ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير- يهين مفهوم التعليم

هآرتس – بقلم أسرة التحرير– 19/1/2021

ان المحاولة الفاشلة لوزير التعليم يوآف غالنت منع دخول مدير عام بتسيلم حجاي العاد الى مدرسة هريالي في حيفا هي دليل آخر على تفشي الوباء المناهض للديمقراطية في اسرائيل. كما انه يدل على الاهمية الكبيرة للندوة التي بادرت اليها هريالي رغم استياء اليمين.

لقد كان عنوان الندوة “الحكم العسكري في يهودا والسامرة وحماية حقوق الانسان – هل يسيران معا؟”. يدور الحديث بالطبع عن سؤال استنكاري: فالحكم العسكري والاحتلال يسيران يدا بيد مع خرق حقوق الانسان، مثلما كل شكل من اشكال النظام الاستبدادي يحتاج الى الرقابة، كم الافواه، الملاحقة السياسية وتقييد حرية التعبير، مثلما اثبت غالنت.

في يوم الاحد أمر وزير التعليم مدير عام وزارته بمنع المدارس من استضافة منظمات “تعمل بشكل يهين جنود الجيش الاسرائيلي، وتصف اسرائيل دولة ابرتهايد”.  وذكر الابرتهايد ليس مصادفا. ففي الاسبوع الماضي نشر مركز “بتسيلم” ورقة موقف يرفض الفكرة السائدة في  اسرائيل كدولة ديمقراطية تدير بالتوازي نظام احتلال مؤقت في المناطق، في صالح تعريف لاسرائيل ككيان واحد كبير بين البحر والنهر، تقيم فيه نظام ابرتهايد. تسعى حكومات اليمين لاخفاء الاحتلال عن الخطاب العام وكل ما يستوجبه الاحتفاظ بالاحتلال، وأولا وقبل كل شيء لقاء جنود الجيش الاسرائيلي بالسكان الفلسطينيين المدنيين. لا توجد شقوق في قصة اليمين: اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، لا يوجد احتلال، الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم، لا توجد جرائم حرب، لا توجد خروقات لحقوق الانسان، واذا كان شيء ما فهذا بالخطأ، والجيش الاسرائيلي سيحقق، سيحاكم (لا) و (لن) يعاقب. أما “بتسيلم” وباقي معارضي الاحتلال يشقون رواية اليمين ويذكرون بالواقع المكبوت: الاحتلال وجرائمه، مشروع الاستيطان والتوسع، الرفض السياسي، احلام الضم. وعليه فان اليمين يعمل لاسكاتها واخراجها واخراج رسائلها عن القانون.

في اعقاب اوامر غالنت، توجه مدير لواء حيفا في وزارة التعليم لمدير عام مدرسة هريالي في حيفا وامره بالغاء مشاركة بتسيلم، غير أن هذه المرة صد مدير الدائرة العليا في مدرسة هريالي، مندوب رابينتوفيتش محاولة الاسكات وأصر على عقد الندوة التي تأجلت المرة تلو الاخرى في اعقاب النقد من جانب نشطاء اليمين. وعقدت أمس الندوة بمشاركة العاد الى جانب كاتب الرأي في “هآرتس” نافيه درومي، المتماثل مع اليمين.

خير فعل رابينوفيتش إذ أصر على عقد الندوة، مثلما وعد الشهر الماضي. محظور الاستسلام لزعرنة اليمين ومحظور الاستسلام لوزير تعليم لا يفهم ما هو التعليم. حملة  الانتخابات فليخوضها غالنت على ظهر أحد آخر. ليس على ظهر تلاميذ هريالي.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى