ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – والان الى لقاء بينيت – عباس

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 30/12/2021

لقاء وزير الدفاع بني  غانتس، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود  عباس الذي انعقد في بيت غانتس، هو خطوة هامة في الاتجاه الصحيح. كل هذا اساسا على خلفية سنوات الحكم الطويلة لبنيامين نتنياهو كرئيس وزراء، والتي دهور فيها العلاقات مع الفلسطينيين الى اسفل الدرك.

وقعت اتفاقات ابراهيم مع الظهر الى الفلسطينيين، والسلام معهم دحر الى اسفل سلم الاولويات الوطني. على مدى كل الطريق حرص نتنياهو على ان يقيم علاقات غير رسمية مع حماس – تهديدات، تسهيلات، قتال، اعمار – وبالتوازي عمل على اهانة عباس، الزعيم الفلسطيني الذي اختار الكفاح الدبلوماسي وغير العنيف لانهاء الاحتلال. لقد كانت الرسالة واضحة: اسرائيل تثيب القوة وتتجاهل الدبلوماسية التي تعد اظهارا للضعف. كما أن الهدف كان واضحا: ازالة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني عن جدول الاعمال الوطني والدولي، والقاء حل الدولتين الى سلة قمامة التاريخ، وتشجيع انقسام القيادة الفلسطينية  بحيث لا يتاح تحديد اي زعيم كممثل للشعب الفلسطيني كله، وتشجيع الكفاح العنيف ضد اسرائيل لاجل الاثبات للعالم بان الفلسطينيين لا يريدون السلام وهم يقدسون الموت، بخلاف الاسرائيليين.

اما ثمن الرفض، الاهانة، المخادعة والبخل السياسي فدفعه الفلسطينيون، ولكن ليس هم فقط. فسكان الجنوب  وقعوا ضحية على مذبح  ادعاء الضحية الاسرائيلي لاجل ان تتوفر للحكومة الذريعة لمواصلة رفضها. وفي السنوات الاخيرة شهدت اجزاء اخرى في الدولة حياة الصواريخ، صافرات الانذار والملاجيء. وفي هذه الاثناء وسعت اسرائيل مشروع الاستيطان وزرعت وفلحت حقول “الاعشاب الضارة”. واعطت سياسة الاهانة ثمارها الفجة ايضا في المدن المختلطة داخل الخط الاخضر حيث بلغ التوتر الوطني مستويات غير مسبوقة كانت ذروتها في حملة حارس الاسوار.

وعليه فلا غرو انهم في الليكود سارعوا لان يحرضوا ضد الخطوة (“الحكومة الاسرائيلية – الفلسطينية لبينيت”) واطلقت الى الهواء التهديدات المعتادة (“تنازلات خطيرة على أمن اسرائيل هي مسألة وقت فقط“). بعد اهمال اجرامي ومتواصل لحكومات نتنياهو – كان هذا لقاء اول لعباس مع جهات رسمية في اسرائيل منذ 2010 – كل حراك ايجابي في هذا المسار الحرج يعد كخطر لدى مروجي الحروب ومقدسي بلاد اسرائيل الكاملة.

رئيس الوزراء، نفتالي بينيت وضع مسبقا في صورة اللقاء، وينبغيالافتراض انه وافق على انعقاده. ينبغي الترحيب بذلك لكن ايضا دعوته ودعوة وزير الخارجية يئير لبيد لان يلتقيا مع الزعيم الفلسيطيني. ان التغيير الحقيقي يستوجب تغييرا في العلاقة مع الفلسطينيين، وأساسا يلزم بالمحاولة بشجاعة وبصدق وضع حد للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى