتماعية أو عرقية اخرى. اضافة الى ممثلي مقر الرئيس وجهاز الاكاديميا وجهاز التعليم في كل التيارات، شاركت في النقاشات ايضا شخصيات رفيعة في وزارة التعليم. النتيجة كانت نموذج يحدد التصورات والمواقف التي يجب أن يتبناها خريجو نظام التعليم لصالح الامكانية المتزايدة لاستمرار علاقات متساوية ومتسامحة ومحترِمة بين المجموعات المختلفة.

“شخصية البالغ” التي تمت بلورتها غير بديهية. أحد المكونات يحدد، مثلا، أن الطالب يجب أن يكون “حساس لعدم المساواة الاجتماعية والهيكلية” و”العمل بشكل فعال لتقليل عدم المساواة أو الظلم”، الموجهة ضد مجموعات مختلفة. مكون آخر يضع له هدف وهو “استعداد ودافعية لتقارب اجتماعي في أطر الحياة المختلفة مثل السكن والعمل والثقافة وغيرها، مع اصدقاء في مجموعات اجتماعية اخرى”؛ وهذه عملية تقتضي من المدارس أن “تقوم باعداد الخريج” بواسطة المعرفة والمؤهلات والدافعية “للعيش في بيئة متنوعة”. في المناخ الحالي الذي يؤثر على وزارة التعليم ويتأثر منها، فان هذه الاهداف هي على شفا الانكار، وتظهر روح مختلفة عن التي اعتادت الأذن على سماعها من وزراء التعليم في السنوات الاخيرة (نفتالي بينيت قام بتجميد مبادرة مشابهة طرحها في حينه البروفيسور عامي فلنسكي، الذي شغل منصب العالم الرئيسي في الوزارة في حينه؛ ومع من جاءوا بعده كان الوضع كانت هناك اشياء أقل يمكن التحدث عنها)، ربما يكون هذا ايضا السبب في أنه تم الحفاظ على النموذج بسرية. على اساسه بني فيما بعد “مؤشر الشراكة”، الذي كشف هنا للمرة الاولى، والذي فحص علاقة أبناء الشبيبة في المجموعات المختلفة في المجتمع تجاه نظرائهم من المجموعات الاخرى.

عن الاستبيان الذي وزعه اعضاء “اكورد” اجاب حوالي 1100 من أبناء الشبيبة في اعمار 16- 18، عينة تمثل القبائل المختلفة، العلمانيون والمتدينون والاصوليون والعرب. البيانات تم جمعها في اشهر ايار – تموز 2020، بين الاغلاق الاول والثاني. وتوزيع الاستبيانات في ذروة الاغلاق الثالث، الذي اوضح ابعاد القبلية، كان يمكن أن يؤدي الى نتائج اكثر صعوبة. المؤشر الكامل سيتم نشره في اجتماع عبر الانترنت، والذي سيفتتحه رئيس الدولة رؤوبين ريفلين في يوم الثلاثاء القادم.

من المؤشر يتبين أن نسبة كبيرة من أبناء الشبيبة لديهم مواقف نمطية سلبية – اشخاص “لا يتحلون بالودية، وليست لهم مؤهلات أو ذوي قدرات محدودة – تجاه مجموعات اخرى: حوالي 60 في المئة من من ابناء الشبيبة الاصوليين، و40 في المئة من الشبيبة المتدينة، ينظرون بهذه الصورة الى العرب، وحوالي نصف أبناء الشبيبة العرب يتبنون هذه المواقف تجاه الاصوليين. في كل قبيلة تبرز الانماط السلبية تجاه قبيلة اخرى. في الحالة العلمانية يدور الحديث عن المجموعة الاصولية (35 في المئة).

