ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أوري مسغاف – ارث نتنياهو: هنا يسكن يساري خائن

هآرتس – بقلم  أوري مسغاف – 17/12/2020

ما سيبقى من ارث نتنياهو هو الكراهية التي امتطاها في صعوده الى الحكم ويواصل التمسك بها من اجل البقاء في الحكم “.

العنوان مكتوب على الحائط، كما يقولون. “هنا يسكن يساري خائن” على سور بيت لمتظاهر ضد نتنياهو. ليس في القدس المشحونة وليس في “دولة تل ابيب”، بل في نستسيونا بالضبط. وعلى سور بيت آخر تعيش فيه عائلة تشارك بالمظاهرات في المدينة ألقيت قنبلة صوت. الشرطة والشباك “يفحصون”. هذا حدث في أحد مستوطنات البارون، التي أسست في اطار ما يسمى “الهجرة الاولى” – حركة هجرة طلائعية لليهود، تطلعوا الى تأسيس وطن قومي في البلاد المقدسة، بعيدا عن موجات اللاسامية الاوروبية.

وها هو بعد أقل من مئة سنة، بعد أن تم وسم بيوت ليهود في المانيا بنفس الطريقة، ايضا لدينا يشيرون الى البيوت. ما الذي يجب فعله مع الخونة، الجميع يعرفون ذلك. هذا هو البند الاخطر في قوانين العقوبات في جميع دول العالم. في اسرائيل، التي الغيت فيها عقوبة الاعدام في 1954، هو ما زال استثناء يبرر الاعدام.

لكل من يتخبط في مسألة ماذا سيبقى من حكم نتنياهو، هذا ما سيبقى منه. هذا هو ارث نتنياهو: الكراهية، يمتطيها في كل حياته السياسية، بواسطتها صعد الى الحكم (حتى في ذلك الوقت كان هناك خائن كان يجب ابعاده عن الطريق)، وباسمها تمسك بشدة بكرسي الحكم. فقط في الاسبوع الماضي، في عرض آخر لعدم الخجل، سجل مهندس الكراهية لنفسه مزمور “يوجد في نفسي محبة وهي ستنتصر”. وهكذا، محبته يتم رشها على الجدار في نستسيونا. هي على أي حال محبة. المتظاهرون ضده يتعرضون للكمات والضرب والبصق والشتائم. يحاولون سحقهم وطعنهم. يرمون عليهم الحجارة والبيض. ويأملون أن يُحرقوا ويُدفنوا ويُغتصبوا. من بين مؤيدي نتنياهو هناك من يأملون وقوع هجوم ارهابي على متظاهري بلفور، ويتحسرون على أن هتلر لم يكمل المهمة.

سلسلة التحريض تبدأ برئيس التنظيم وجهاز المخصيين ورجال دعايته. من هناك تمر عبر الصمت واللامبالاة لشركائه السياسيين. في المستوى القادم هناك تساهل شرطي واستخذاء للنيابة العامة؛ فقط مؤخرا تقرر هناك بأن رفع لافتات مكتوب عليها “يساريون خونة” لا تعتبر تحريض. في الطرف ستجد “الارهابي المنفرد” (يونا ابروشمي ويغئال عمير وغيرهم). ولكن هذا المخرب يحتاج الى فتوى شرعية. عندما يتعلق الامر بشخص متدين فان هذه الفتوى يجب أن تأتي من حاخامات. وفي حالات اخرى يكفي المناخ، تحليل الدم، التأشير.

لهذا يتم توظيف جهد كبير لسنوات طويلة في عملية نزع الشرعية. في ترسيخ معادلة “يساري يساوي خائن”. من المهم تحويل اليساري الى غير انساني؛ أي يستحق الموت. لهذا ايضا الاصرار المتواصل لتشويه حتى طبيعة التهجئة (يسار، يساريون)، هذا ايضا مصدر التغذية المستمر لنظام الدعاية بقيادة إبن المهندس، الذي يستخدم مصطلحات تظهر وكأنها عفى عليها الدهر (شيوعيون، بلاشفة، فوضويون)، لكنها تنتمي الى كتب التشغيل الكلاسيكية للفاشية.

الظاهرة تصل الى حد اللامعقول في كل مرة يتحدى فيها مرشح آخر من اليمين استمرار حكم نتنياهو. في الاسبوع الماضي حظي بالاحترام حتى العدو الجديد (“لقد خرج المارد من القمقم، وجدعون ساعر أعلن في هذا المساء بأنه سينضم الى حكومة يسار فقط من اجل اسقاط نتنياهو”). الخارطة السياسية والحزبية في اسرائيل لم تعد مقسمة بين يمين ويسار، بل بين مؤيدي نتنياهو ومعارضيه. اليسار أصلا يتقلص الى ابعاد صغيرة جدا، ونتنياهو نفسه هو بشكل عام ليس يمين بالمرة. فقد صادق على بيع مصر غواصات متطورة وارتبط بمنصور عباس. كل هذا غير مهم. منطق البيبية بسيط: التظاهر ضد نتنياهو يعني أن تكون يساري. نتنياهو هو الدولة. أن تكون يساري يعني أن تتحول الى معارضة الدولة وأن تريد الشر لها وأن تكون خائن.

عالم مقلوب. المتظاهرون يجسدون بأجسادهم قلب الوجود الديمقراطي. هم ايضا اولاد جيدون، غير عنيفين تماما. بدلا من توظيف جهود للحفاظ على أمنهم، الشرطة والشباك يقومان بتوظيف جهود كبيرة لمتابعتهم ومراقبتهم، وفي المقابل، يقومون بتوظيف موارد كثيرة وغير متناسبة لأمن عائلة نتنياهو – مصدر التحريض والكراهية الرئيسي في دولة اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى