ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – يبدأون بالقدم اليمنى

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 16/6/2021

أحد القرارات الاولى التي من المتوقع أن تتخذ في  جلسة العمل الاولى للحكومة الجديدة سيكون  مثابة البدء بالقدم اليمنى. فالحكومة ستقر الاسبوع القادم تشكيل لجنة تحقيق رسمية للقصور في ميرون، حيث قتل 45 رجلا وفتاة.

كان جديرا بمشروع القرار الذي تقدم به وزير الدفاع بيني غانتس لتشكيل لجنة تحقيق رسمية للاحداث التي ادت الى المصيبة الرهيبة في تهاليل الحاخام شمعون بار -يوحايقبل سبعة اسابيع أن يرفع ويقر بعدها فورا. ولكن تملص حكومة بنيامين نتنياهو من تشكيل لجنة تحقيق لم ينبع فقط من تخوف بعض وزرائها من أن تنكشف قصوراتهم وقصورات مقربيهم، ظاهرا. فقد عكس ايضا رفض زعماء الاحزاب الحريدية التي يعتمد عليها نتنياهو من كشف الحكم الذاتي الحريدي امام فحص رسمي ومعمق.

على مدى عشرات السنين كان المتفرغون الحريديم وساحات الجماعات الصوفية يتصرفون في نطاق ميرون كما يشاءون، متجاهلين تعليمات الامان. وقد فعلوا ذلك بدعم من رؤساء الاحزاب الحريدية الذين منعوا كل محاولة لتقييد عدد المشاركين في التهاليل. وانضم الى هذا الدعم عشية المصيبة وزراء من الليكود ايضا، بمن فيهم الوزير السابق للامن الداخلي امير اوحنا الذي تواجد حتى في المكان قبل وقت قصير من ذلك. وبالتالي لا غرو انه لم تتشكل بعد لجنة تحقيق من اي نوع.

وبادعاء البراءة قال السياسيون الحريديم انهم لا يعارضون التحقيق ولكنهم يعارضون لجنة برئاسة قاض تعينه رئيسة المحكمة العليا لانها لن تكون لها “الحساسية” اللازمة. كان في ذلك استمرار مباشر لرفض القيادة الحريدية اطاعة تعليمات الاغلاق في زمن الكورونا وتثبيت اسوار مجتمعهم المغلق في وجه كل تدخل رسمي خارجي حتى بثمن حياة مواطنين حريديم كثيرين ماتوا في المرض، بنسبة غير معقولة مقارنة بباقي السكان. ومثل المتوفين في ميرون هم ايضا ضحايا الحكم الذاتي. غير تفعل الحكومة الان اذا ما شكلت لجنة رسمية ايضا لفحص قصورات السلوك في زمن الكورونا.

لجنة تحقق في المصيرة في ميرون ضرورية فورا – ليس فقط كي يقدم الوزراء، الموظفون وضباط الشرطة المتورطون الحساب للجمهور بل وكي توضح ايضا بانه محظور ان يكون في اسرائيل حكم ذاتي لا تنطبق عليه قوانين الدولة، وان حياة المواطنين في داخله لا يحسب لها حساب. بالضبط مثلما هو جدير ان “في الحكم الذاتي العربي” لا يعيش مواطنون في حالة خوف من منظمات الجريمة.

لا يجب أن نرى في اقامة اللجنة محاولة للمس بالجمهور الحريدي، وبالفعل فان الكثيرين من ابناء عائلات المتوفين، وهم حريديون بانفسهم، يطالبون بلجنة تحقيق رسمية. هذا واجب اساسي، وعلى الدولة ان تضمن لمواطنيها الا تكون حياتهم سائبة، وان يعثر على المسؤولين وان تستلخص الاستنتاجات بشأنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى