ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – ولفخر الانقطاع عن الواقع

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 30/4/2020

يفيد الخطاب الذي القاه رئيس الكنيست بيني غانتس في احتفال اضاءة الشعلات يوم الثلاثاء في جبل هرتسل – الاحتفال الذي يرمز الى الانتقال الحاد من ألم الثكل الى فرحة الاستقلال، والذي يميز الحياة في اسرائيل – يفيد بقوة الانقطاع عن الواقع لمن مثل حتى قبل وقت قصير مضى أمل التغيير في أوساط نصف مواطني الدولة. فما الذي يجمع بين الاقوال المؤثرة التي القاها غانتس وبين ما يجري حقا في اسرائيل، ضمن امور اخرى بسبب ارتباطه بحكومة برئاسة المتهم بالجنائي بنيامين نتنياهو.

ان من ترأس حتى وقت قصير مضى معسكرا كبيرا رفع لاول مرة منذ سنين رأسه بفخر وآمن بامكانية التغيير عبر اشفاء المجتمع، اصبح بخضوعه المعيب رمزا آخر لافساد المجتمع من قبل الزعيم الفاسد والاكثر افسادا في الدولة، التي احتفلت امس بـ 72 سنة استقلال.

الاحتفال، الذي بسبب وباء الكورونا صور مسبقا واجري دون حضور الجمهور، جرى في ظل “ارتباطات في المجتمع الاسرائيلي“. هكذا أيضا الاقوال التي القاها غانتس. ومع ذلك كان سهلا على المرء ان يلاحظ فجوة المفارقة التي بين الحديث العالي عن الارتباطات بين اجزاء المجتمع وبين الارتباطات السياسية المنفعية والطائعة التي في اساس الوحدة الوطنية الزائفة. وحدة، ليست سوى قصة غطاء للحصانة لنتنياهو من جهة وترتيب وظيفة للرفاق من جهة اخرى. وكل ذلك في الوقت الذي انضم فيه اكثر من مليون وربع اسرائيلي الى دائرة البطالة.

مع نهاية الخطاب تطرق غانتس بشكل غير مباشر الى الازمة السياسية. “اجتزنا حروبا، معارك، أزمات اقتصادية بل وازمات سياسية ايضا. ودوما تغلبنا على الازمات، حتى عندما كانت تنطوي على قرارات صعبة”، وتباكى على أن “الزعماء يأخذون المسؤولية، يعملون من اجلكم، أنتم مواطني الدولة، يحرصون على وحدة الشعب ويحمون الديمقراطية وحقوق كل انسان”. الرجل، الذي ساهم في الاتفاق الذي شوه قواعد اللعب في الديمقراطية الاسرائيلية ومس بشدة بمبدأ فصل السلطات واستقلال السلطة القضائية، يواصل عرض نفسه، دون ذرة وعي ذاتي، كحام للديمقراطية.

لا سبيل لتسوية الفجوة بين وعود غانتس وبين الواقع: بين حقيقة ان من وقف حتى وقت قصير مضى على رأس معسكر “كله الا بيبي” خلد حكمه فقط؛ ومن انتصر باسم التزامه بالدفاع عن الديمقراطية من فساد بيبي وقع على اتفاق يقضي بان تحل الكنيست اذا كان ما يمنع نتنياهو من أن يتولى رئاسة الحكومة، اذا ما قضت محكمة العدل العليا ضده بسبب  كونه متهما بجنايات فيها وصمة عال.

ان التصريحات الاحتفالية في يوم الاستقلال عظمت فقط الصدمة في ضوء حقيقة أن من انتخب كي يكافح الفساد وقع على منح تسويغ للفساد لثلاث سنوات اخرى.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى