ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – نصف ساعة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 15/6/2021

نصف ساعة. هذه هي المدة الزمنية التي استغرقها لقاء التداخل بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت وبين سلفه في المنصب، رئيس  المعارضة بنيامين نتنياهو. كل ما كان لنتنياهو أن يقوله لبيتيت عن المنصب بعد اكثر من 12 سنة ولاية متواصلة لمنصب رئيس الوزراء – الولاية الاكبر في تاريخ الدولة – حشره في 30 دقيقة. تعالم نادل صغير في مقهى يستغرق زمنا اطول.

كما أن طقوس التبادل الاحتفالية، وهي عادة دائمة في اثناء تبادل الوزارات، لم تجري أمس. هذا بخل غير جنتلماني ممن لا يعرف كيف يخسر؛ من يعلو صوته في تمجيد الدولة ولكن مصلحته الشخصية هي التي توجه طريقه أبدا.

هذا التداخل العاجل والتخلي عن طقوس تبادل الوزارات هما تعبيران عن ان نتنياهو  غير مستعد لان يعترف بهزيمته. كما أن الخطاب الذي يقطر سما الذي القاه بمناسبة تنصيب الحكومة اشار الى المشكلة اياها. “لا يمكن اعطاء ثقة لمن خداع ناخبيه بشكل لم نراه منذ قيام الدولة”، “سنسقط حكومة الخداع وننقذ شعب اسرائيل بسرعة” – بعد الولاية الاطول لرئاسة الوزراء في تاريخ الدولة، لم ينجح نتنياهو في أن يجند من داخله القدرة على نقل حكم بالحد الادنى من الاحترام.

أمس ايضا، في الجلسة التي عقدها مع رؤساء شاس، يهدوت هتوراة والصهيونية الدينية، كرر نتنياهو اقوال التحريض الدائمة لديه (“حكومة اليسار الخطيرة هذه، حكومة الخداع”)، زرع الخوف والقلق في اوساط مقترعيه (“سننقذ دولة اسرائيل وشعب اسرائيل”) وواصل التصرف كمن هي مصلحة الدولة ثانوية فقط امام مصلحته الشخصية (“اشعر على اطراف الاصابع اي حي نقاط ضعفهم”).

حتى لو كان مخيبا للامال ان نكتشف المرة تلو الاخرى تفاهة روح كهذه لدى من كان زعيم الدولة، ليس في ذلك ما يفاجيء. لو كانت لنتنياهو القدرة لان يضع احتياجات الدولة قبل احتياجاته، لكانت سنوات حكمه الطويلة بدت بشكل مختلف. المجتمع الاسرائيلي ما كان ليجد نفسه منقسما وممزقا الى قبائل كبرى وصغرى وما كانت الكراهية لتكتسب سيطرة في كل شارع ومدينة.

كما ان لائحة الاتهام الجنائية بمواد الرشوة، وخيانة الامانة ما كانت لتأتي الى العالم لو لم يكن نتنياهو يؤمن  بكل قلبه بان سواء وسائل الاتصال ام اصحاب المال يفترض ان يخدموه لا ان يخدموا الدولة.

المطلوب الان هو أن نضع جانبا ثقافة السم التي حاول غرسها نتنياهو في عروق الدولة والتوجه لاعمال الترميم، الرأب، الاصلاح والبناء من جديد. ان الدمار الذي خلفه نتنياهو وعصبته سيستغرق وقتا طويلا لاعماره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى