ترجمات عبرية

هآرتس– بقلم  أوري مسغاف – هل رأى أحد اوحانا وامسالم ؟ لماذا يقوم نتنياهو بتخبئتهما؟

هآرتس – بقلم  أوري مسغاف – 4/3/2021

” الاستخفاف الحقيقي لنتنياهو ليس بكلابه الهجومية التي تنبح، بل بمواطني الدولة، عندما يقوم بتعيين اشخاص لا يحبهم الجمهور ولا يقدرهم في مناصب مهمة “.

       هل رأى أحد امير اوحانا؟ شرطة اسرائيل تطلب مساعدة الجمهور في البحث. لقد ظهر للمرة الاخيرة قبل أن تبدأ الحملة الانتخابية لليكود. جسمه نحيف، رأسه اصلع، في الايام العادية يرغب جدا في اجراء المقابلات في استوديوهات التلفاز والراديو. هناك خوف مشابه ايضا على مصير صديقه دافيد امسالم، الذي اضطر الى استبدال حب العدسات والميكروفون بسيلفي اسبوعي في المطبخ قبل وجبة يوم السبت. هكذا ايضا زميلته ميري ريغف، حتى لو كان في حالتها يوجد تنوع: في أحد ايام السبت التقطت صورة مع صينية بطاطا قرب الفرن، وفي يوم آخر التقطت صورة مع طنجرة يخرج منها البخار قرب الغاز.

       الانضباط في حملة الليكود، للجولة الثانية على التوالي، واضح جدا: يقدمون نتنياهو على أنه أبو الأمة والحاكم الوحيد، ويخبئون بشكل جيد اوحانا وامسالم وريغف واوسنات مارك وميكي زوهر وشلومو كرعي وجميع اصدقاءهم في قائمة الليكود. في وسائل الاعلام يسخرون من ذلك ويضحكون. ولكن النكتة ليست فقط على حساب من تم اسكاتهم، بل على حسابهم هم. ومن اجل فهم ذلك يجب علينا التوقف للحظة وتحليل ما الذي يقف حقا وراء سياسة نتنياهو هذه. توجد هنا عملية عميقة. هو مهم ايضا لاستبعاد جنون العظمة والبارانويا والنرجسية لدى نتنياهو.

       البديهية المقبولة هي أن نتنياهو يعيش ويتنفس استطلاعات. استطلاعات عميقة وليس استطلاعات تلفزيونية. استطلاعاته العميقة هو وخصومه توضح مرة تلو الاخرى بأن الجمهور الواسع لا يحب اوحانا وامسالم وريغف ومارك وزوهر وكرعي. فهم لا يجلبون الخير له، بما في ذلك حتى بعض قادة الليكود، وبالتأكيد الموجودين في هوامش الناخبين الهشة، الذين يتم حسم الانتخابات بأصواتهم.

       هم ربما تكون لهم شعبية في اوساط اعضاء مركز الليكود، بعض الاعضاء وحتى لدى غيدي طاوب. ولكن صراخهم وهمجيتهم تخيف جمهور واسع. لذلك، عندما تأتي الانتخابات فان نتنياهو واعضاء حملته لا يتراجعون، وببساطة يقومون باخفائهم. هنا يثور سؤال بالطبع وهو ماذا يعني ذلك بالنسبة لكرامة هؤلاء الاشخاص، الذين نتنياهو يخجل جدا بهم قبل الانتخابات ويستفيد من اخلاصهم وخنوعهم فقط في الايام العادية. ولكن هذا سؤال ثانوي. فالجنود هم جنود، وفي الاصل الوزراء واعضاء الكنيست من الليكود يستمتعون جدا بملذات السلطة والمنصب من اجل بلع هذا الضفدع مرة أو مرتين في السنة.

       سؤال اكثر اهمية هو ماذا يعني ذلك بالنسبة لنتنياهو. أي أنه الى جانب السخرية المرضية والاعتذارية واستخدام البشر كأدوات (قبل عصر الحاسوب كانوا يسمون ذلك “اضرب وارم”). هذا يقول لنا شيء بسيط جدا وهو أن نتنياهو يحيط نفسه بأشخاص يعرف أن الجمهور لا يحبهم ولا يريد منهم ادارة حياته. هو يقوم بتعيينهم بدون خجل في مناصب رئيسية أو يهتم بالحفاظ على مكانهم في بيت المشرعين رغم أنه من الواضح له بأن معظم الاسرائيليين يخافون منهم. أي أن استخفافه الحقيقي ليس بكلابه الهجومية التي تنبح، بل بمواطني الدولة. هو ربما يكثر من التفاخر بحبه لشعب اسرائيل، ولكن في الحقيقة هو يحتقره ويزدري رغباته. هو يستطيع التحدث حتى الغد عن التزامه باسرائيل وبعظمتها، لكن فعليا هو يضعفها بشكل متعمد عندما يقوم بتعيين اشخاص مثل اوحانا وريغف وامسالم في وزارات مهمة، أو يقوم بارسال مارك الى لجنة تعيين القضاة.

       بعد الانتخابات هو بالطبع يحتاجهم مرة اخرى وبشكل فوري. مثلا، بعد جلسة الافتتاح الاحتفالية للحكومة الاخيرة التي شكلها بمساعدة خيانة غانتس، هو احضرهم معه الى المشهد المخيف في المحكمة المركزية في القدس، التي فيها بدأت ايضا محاكمته.  في احيان نادرة هو يقوم باستدعائهم ايضا خلال الحملة عندما يحتاج الى شخص معين من اجل تلقي النار بدلا منه. لذلك، تم ارسال ريغف في هذا الاسبوع لتبرير عار لجنة الاستثناءات واغلاق مطار بن غوريون. لا تقلقوا، في يوم السبت سيتم ارسالها الى مكانها الطبيعي بالنسبة له، الى المطبخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى