هآرتس – بقلم أسرة التحرير – هذه ليست وظيفة الشاباك ..!

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 24/8/2021
ان مشكلة مخالفات السلاح في المجتمع العربي يجب ان تحل. فهذه مسألة يجب أن تأخذ اولوية عليا في سلم الاولويات الوطني.عشرات القتلى ومئات الجرحى في السنة يشكلون معطى يستوجب استعدادا خاصا وتجندا عاما لاصحاب القرار. غير أن اصحاب القرار وعلى رأسهم رئيس الوزراء نفتالي بينيت، يتوجهون الى مسار خطير ومغلوط حين يسعون الى اشراك جهاز الامن العام الشاباك في المسألة.
بينيت، الى جانب وزير الامن الداخلي عومر بارليف ومفتش عام الشرطةكوبيشبتاي يعتقدون ان مشاركة الشاباك واجبة، لانه يوجد تخوف انه سيتم استخدام السلاح موضع الحديث في مواجهات على خلفية وطنية. فاحداث العنف في المدن المختلطة إبان حملة حارس الاسوار تشكل لهم مثابة ادلة لهذا الغرض إذ ان بعضا من المشبوهين تم العثور عليهم بفضل معلومات وصلت من الشاباك.
غير أن بينيت وبارليف يسيران في مسار محظور. الشاباك لا يفترض أن يعالج مسائل جنائية، حتى لو كان السياسيون يسعون الى تمديد تعريفها لتصل الى “مشاكل قومية”. فالحجة بان السلاح الموجود بشكل غير قانوني لاهداف جنائية يمكن ان يستخدم لاهداف قومية – ليست مقنعة. فالمواطن الاسرائيلي اليهودي الذي يحوز سلاحا بشكل غير قانوني هو الاخر يمكنه أن يستخدمه في الازمنة المتوترة كي يمس بمواطنين عرب. فهل سيكون جهاز الامن العام الشاباك مطالبا بان يتابع ويلاحق ايضا المواطنين اليهود في نطاق اسرائيل؟
ليس صدفة ان رئيس الشاباك نداف ارغمان يعارض الخطوة حتى وان لم يكن بشكل رسمي. كان يمكن أن نفهم هذا من رد فعل الجهاز الذي تضمن تفصيلا كاملا لوظائفه، لا يذكر فيه الانشغال بمخالفات السلاح الجنائية في النطاق السيادي لاسرائيل. هذه ليست المرة الاولى التي يبدي فيها السياسيون اهتماما باشراك الشاباك في مسائل لا يفترض أن تكون في مجال مسؤوليتهم. حصل هذا ايضا في مسألة تعقبات الشاباك في وباء الكورونا، حين طلبت الحكومة مشاركته بينما اعرب الجهاز عن تحفظه.
ليس فقط ارغمان يعارض الخطوة. يعارضها ايضا مكتب المستشار القانوني للحكومة، حيث يدعون بان الامر يتعارض مع القانون. ورغم مناورات المرونة لبينيت وبارليف فان مشكلة مخالفات السلاح في المجتمع العربي لا تقع ضمن تصنيف “احباط ومنع نشاطات غير قانونية هدفها المس بامن الدولة، بانظمة النظام الديمقراطي او بمؤسساته”.
بدلا من تعريف المواطنين العرب كمن يسعون للمس بامن الدولة، يجمل ببينيت ان يتعامل مع المسألة كمشكلة مدنية ذات اهمية قومية. بدلا من ان يعيد الى شوارع المدن اجواء الحكم العسكري، يجمل به أن يحرص على وضع خطة استراتيجية تتضمن تحديد اهداف حقيقية وتخصيص مقدرات كبيرة وان يفعل هذا بالتعاون مع قادة المجتمع العربي.



