هآرتس – بقلم أسرة التحرير – وحدة وبائية واحدة …!
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 17/8/2021
النهج الاسرائيلي في مكافحة الكورونا واضح: متطعمو مدينتك أولى لك. حملة التطعيم الثالثة انطلقت على الدرب في ظل تجاهل جماهيري شبه تام لفوارق التطعيم بين الدول في العالم وللمسألة الاخلاقية – الوبائية: هل يجدر تطعيم مواطني الدولة بجرعة ثالثة في الوقت الذي لا توجد في دول عديدة في العالم امكانية للتطعيم حتى بجرعة واحدة؟
وحتى دعوة مدير عام منظمة الصحة العالمية، ثيودوروس أدهانوس، بوقف حملة التطعيم الثالثة طالما كانت بعض من دول العالم بالكاد بدأت بالتطعيم، لم تنجح في حرف الجدال المحلي بين المؤيدين للتطعيم وناكري الكورونا. فقد شرح أدهانوس بانه “حتى الان، في عشر دول اعطيت اكثر من 75 في المئة من جرعات التطعيم في العالم بينما في دول ذات دخل متدنٍ تلقاهااكثر بقليل من 1 في المئة”.
لا يدور الحديث “فقط” عن مشكلة اخلاقية؛ فثمة لهذا ايضا تداعيات وبائية. “احد لا يكون آمنا الى أن يكون الجميع آمنا”، شرح أدهانوس، “كلما كان مزيد من الناس ممن لم يتطعموا ضد الكورونا في ارجاء العالم، هكذا يكون للفيروس فرصا اكثر للانتشار ولتطوير متحورات من شأنها ان تكون خطيرة اكثر، مما يزيد الخطر على الجميع”. كما أن مديرة الطواريء في منطقة اوروبا لمنظمة الصحة العالمية د. دوريتنيتسان، شرحت بان الدول غير المتطعمة “تشكل دفيئات لتطور متحورات جديدة للفيروس”، وانه الى أن يصل معدل التطعيم العالمي الى 60 في المئة، لن يكون ممكنا حماية عموم السكان في المدى البعيد.
في اسرائيل الوضع اكثر تعقيدا. ففي الوقت الذي يقترب فيه عدد المتطعمينفيه بالجرعة الثالثة الى المليون، في السلطة الفلسطينية 13 في المئة فقط من عموم السكان تطعموا بجرعة واحدة وفقط 9 في المئة تلقوا جرعتي تطعيم. في غزة الوضع حتى اسوأ من ذلك. في اسرائيل توجد القوة والامكانية للاهتمام بتطعيم الفلسطينيين. كما أنها ملزمة بعمل ذلك وفقا للمادة 56 من ميثاق جنيف الرابع التي تقضي بان من واجب المحتل “ان يدير ويُفعّل وسائل الحماية والوسائل الوقائية اللازمة ضد انتشار الامراض المعدية والاوبئة”.
حان الوقت لان تستيقظ اسرائيل وتفهم بانها ليست دولة جزيرة لا من الناحية الوبائية ولا من الناحية الاخلاقية. في اسرائيل وفلسطين يعيش شعبان يشكلان وحدة وبائية واحدة. معنى الامر هو ان السبيل الى القضاء على الوباء في اسرائيل السيادية يمر بالضرورة ايضا في المناطق وفي القطاع في غزة. محظور أن يشوش البحث الداخلي بشأن الحاجة الى التطعيم الثالث حقيقة ان اسرائيل ملزمة بان تضع الحرص على تطعيم عموم السكان الفلسطينيين في رأس سلم الاولويات.