العرب هم المجموعة التي تجاهها يظهر أبناء الشبيبة اليهود – علمانيون ومتدينون واصوليون – مشاعر الخوف والكراهية الاقوى (24 في المئة، 42 في المئة و66 في المئة على التوالي). ولكن فحص معمق اكثر يظهر أن مستوى الكراهية في اوساط العلمانيين والعرب كان نسبيا منخفض و”انتشر” بين باقي المجموعات. في المقابل، لدى الاصوليين، وبدرجة معينة ايضا لدى المتدينين، هو مرتفع، ومركز تجاه العرب. على خلفية حقيقة أنه بشكل عام يمتنع الاشخاص عن الابلاغ عن مشاعر كراهية في الاستطلاعات، فان نسبة عالية بهذا القدر “يمكن أن تدل على أن اظهار الكراهية يعتبر معيار اجتماعي مقبول”، كتب في البحث.

في مركز “اكورد” ارادوا فحص الى أي درجة ابناء الشبيبة حساسون تجاه عدم المساواة. “مجتمع غير مساواتي هو مجتمع فيه لا يمكن أن تكون شراكة حقيقية بين المجموعات”، كتب في التقرير. وهذا ينعكس في دعم قيم الديمقراطية التي “تهدف الى ضمان حقوق متساوية لكل فئة اجتماعية”، مثلا، حق التصويت لكل مواطن. 49 في المئة من ابناء الشبيبة المتدينين و23 في المئة من ابناء الشبيبة العلمانيين يؤيدون حرمان العرب من هذا الحق (لاسباب تقنية ابناء الشبيبة الاصوليين لم يتم سؤالهم هذا السؤال). ابناء الشبيبة المتدينين ايضا اظهروا درجة الموافقة الاكثر انخفاضا للمبدأ الذي يقول إن الاقلية تستحق حقوق متساوية مع الحقوق التي تحصل عليها الاكثرية.

التصورات والمواقف بين المجموعات يتم التعبير عنها بالرغبة في التعرف على اعضاء المجموعات الاخرى والالتقاء معهم. البيانات واضحة: ابناء الشبيبة العلمانيون والعرب هم الاكثر حبا للاستطلاع، والاصوليون هم الاقل. شبيها بذلك، لا يوجد في اوساط الاصوليين تقريبا أي استعداد للالتقاء مع العرب، ولدى المتدينين هذا الاستعداد منخفض جدا. من سؤال آخر يتبين أن العلمانيين هم المجموعة الوحيدة التي اظهرت الرغبة العالية نسبيا لتحسين العلاقات بينها وبين المجموعات الاخرى.

البحث فحص ايضا رأي ابناء الشبيبة حول اعطاء موارد لمجموعات مختلفة لصالح مواجهة ازمة الكورونا. حسب من قاموا بالبحث، هذا تفكير غير متحيز ولا يتم توجيهه من قبل الكراهية الخوف، يمكن التعبير عنه بدعم التوزيع العادل للموارد أو اعطاء مساعدة اكبر للمجموعات التي تضررت بصورة اكبر. يصعب أن تجد اشارات على ذلك في البيانات. لا توجد مجموعة لا تؤيد تخصيص متساو أو اعطاء مساعدة اكبر لمن هو بحاجة اليها. مع ذلك، في اوساط العلمانيين والعرب الفجوة في تأييد تخصيص الموارد بين المجموعات المختلفة أقل نسبيا؛ في حين لدى الاصوليين والمتدينين فقط قلائل يؤيدون تقديم المساعدة للعرب، ربما كـ “نوع من وسيلة للعقاب” لمجموعات تعتبر مهددة اكثر، كتب الباحثون. وحسب اقوالهم “الجهود المبذولة لتقليل المشاعر السلبية بين المجموعات وتحسين المواقف المتبادل مهم ليس فقط كهدف قيمي، بل ايضا للمنعة الاجتماعية في زمن الازمة”.

فتحة للأمل

من بين “القبائل الاربع” ابناء الشبيبة الاصوليين والعرب يظهرون النظرة الاكثر سلبية أحدهما تجاه الآخر. في اوساط هاتين المجموعتين تبرز “النماذج الاكثر سلبية لغياب التسامح والاستعداد للتقارب وادراك عدم التوازن بالنسبة للمجموعة الاخرى”، هكذا يلخص البحث. مع ذلك، من مقارنة البحث الاخير مع البحوث التي اجريت في الاعوام 2018 و2019 (التي لم تشمل ابناء الشبيبة الاصوليين) يظهر أمل صغير: تحسن معين سجل في عدد من معايير التسامح والاستعداد للالتقاء.

“أحد الامور التي يمكن تعلمها من علم النفس الاجتماعي هو أن تغيير التصورات والمواقف لا يمكن أن يقتصر على الجوانب العاطفية والدفع قدما بالتسامح، بل يجب أن يتضمن نضال حقيقي من اجل تحقيق المساواة. هاتان قناتان متوازيتان ومحظور التنازل عن احداهما”، قال البروفيسور عيران هلبرن، مؤسس مركز “اكورد” وأحد الرؤساء فيه. “في اسرائيل أن تكره الآخر هذا جيد. هذا هو المعيار الدارج”، قال واضاف “من هذه الناحية نحن نسبح ضد التيار بصورة واضحة. هناك رجال تعليم، حتى في التعليم الرسمي يدركون ذلك، وهم قلقون من مستوى الكراهية. من أجلهم أنتجنا لغة وايضا أدوات للتغيير”.

في موازاة بلورة “شخصية البالغ” وتطوير المؤشر، فان المركز يرافق في السنوات الثلاثة الاخيرة نحو 20 مدرسة في ارجاء البلاد (تابعة للتيار الحكومي، اليهودي والعربي، والديني – الرسمي. فقط واحدة من هذه المدارس هي اصولية)، يرافقها ببرامج مصممة خصيصا لتعزيز التعايش، وتشمل تحديد المواقف وتطوير المضامين وتوجيه الطاقم. هذا حتى ليس نقطة في بحر، وايضا هذا الامر يحاط بغلاف من السرية. في تل ابيب يشارك في المشروع حوالي 15 مدرسة، اساسية وثانوية، الى جانب “مجموعات معلمين” يشارك فيها حوالي 100 من رجال التعليم، بتمويل بلدي بمبلغ 200 ألف شيكل في السنة.

“قبل خمس سنوات اجرينا استطلاع في اوساط ابناء الشبيبة والمعلمين حول مواقفهم تجاه مجموعات سكانية مختلفة وجوانب من الديمقراطية”، قالت شيرلي ريمون بركة، مديرة ادارة التعليم في البلدية. النتائج اظهرت عدم معرفة جوهري، خوف من مجموعات غير معروفة ودرجة غير قليلة من الآراء المسبقة. منذ ذلك الحين قمنا ببناء بنية تحتية بلدية للغة والبرامج والمتابعة المهنية من اجل أن لا يكون مفهوم “تعايش” فقط شعار أو حلم. وحسب اقوال المدير العام لمركز اكورد، رون غرلتس، فان نتائج المؤشر القاسية تجبر “وزارة التعليم بالكف عن التجاهل والبدء في مواجهة المستويات العالية لعدم التسامح والكراهية والعداء بين المجموعات المختلفة في المجتمع الاسرائيلي. المسؤولية ملقاة على الوزارة عن تطوير واستيعاب برامج تعليمية لتعليم الشراكة والاهتمام بأن يكون التعليم للشراكة والتعايش جزء لا يتجزأ من كل البرامج التعليمية، مثل تدريب المعلمين واعطاءهم دورات اثناء الخدمة وتخصيص موارد كبيرة لهذا الغرض. هذا الامر حاسم بالنسبة لمستقبل المجتمع في اسرائيل”.

في وزارة التربية والتعليم قالوا ردا على ذلك بأنهم لا يعرفون عن المؤشر وفضلوا عدم التعقيب على هذه الامور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى