ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أور كشتي  –  الموساد والشباك يشاركان في برنامج لتأهيل  تلاميذ ثانوية لتطوير سلاح تكنولوجي

هآرتس – بقلم  أور كشتي  – 16/1/2022

” المشاركة في البرنامج ستستمر حوالي 12 سنة وستشمل دراسة في مدرسة داخلية والحصول على لقب أول في التخنيون وست سنوات خدمة في الجيش. خبراء يحذرون من “استخدام الاطفال والفتيان في امور عسكرية” “.

في وزارة الدفاع وفي وزارة التعليم اطلقوا مؤخرا برنامج جديد للمتميزين، قبل حوالي اسبوعين قاموا ايضا بأمسية تسويق اولى للبرنامج. أحد المتحدثين الاوائل الذين ظهروا في الحدث كان ايرز، رئيس قسم في الموساد. “دولة اسرائيل بحاجة الى جنود جيدين وبحاجة الى تفوق تكنولوجي. ليس لدينا خيار: نحن يجب علينا أن نكون في المكان الاول. المكان الاول والثاني على منصة التتويج – لا يكفي”، قال ذلك من خلف ستارة مظللة. برنامج “اودم” يسعى الى تجنيد فتيان ابناء 14 – 15 سنة لمسار طويل المدى – دراسة في مجالات الهندسة وخدمة عسكرية في وحدات التكنولوجيا التابعة للموساد والشباك والجيش. اولئك الذين سيندمجون في الوحدات، اضاف ايرز، سيحظى بـ “تأثير عظيم”. حسب قوله “القليل من الاشخاص يفعلون الكثير جدا. لذلك، من المهم لنا تعظيم ذلك، اليوم لا نتحرك بدون مهندس”. 

الخطة تمتد على مدى 12 سنة وتشمل دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة داخلية في كتسرين، والحصول على لقب في الهندسة الكهربائية في التخنيون وخدمة عسكرية تبلغ ست سنوات. في الاسبوع الماضي بدأت التصنيفات، لفتيان وفتيات في الصف العاشر. الدورة الاولى، مع حوالي 40 طالب، ستبدأ في السنة الدراسية القادمة. عدد من المفاهيم الاساسية تكرر ظهورها في امسية التسويق لدى متحدثين مختلفين: “قيادة تكنولوجية”، “برنامج نخبة”، “تعظيم الامكانية الكامنة الذاتية” ووعد بأن اودم “سيساعدكم في أن تكونوا الطبعة الافضل لانفسكم”. هذه ايضا صيغة الدعاية للبرنامج الذي يظهر في الشبكات الاجتماعية. 

هدف المشروع أو مجالات الدراسة فيه لم تذكر في امسية التسويق، ايضا موقع الانترنت التابع للبرنامج لا يضيف تفاصيل. اشارات يمكن أن تجد بالتحديد في الدعوة التي نشرت قبل سنتين تقريبا للترشح لادارة البرنامج. سوية مع شركة رفائيل وجهات اخرى لم يتم ذكرها، كتب في الدعوة بأن البرنامج سيركز على تطوير “انظمة مستقلة ذاتيا”.

نقاشات فيما يتعلق باستخدام السلاح والتي يمكنها اختيار ومهاجمة اهداف دون تدخل بشري في الوقت الحقيقي، وكذلك ايضا حول مسألة هل يجدر أن يرسل الى هناك كذلك فتيان، تم ابعادها الى الهامش. “روبوتات – مقاتلة يمكنها أن تكون اشياء وحشية. مطلوب مستوى عال من التفسير البطيء من اجل تطويرها. إن اغلاق اشخاص داخل مدرسة داخلية بعيدة سيخلق المناخ المناسب، الذي يوفر علينا اسئلة زائدة أو اعتماد على منظومات مدنية”، قال البروفيسور يغيل ليفي من الجامعة المفتوحة والذي يبحث في الجوانب الاجتماعية والسياسية للجيش. حسب رأي الدكتور نتالي دودزون من كلية الحقوق في جامعة تل ابيب فان البرنامج هو “صيغة اكثر تطور ودقة للاستخدام العسكري بالاطفال والفتيان”.

في وزارة الدفاع رفضوا الانتقاد وارادوا ابراز منظومات مثل “القبة الحديدية” و”معطف الريح” و”هناك مكان واسع للانشغال باخلاقيات منظومات مستقلة ذاتيا”، ورد. “حسب رأينا هذه اليوم اصبحت تنقذ الحياة ومن شأنها أن تنقذ الكثير من الاشخاص من اوساط مقاتلينا، مع الانتصار على العدو بأقل عدد من الخسائر من جانبنا وأقل عدد من الاصابات في اوساط الاشخاص الذين ليست لهم علاقة”. في وزارة التعليم، التي كما يبدو هي شريكة مساوية، اختاروا الاحتفاظ بالصمت. 

المخفي اكثر من المكشوف

“اودم” تم تضمينه في البرنامج الحكومي لتطوير هضبة الجولان، الذي عرض قبل حوالي ثلاثة اسابيع في جلسة عقدت في كتسرين، لكن العمل عليه بدأ قبل بضع سنوات. المشروع يقاد من قبل “ادارة الابحاث وتطوير الوسائل القتالية والبنية التحتية التكنولوجية في وزارة الدفاع”، بمساعدة قسم الموهوبين في وزارة التعليم. في امسية التسويق ذات العلاقة تحدث رئيس البرنامج، رونين كيدار، بأنه للوزارتين الحكوميتين انضم ايضا، “بشراكة وبتوجيه”، الجيش الاسرائيلي والشباك والموساد والصناعات الامنية الرائدة وصناديق وهيئات خاصة. تدخل جهات امنية في منظومة التعليم غير جديد، من نشاطات الجدناع وحتى تشكيل الدراسات العربية، لكن تعاون معلن مع الشباك والموساد ما زال يعتبر أمر فريد. ايضا تدخل منظمات خاصة في المدارس هو أمر مختلف عليه. في وزارة الدفاع رفضوا اعطاء تفاصيل حول الهيئات الاخرى، العامة والخاصة، الشريكة في البرنامج.

البرنامج الجديد انبثق عن برنامج المتميزين “تلبيوت”، القائم اليوم في الجيش، لكن خلافا عنه وعن مسارات احتياطية اخرى، منسوب الدخول تم تقديمه الى الصف العاشر، (التصنيفات تم تبكيرها). المرحلة الاولى ستستمر حتى الصف الثاني عشر وستجري في المدرسة الداخلية في كتسرين. الطلاب سيدرسون للحصول على شهادة بغروت كاملة، كما يبدو مع التأكيد على الجانب العلمي، وأن دورات اكاديمية سيقوم بتقديمها التخنيون، التي تعادل السنة الاولى في لقب الهندسة الكهربائية في تلك المؤسسة الرفيعة. الثلاث سنوات القادمة في اطار الاحتياط العسكري ستكرس لاستكمال اللقب الاكاديمي وستعقد في التخنيون وفي كتسرين. بعد ذلك سيخدم من تخرجوا من البرنامج حوالي ست سنوات في “الوظائف المهمة جدا في الجيش الاسرائيلي وفي الشباك وفي الموساد”، كما حدد ذلك كيدار.

“اودم هو برنامج يساعد الفتيان والفتيات في الصف التاسع ليكونوا النسخة الافضل لانفسهم”، قال كيدار في امسية التسويق. وقد فصل طوال دقائق طويلة مجمل الافضليات: مسار تعليم شخصي (يستهدف في الحقيقة الحصول على لقب في الهندسة الكهربائية، لكنه يمكن من الحصول على “دورات وتجارب من عوالم مضمون اخرى”)، طاقم كبير، الذي سيدعم التعليم في المرحلة الثانوية والتخنيون، سيرافق بصورة دائمة اثناء الخدمة العسكرية (الالزامية والثابتة) ومساعدة بعد انتهاء البرنامج بواسطة شبكة من الخريجين – كل ذلك بالمجان وبدون ارتباط بمنطقة السكن أو الخلفية الاقتصادية – الاجتماعية أو مدفوعات الآباء. “لقد ازلنا كل العقبات من اجل أن نعطي كل واحد وواحدة فرصة للصعود الى القطار”، قال. 

تماشيا مع جمهور الهدف، كيدار وصف الحرم الجامعي في كتسرين بأنه خليط بين مدرسة هاري بوتر هوغفارتس ومسلسل الشباب “الدفيئة”. “لا تضيعوا فرصة تشكيل مستقبلكم مثلما كنتم تريدون”، أكد. تسويق البرنامج الجديد يمر، ضمن امور اخرى، بطريق رفض الاطر القائمة. “ليس دائما توجد فرصة للازدهار”، شرح كيدار لمستمعيه. “أنتم تدرسون الآن في صف فيه 30 – 40 طالب. لدينا يوجد لكل واحد مسار خاص به”. مع مرافقة دائمة لـ “معلمين – مسؤولين يبعثون الالهام”. ياعيل، وهي الآن طالبة في “تلبيوت”، تحدثت عما عانته في الدراسة. “شعرت بأن جهاز التعليم لا يستثمر بي ما يكفي ولا يقدم الرد على ما احتاجه. لقد خجلت من القول بأنني حصلت على علامات جيدة”، قالت واوصت بـ “الاستماع بشكل جيد جدا للامكانيات التي يطرحها برنامج اودم”. رسالة كيدار للاباء كانت مشابهة: المشروع هو “الغلاف الافضل لتحقيق الامكانية الكامنة لدى اولادكم”.

من ناحية وزارة الدفاع فان عملية – نمو كهذه ممكنة فقط في اطار بعيد عن العائلة والمجتمع. “يجب تغيير النظرة للمدارس الداخلية”، اقترح كيدار على الآباء. “من المهم لنا أن تكون العلاقة مع العائلة جيدا وأن يكون الوالدين ايضا مشاركين، لكننا نريد تمكين الطلاب من الفهم والاستغراق في هذه التجربة”. المدرسة الداخلية هي “ارض رائعة فيها كل عمليات التطور التي نريد أن نقودها مزدهرة”، اضافت مستشارة البرنامج، ايدا كدوش. وحسب قولها فان هذه الاجراءات تقتضي الوقت والعيش معا و”يكون من الصعب الدخول الى الجو اذا كنا مشغولين بالسفر والعودة الى البيت”. “هذه ليست مدرسة داخلية عسكرية أو مؤسسة مغلقة، بل هي مدرسة داخلية نريد أن نكون فيها”، قالت. 

عملية التصنيف من شأنها أن تستمر نصف سنة. بعد مرحلة العثور على الطلاب (الرسائل القصيرة التي تم ارسالها للآباء من قبل الوزارة ونشاطات في الشبكة الاجتماعية وغيرها) ستعقد اختبارات معرفية ومقابلات شخصية ودورة في الجامعة المفتوحة، والذروة “سلسلة تصنيف لثلاثة ايام تحاكي الحياة في المدرسة الداخلية”. 

طوال اجتماع الدعاية، كيدار والمتحدثون الآخرون لم يقدموا أي تفاصيل عن “الوظائف المهمة” التي تنتظر خريجي المسار في قوات الامن. ايضا الصفحة الرئيسية في موقع الانترنت للبرنامج لا تذكر أبدا الخدمة العسكرية، بل تركز على عرض مليء بالشعارات عن مدرسة نموذجية، الفجوة بين الاطراءات الذاتية لـ “برنامج وطني اختراقي” وبين غياب أي تطرق للجوانب الامنية للمشروع، ذكر أحد الآباء بالقصة المشهورة (لكن كما يبدو غير الحقيقية) عن موافقة طلاب في التخنيون على تخطيط انبوب لنقل الدم من حيفا الى ايلات. 

وقد اوضحت دعوة لتقديم مقترحات للمشروع نشرت قبل سنتين بأن هذا كان في المقام الاول برنامج امني لـ “تدريب اكاديمي وعسكري وتكنولوجي استثنائي”. مطالب الوظيفة تشمل ضمن امور اخرى “توق للقيام بعمل قيمي، تعليمي وامني مهم”، “تجربة سابقة في قيادة هيئة امنية أو تعليمية”، وبالطبع “سرية امنية مناسبة”. كيدار، الذي قال بأنه عمل في السابق قائد لسرب في سلاح الجو وقائد لقاعدة تدريب “تلبيوت”، وجد مناسب. في محاولة كما يبدو للهرب من أي سياق عسكري، طرح نفسه كـ “مدير للبرنامج”، لكن ربما أن لقب قائد هو ملائم اكثر. منذ ذلك الحين المباشرة (النسبية) للدعوة استبدلت بالغموض، مثلما تم التعبير عنه ايضا في رفض وزارة الدفاع تقديم حجم ميزانية المشروع. وحسب المنشور فان هذه يبلغ 25 مليون شيكل في السنة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى