هآرتس – بقلم أور كشتي – الخطة الخماسية للمجتمع العربي
تتضمن إضافة آلاف الصفوف الدراسية وآلية تعويض عن مصادرة الأراضي

هآرتس – بقلم أور كشتي – 2/1/2022
” الخطة التي ستعرض قريباً ستتضمن موازنة لبناء آلاف الصفوف الدراسية الجديدة وآلية تعويض عن مصادرة الأراضي. ممثلون للسلطات العربية تم دمجهم في النقاشات التي جرت في شهور الصيف وإن كانت مشاركتهم قد ضعفت منذ ذلك الحين “.
بلورة مخططات العمل المفصلة في مجال التعليم في إطار الخطة الخماسية الجديدة في المجتمع العربي موجودة في مراحلها النهائية قبيل عرضها المتوقع بعد أسابيع معدودة. المناقشات التي تجري هذه الأيام في وزارات التعليم والمالية، والمساواة الاجتماعية تتناول ترجمة الموازنة التي تبلغ 9.4 شيكل إلى سلسلة طويلة من المواضيع والبرامج والأهداف. وهذه تشمل من بين أمور أخرى بناء آلاف الصفوف التعليمية الجديدة وتأكيد ليس فقط على دراسة العبرية بل أيضاً على دراسة اللغة الام العربية وتقليص فجوات الموازنة الحكومية وتطوير التعليم غير الرسمي؛ وإنشاء جهاز مرافق لأقسام التعليم في السلطات المحلية. وكما يبدو أيضاً تعامل، للمرة الأولى لمسألة الهوية العربية. لقد سبق وسجلت سابقة واحدة، مع دمج ممثلين للسلطات المحلية في النقاشات التي جرت في أشهر الصيف، وإن كان قد ضعف منذ ذلك الحين التعامل. مصادر مطلعة تصف عملية عمل استثنائية.
في نهاية شهر تشرين أول صادقت الحكومة على الخطة الخمسية للمجتمع العربي والتي تمتد حتى 2026. من بين الموازنة التي تتضمن حوالي 20 مليار شيكل هنالك حوالي الثلث مخصص لمجال التعليم. المخطط رسم بخطوط عامة جداً، مجالات الاستثمار والنشاط المطلوبة. في الأسابيع التي سبقت مصادقة الحكومة، وبدرجة أكبر بعدها جرت عملية معقدة فيها شاركت وحدات مختلفة في وزارة التعليم، قسم الموازنات في وزارة المالية، وزارة المساواة الاجتماعية، شخصيات رفيعة في مكتب رئيس الحكومة وغيرها. في جزء من النقاشات شارك مدير عام وزارة التعليم، يجائيل سلوفك، وإقالته قبل حوالي أسبوعين من المتوقع أن تعيق قليلاً هذه العملية.
يصعب تذكر متى عُقد نقاش استراتيجي كهذا حول التعليم العربي، والذي تضمن تحديد نقاط الضعف “العديدة” واقتراح طرق لتقليصها – عن طريق تدخل موازناتي، تعليمي، أو تنظيمي آخر. في هذا الإطار شكلت حوالي 10 لجان فرعية، والتي تناولت تعلم اللغة العبرية والعربية، والتعليم في الأعمار الصغيرة، وبناء وترميم مؤسسات التعليم، إعداد معلمين، التعليم التكنولوجي، العقبات في السلطات المحلية، التعليم غير الرسمي، التسرب والعنف في المدارس، وأيضاً “مسألة الهوية والقيم” المصممة للطلاب العرب. النقاش في الموضوع الأخير على سبيل المثال لم يجر في يوم من الأيام في وزارة التعليم. في اللجان شارك ممثلون عن لجنة رؤساء السلطات العربية، وكذلك باحثون عرب، من بينهم الدكتورة نسرين حداد حج يحيى من المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، والدكتورة مريان تيحوخو مديرة مركز السياسات الاقتصادية للمجتمع العربي في جامعة رايخمان.
حسب أقوال مصادر مطلعة، فإنه في الخطة الخماسية الجديدة (قرار 923) ستخصص حوالي 25 في المئة من مخصصات وزارة التعليم للمجتمع العربي، كنسبة الطلاب العرب من مجمل جهاز التعليم، هذا بالمقارنة مع تخصيص حوالي 18 في المئة في الخطة الخماسية التي انتهت في 2022. حوالي 6 مليار شيكل من الخطة الجديدة ستخصص لتقليص فجوات الموازنة لوزارة التعليم بين مؤسسات التعليم العبرية والعربية. حوالي ثلثي المبلغ مخصص للمدارس الأساسية والإعدادية. والباقي للتعليم الثانوي. في المرحلتين العمريتين الاولتين سُجل في العقد الأخير تقليص تدريجي للفجوة ولكن في الصفوف من العاشر حتى الثاني عشر بقيت الفجوة كبيرة جداً. حسب أقوال المصدر، فإن التغيير في طريقة التمويل في التعليم الأساسي والصفوف الإعدادية كان من شانه أن يدخل إلى أساس الموازنة – لا أن يعتبر “كإضافة خاصة”.
تغيير طريقة وضع الموازنة من شأنها أن تقرب الطلاب العرب من مستوى الموازنة التي يحصل عليها طلاب التعليم الرسمي اليهودي. حوالي 2.4 مليار شيكل مخصصة لبناء 4300 صف دراسي وروضة أطفال جديدة ولترميم مؤسسات التعليم. “ليس هنالك معنى لتعليم متطور إذا درس الأولاد في مدرسة بنيت في سنوات الخمسينيات وترميمها الأخير كان قبل 20 عام”، يقول مصدر مشارك في النقاشات. على خلفية ضائقة التخطيط والبناء في السلطات العربية، فإن لجنة تضم عدة وزارات من المتوقع أن توصي بموازنة خاصة ستستخدم كتعويض عن مصادرة الأراضي. توصية أخرى هي أن تقوم هيئة خارجية بتركيز ومعالجة طلبات البلدات العربية أمام وزارة التعليم ووزارة التخطيط في محاولة لتقصير الإجراءات البيروقراطية.
كما يخطط أيضاً لمشروع يحتاج إلى الملايين والذي سيرافق أقسام التعليم في السلطات المحلية والذي سيبني معها خطة استراتيجية للعقد القادم. “هنالك مشكلة حادة في أقسام التعليم” يقول مصدر في وزارة التعليم. “قسم كبير منها شاغر أو من هو موجود هناك غير مناسب للوظيفة. من بين البنود المختلفة، وعلى ضوء التجربة السابقة، هذه إحدى الخطط التي يمكن أن تثير مواجهات مستمرة.
حوالي مليار شيكل أخرى مخصصة لخطة العمل الجارية لوزارة التعليم. هكذا كان على أحد الطواقم تفسير التحسين الذي سُجل في الأهلية للحصول على شهادة البجروت – والفجوات الضخمة في المعرفة والمهارات الأساسية التي كشفتها الاختبارات العالمية والتي تجرى في مراحل أكثر تقدماً. حسب أقوال تلك المصادر فإن الانتعاش التعليمي لا يمكنه أن يقفز على تطوير برامج تعليمية جديدة مخصصة للطلاب العرب – على سبيل المثال في التاريخ أو الجغرافيا – وليست فقط النسخة لتلك التي يتم تدريسها في الوسط اليهودي. “مسألة الهوية والانتماء كانت جزء هام في النقاشات الداخلية” يقول مصدر ويضيف “حتى الآن وزارة التعليم لم تعترف بحاجة الطلاب العرب للانشغال بهذه المواضيع المفهومة ضمناً لليهود. من الواضح أنه في وقت ما سيضطرون للحديث عن النكبة. لا يدور الحديث عن مطالب جديدة للمجتمع العربي: التغيير هو أن الطواقم في وزارة التعليم لم يفاجؤوا وأوقفوا النقاشات”.
حسب أقوال د. حداد حج يحيى، “حتى اليوم لم يكن هنالك تطرق للهوية المدنية القومية للطلاب العرب. أردنا تطوير برامج تتناول العلاقات الموجودة لدينا كمجموعة أقلية مع دولة إسرائيل. ليس بالإمكان مواصلة تجاهل هذا الموضوع – والاعتقاد بأن المهارات المهنية ستحل كل المشاكل. طلابنا يجب أن يعرفوا من أين جاؤوا” وأضافت “يجب أن تعطى للمعلمين الأدوات للتعامل مع الهوية القومية العربية. يصعب معرفة كم عدد المعلمين حقاً الذين سينشغلون بذلك – لأن الشباب موجود في وعي كل رجل تعليم، ولكن على الأقل الامكانية والمضمون ستكون موجودة”.



